قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

محمد غنيم يكتب: أحمد رفعت وقلب ميت

محمد غنيم
محمد غنيم
×

شاهدت الموت في عيني اللاعب الراحل أحمد رفعت منذ أن أصيب بتوقف عضلة القلب في ملعب المباراة، وحتى ظهوره الأخير مع الإعلامي إبراهيم فايق، فالأعمار بيد الله وحده، ولكن حديثي ليس عن خروج الروح من الجسد، وإنما عن غياب الحياة عن القلب.
الطريقة التي كان يتحدث بها أحمد رفعت في برنامج "الكورة مع فايق" منذ أقل من أسبوعين تُشعرك بأنه لم يُعد لحالته الطبيعية ومُقبل على الموت بكل راحة وهدوء، بدا ذلك عندما سأله إبراهيم فايق عمَّا رآه أثناء الغيبوبة، فأجابه كل ما كان يشغلني هل سأكمل الحياة، وكأن قلبه قد سبقه إلى الموت قبل جسده.
تحدّث طبيب أحمد رفعت الدكتور أحمد أشرف عن مُتلازمة القلب المكسور، والتي تحدث نتيجة حزن شديد لا يتحمله القلب، ولعل أكثرنا يتعرض لمثل هذه المواقف شديدة القسوة على قلوبنا ولا نتحمل أثرها، وكم منّا يعيش بجسده وبداخله قلب ميت.
في قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما سأله النمرود عن ربه فقال ربي الذي يُحيي ويُميت، فرد النمرود حسب تفكيره بأن الإحياء والموت يحدث نتيجة كلمة، بكلمة يأمر بموت هذا، وبكلمة يعفو عنه فيحييه، فقال أنا أحيي وأميت، فلم يُجادله سيدنا إبراهيم في ذلك ولكن صعد به إلى تحدٍ أصعب، هذا السكوت على رد النمرود حسب فهمه فيه إقرار له على صحة ما يقول في حدود عقله بأن الموت قد يحدث بسبب كلمة.
وكم من كلمات لا نلقي لها بالًا يكون أثرها أشد فتكًا بالقلوب من الرصاص، نرى بعض الأشخاص ينظرون بلا روح ويتحدثون بلا شغف تغيب الضحكة عن وجوههم، أجساد لا حياة فيها، هؤلاء قلوبهم ماتت ودُفِنَت قبل أجسادهم.
في حالة أحمد رفعت أعلن القلب عن آلامه فأطلق صرخة مدوية يوم أن سقط اللاعب على أرض الملعب في مباراة الاتحاد السكندري يوم 11 مارس 2024، هذه الصرخة ظلت مكتومة لفترة طويلة إلى أن بلغ الألم مُنتهاه فعجز الصدر عن تحمّل كل هذا الكتمان، يومها غاب أحمد رفعت عن عالمنا ونسي كل ما حدث في هذا اليوم، انفصلت ذاكرته عن كل شيء إلا ما تسبّب في إيذائه وعرّض قلبه للانكسار.
بعض القلوب تتحمَّل وتكمل الحياة بلا روح فيها نتيجة الحزن والألم، لكن أحمد رفعت كان قلبه أضعف من أن يتحمَّل كل هذا، فاكتشف الأطباء أنه مُصاب بضيق مزمن في الشريان التاجي، وبعد فترة من العلاج والعمليات عادت الأمور الصحية إلى طبيعتها لكن آلام القلب لم تُعالَج.
بعد إعلان الوفاة ظهر الدكتور أحمد أشرف عيسى في فيديو وقال: "لا يوجد سبب طبي واضح للوفاة، وكلها أقدار الله، وبسؤال المُرافقين له قبل وفاته لم يحدث أي شيء غريب أو تدهور للحالة صحيًّا"، في آخر لقاء لأحمد رفعت قال: "أي بني آدم لازم يبقى فاهم إنه في أي لحظة ممكن مايبقاش موجود، مش هيتبقى غير إن إنت تبقى بني آدم كويس وإزاي تتعامل وإزاي بتقدم الحاجات اللي المفروض تعملها في حياتك والمطلوبة منك، وتساعد الناس على قد ما تقدر ماتبقاش بني آدم مؤذي لأنك في لحظة ممكن ماتبقاش موجود".