يكثف وزير العمل السابق حسن شحاتة اتصالاته ومشاوراته مع القيادات العمالية؛ لحسم عودته لمنصب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والذي خلا بانضمام محمد جبران "كان قائما بأعمال الرئيس" للحكومة الجديدة.
وعلم "صدى البلد" من مصادر داخل الاتحاد العام، أن "شحاتة" سيقوم اليوم، الأحد، بخطوة قد تسهل له تحقيق هدفه بالعودة مرة أخرى لرئاسة الاتحاد عقب الخروج من الحكومة، "إذا ما تم الموافقة على الطرح والرسالة التي يحملها".
ويجتمع الوزير السابق في الخامسة من عصر اليوم الأحد - مع مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بالنقل الجوي والسياحة، "التي كان يرأس مجلس إدارتها قبل انضمامه للحكومة"، للتشاور معهم بشأن الموافقة على عودته مرة أخرى للتنظيم النقابي "وهو الطريق الوحيد الذي يسهل عليه مهمة العودة للاتحاد العام".
الاتحاد العام لنقابات عمال مصر
فيما أكد مصدر داخل نقابة العاملين بالنقل الجوي، أن الوزير السابق تواصل معهم بالفعل وهناك اجتماع سيعقد عصر اليوم، للاستماع لوجهة نظره ورؤيته والرسالة التي يحملها ومن ثم "بحث الموقف القانوني"، الذي يعتمد عليه الوزير في مسعاه، وذلك من خلال مراجعة القوانين المنظمة للعمل النقابي.
وشدد المصدر على أن الوزير مرحب به كضيف عزيز، لكن قرار عودته يتطلب مراجعة القوانين أولا، إضافة إلى عدة أمور أخرى، فيما أشار عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام، إلى أن تحركات "شحاتة" مهددة بالفشل لعدم وجود "سند قانوني" يدعم موقفه.
وتوجد حالة من التخبط والارتباك داخل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر عقب إعلان "شحاتة" نيته العودة لممارسة مهامه رئيسا للاتحاد خلفا لـ محمد جبران، الذي كان قائما بالأعمال قبل أن يتم اختياره وزيرا لحقبة العمل في الحكومة الجديدة.
وقال مصدر، داخل مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إن تواصل "شحاتة" مع بعض أعضاء مجلس الإدارة والعاملين بمبنى الاتحاد ودعوتهم للاجتماع معه يوم الاثنين، إضافة لمطالبته العاملين بالمقر باستقباله لحظة دخوله المبنى، يخالف القانون ويضر بسمعة العمل النقابي وفيه توغل على سلطات وصلاحيات مجلس الإدارة الحالي.
وأضاف المصدر أن هناك من يروج ويدعم عودة "شحاتة" بحجة أن لديه فتوى قانونية من وزارة العمل تسمح له باستكمال دورته النقابية لحين إجراء انتخابات جديدة وهو غير صحيح بالمرة، مؤكدا أنه "تم التواصل مع الوزارة ونفت صحة هذا الكلام".
كان "شحاتة" والذي شغل منصب رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل الجوي، فاز برئاسة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بالانتخابات التي جرت منتصف العام 2022 على أن تنتهي دورته النقابية في العام 2026.
وتم تكليف "شحاتة" بتولي حقيبة العمل بعد شهرين فقط من فوزه برئاسة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر في أغسطس 2022، قبل أن يترك منصبه كوزير مع الإعلان عن التشكيل الجديد للحكومة وأداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي.
وأكد "شحاتة"، في تصريحات سابقة، أنه حصل على فتوى قانونية من وزارة العمل تسمح له بالعودة لممارسة مهامه كرئيس للاتحاد العام لنقابات عمال مصر؛ لحين انتهاء الدورة النقابية الحالية في العام 2026 وإجراء انتخابات جديدة.
وتسبب تواصل الوزير السابق مع بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والعاملين به في أزمة كبيرة داخل أروقة الاتحاد، وبينما تجري مشاورات حول موقف الوزير القانوني من العودة، هدد عدد من أعضاء مجلس الإدارة بتصعيد الموقف، مؤكدين أن ما ينوي "شحاتة" فعله يعيد الاتحاد لسنوات الظلام ويسيء للملف العمالي، فيما طالب آخرون بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة تجنبا لحدوث أزمة وتصدع داخل الاتحاد.