أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد مستحبة شرعًا؛ لما فيها من إحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة.
دعاء العام الهجري الجديد
"اللهم إني إستودعك قلبي فلا تجعل فيه أحداً غيرك، وإستودعك (لا إله إلا الله) فلقني إياها عند الموت، وإستودعك نفسي فلا تجعلني أخطو خطوة إلا في مرضاتك، وإستودعك كل شئ رزقتني وأعطيتني فاحفظه لي من شرخلقك أجمعين وأغفر لي ولوالدي يامن لاتضيع عنده الودائع".
"اللهم ، يا محول الأحوال حول حالي إلي أحسن الأحوال بحولك وقوتك يا عزيز يا متعال".
اللهم إن هذا عام قد مضى لا ندري ماذا أنت صانع بنا فيه، وهذا عام قد أقبل لا ندري ماذا أنت قاض فيه، فيا من لا تضره معصيتنا ولاتنفعه طاعتنا، عاملنا بفضلك لا بعدلك، واجعلنا من عبيد الإحسان لا من عبيد الامتحان، وأدم سترك علينا فى هذه الدار وفى تلك الدار، وجد اللهم بما أعطيت على ما به قضيت حتى تمحو ذلك بذلك، وتصدق علينا فيما بقي من أعمارنا فأنت خير المتصدقين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين".
التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد
وأضافت دار الإفتاء في بيان حكم التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد، أنه قد حث الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها.
وذكرت دار الإفتاء أن التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد، فيها استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها.
دليل التهنئة في العام الهجري الجديد
ونص الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام، والشهور:
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(فائدة) قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 56، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [وتسن التهنئة بالعيد ونحوه من العام والشهر على المعتمد مع المصافحة] اهـ.
وقال العلامة القليوبي في حاشيته على "شرح المحلي على المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر): [(فائدة) التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: مندوبة، ويُستأنَسُ لها بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبي طلحة له] اهـ.
وقال العلامة سليمان الجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 105، ط. دار الفكر): [وعبارة البرماوي: والتهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مستحبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند حدوث نعمة، وبقصة كعب وصاحبيه حين بشر بقبول توبته لما تخلف عن غزوة تبوك، وتهنئة أبي طلحة له، وتسن الإجابة فيها بنحو: "تقبل الله منكم"، "أحياكم الله لأمثاله"، "كل عام وأنتم بخير"] اهـ.
وجاء في حاشية العلامة اللبدي الحنبلي على "نيل المآرب شرح دليل الطالب" (1/ 99، ط. دار البشائر): [قوله: "ولا بأس بقوله الخ": أي وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر، كما يعتاده الناس، فلم أر فيه لأحد من أصحابنا نصًّا، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، قال بعض أهل العلم: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، قلت: وعلى قياسه تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بمواسم الخيرات وأوقات وظائف الطاعات] اهـ.