على الرغم من أن شهادتي مجروحة لأنني من أسرة البيت العريق "ماسبيرو" ولكن أبرر ما أقوله بمقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" . عشت عمرا طويلا فى ماسبيرو اكثر من ربع قرن ، تنقلت فيه من الاخبار المسموعة إلى المرئية ، تتلمذت على أيدى أشاوس الأخبار والمعلمين الكبار، أو ما يطلق عليهم في هذه المرحلة الروشة "بابا الشغلانة" .. نعم فالعمل في الأخبار هو دنيا أخرى مليئة بالمفاجآت والانتقالات من حالة لأخرى ، ومن وضعية الى غيرها مختلفة تماما . أفتخر بأنني عشت سنوات عز وفخر ماسبيرو والتى كانت تجعل منك عنصرا يرفع له القبعة في أي مكان وكل مكان ، ماسبيرو يا سادة عشت فيه عندما كان له بريق وزهو ، وأيضا عندما كان من يدخله يشعر وكأنه من المبشرين بالخير كله ، افتخر بأننى عشت مرحلة ان يطلبك المصدر ويزكى نفسه ويتمنى ان تستضيفه فى هذا الصرح العتيق.
في ماسبيرو تعلمنا وصقلنا ما درسناه في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وفيه أيضًا التقينا بالعظماء؛ منهم من مازال على قيد الحياة ، ومنهم من رحل وبقى أثره وآثاره.
سنوات من العمل ممزوجة بحب المكان وكل ما فيه ، ففيه قضينا ساعات أطول بكثير ممن قضيناها في بيتنا، في ماسبيرو عشنا وتعايشنا مع كافة المراحل والازمات ؛ واستطعنا ان نتحايل على الواقع ونتحدى الازمات ونواجه الاتهامات وكل ما يقال عن ابناء ماسبيرو كذبا وافتراءً.
أبناء ماسبيرو لم يقصروا في مهامهم ، ومضوا يعملون بجد ويشيدون سفينة الاعلام التي تسعى بكل ما أوتي كل من فيها من الشرفاء والمخلصين من قوة من المضي قدما في تشييد صرح إعلامي والتشبث بكل مقومات الحياة لمقاومة الغرق الذى يتمناه ويعمل عليه الكارهون الحاقدون على ماسبيرو وسواعده البناءة .
بكل صدق نعلن أن ماسبيرو عانى إهمالا، وقاسى من تدخلات لإضعافه وتردى أحواله، من تولى المبنى سابقا له ماله ، وعليه ما عليه ، والآن كل الأنظار متجهة لمن بيده عجلة القيادة،؟ ونسأله بكل صدق وندعو له أيضًا، بأن يعيد إلينا مبنانا العتيق ويسترجع معنا ولنا كل ما كان في هذا الصرح من فخر وعزة وجمال!! كلنا آمال ورجاء في القادم وأمنيات بماسبيرو راسخ شامخ يليق بجلال تاريخه وفخر من ينتمون إليه.