أجاب الدكتور رامي صلاح، أخصائي التغذية العلاجية، على سؤال: “هل الشكولاتة مضرة أم مفيدة؟”، قائلًا:" طبعًا مفيدة.. الشيكولاتة لها مميزات عظيمة جدًا"، موضحًا أنه عند ذكر الشيكولاتة المفيدة فيقصد بها الكاكاو ومدى تركيزه فيها “الشيكولاتة الدارك”.
فوائد الكاكاو
وأضاف “صلاح” خلال حواره ببرنامج “صباح الخير يامصر”، المذاع عبر فضائية طالأولى المصرية"، اليوم الأحد، أن تركيز الكاكاو من 70 % فيما فوق ذلك يعتبر مؤشرا جيدا، لافتًا إلى أن الكاكاو له دور تحسين وظائف الدماغ والكبد وتقوية المناعة والشرايين.
وأشار أخصائي التغذية العلاجية إلى أن الشيكولاتة ترتبط بهرمون السعادة وتقلل من الشعور بالاكتئاب، محذرًا من تناول كميات كبيرة منها حتى لا تتسبب في مشكلات صحية.
هذا ما تفعله قطعة من الشيكولاتة في المخ
وراء قطعة واحدة من الشيكولاتة فوائد ومنفعة لمحبيها، فقد تشير دراسة جديدة إلى أن تناول الشوكولاتة قد يبطئ التدهور المعرفي لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف.
أعطى الباحثون في مستشفى ماس جنرال بريجهام في بوسطن 500 ملليجرام من مكملات مستخلص الكاكاو حفنة من مربعات الشوكولاتة الداكنة، إلى ما يقرب من 600 شخص بالغ فوق سن 60 عامًا يوميًا لمدة عامين.
كما خضع المشاركون لسلسلة من الاختبارات المعرفية والنفسية قبل وبعد التجربة، فأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا سيئًا، والذي ثبت أنه يزيد من خطر الإصابة بالخرف سجلوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
التدهور المعرفي هو التدهور التدريجي للذاكرة والتفكير، مثل فقدان الذاكرة والارتباك وصعوبة إكمال المهام، وغالبًا ما يحدث هذا نتيجة للشيخوخة، لذا فإن مكافحته في سن الشيخوخة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات التنكسية مثل الخرف.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين تناولوا بالفعل نظامًا غذائيًا مليئًا بالفواكه والخضروات الصحية لم يظهروا أي تحسينات ذات دلالة إحصائية في الوظيفة الإدراكية مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.
الفلافانول هو مركب طبيعي موجود في الأطعمة مثل الكاكاو والتوت واللفت والبصل والشاي، ويُعتقد أن هذه العناصر الغذائية تحتوي على مضادات أكسدة ذات خصائص مضادة للالتهابات، والتي ارتبطت تاريخيًا بانخفاض فرصة الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الخرف لأنها تقلل الالتهاب في الدماغ.
يحتوي الكاكاو، على وجه الخصوص، على مادة الفلافانول إيبيكاتشين، والتي ثبت أنها تقلل الالتهاب والتدهور في الدماغ، والشوكولاتة الداكنة غنية بالفلافانول، حيث تحتوي على حوالي 170 ملليجرام لكل 100 جرام، بينما تحتوي شوكولاتة الحليب على 75 ملليجرام لكل 100 جرام، وذلك لأن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على كمية أكبر من الكاكاو، وهي البذور التي يصنع منها الكاكاو.
وقام فريق البحث بتقييم تأثير مستخلص الكاكاو على 573 شخصًا بالغًا فوق سن 60 عامًا. وكان متوسط العمر 70 عامًا. ويشكل الرجال 51% من السكان، بينما تشكل النساء 49% الآخرين.
تناول ما يقرب من نصف المشاركين، 285، 500 ملليجرام من مكملات مستخلص الكاكاو، والتي تضمنت 80 ملليجرام من الإبيكاتشين، في حين تم إعطاء 288 مشاركًا علاجًا وهميًا.
تم تقييم المجموعات لمعرفة ما إذا كان مستخلص الكاكاو سيحسن الوظيفة الإدراكية الشاملة، والوظيفة التنفيذية، والذاكرة العرضية، ذكريات حدث معين، وأكمل المشاركون 11 اختبارًا معرفيًا ونفسيًا شخصيًا، بالإضافة إلى استبيانات الطعام في بداية ونهاية فترة الدراسة.
ووجد الفريق أن أولئك الذين تناولوا مستخلص الكاكاو مقارنة بالعلاج الوهمي لم يكن لديهم فائدة ذات دلالة إحصائية على الإدراك العالمي على مدار عامين، ومع ذلك، قالوا إن تحليل المجموعة الفرعية أظهر فوائد موحية للوظيفة الإدراكية بين أولئك الذين يعانون من ضعف جودة النظام الغذائي المعتاد في الأساس، بما في ذلك التحسينات في الذاكرة العرضية.
لم يتم تحديد جودة النظام الغذائي المنخفض، ولكن بشكل عام، تعتبر خطط الأكل المليئة بالدهون والملح والسكر والأطعمة فائقة المعالجة أقل جودة وقد ثبت أنها تزيد من خطر التدهور المعرفي والسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية. سرطان.
وذكر الفريق أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت جرعات أكبر من مستخلص الكاكاو يمكن أن تحسن الوظيفة الإدراكية، بينما تتعارض الدراسة بشكل مباشر مع الأدلة الحديثة الأخرى التي تشير إلى أن الفلافانول الموجود في الكاكاو يمكن أن يحسن الذاكرة ويقلل من خطر الإصابة بالخرف.
وجدت دراسة نشرت في مايو في مجلة PNAS Neuroscience أن 500 ملليجرام من فلافانول الكاكاو أبطأت وتحسنت من التدهور العقلي المرتبط بالعمر، وهو ليس بخطورة اضطرابات مثل الخرف.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أخرى أن الفلافانول يحسن نتائج مهمة التعلم لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 75 عامًا.