قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

عصام الدين جاد يكتب: أيقونة السحر والواقع.. وحيد حامد

عصام الدين جاد
عصام الدين جاد
×

كانت وما زالت السينما والدراما الأداة السحرية لفهم الواقع، أو نقده، أو تصحيحه، أو تحسين صورته، ولمصر نصيب أكبر وأعظم في دور صناعة السينما، وكبر حجم الأعمال السينمائية لتفردها بفلسفة مؤلفيها ومخرجيها وإتقان الدور لممثليها، فبقيت السينما أمام المبدعين باب إظهار مواهبهم وتطلعاتهم وفلسفتهم من خلال الإنتاج الهادف.

وبرز اسم الأستاذ الكاتب الراحل وحيد حامد، فخر الكتاب وأحد المطورين لصناعة السينما.
أحببت هذه الأيقونة "وحيد حامد" بعد مشاهدتي لصنيعته الثقافية والسياسية في فيلمه "طيور الظلام"، هذا العمل الذي يطرح أسئلة وخبايا عديدة منذ إنتاجه، التي تمثلت في الكلمات والرموز لاستكمال الصورة الذهنية للمشاهد، ويطرح أيضًا مدي وطنية الكاتب وحرصه على إظهار الحقيقة، ليوضح مدي استغلال بعض الجماعات المتطرفة وبعض المستغلين الظروف لمصالحهم.

وظل "حامد" عملاقًا في عرض أفلامه بصراحة ومصداقية هادفة، وسار على هذا النهج بقوة نابعة من المشاهد، لتتجسد أفكاره في حسن إبداع الممثل لدوره وإيمانه بما يظهر عليه من أجل المجتمع، إن كان لإصلاح أو انتقاد، أو رغبة لتحسين الصورة، وهو ما يؤكد إيمانه بأن الكاتب والممثل والمخرج لهم دور مهم في الإسهامات المجتمعية من خلال كلمته.
وكان صاحب فكر متنوع وهو ما أثبته فيلمه "أضحك.. خلي الصورة تطلع حلوة"، لتكمن فلسفته في الحفاظ على مقومات أبناء المجتمع الواحد وتثبيت أخلاقهم، ورمي علينا العملاق "أحمد زكي" في المشهد الذي أباح فيه بمعني وعود الارتباط والزواج والحب بشكل عام: "كلمة أنا بحبك عقد، النظرة عقد، الوعد بالجواز ده أكبر عقد".
وهو الأمر الجلل الذي نظر إليه "وحيد" في خطورة مدي تثبيت وترسيخ أن الحب والأفعال "الوعود والثقة" أمران متلازمان لا تحجبهما أي ظروف أو علل، طالما ألزمك لسانك بقبول الحب النابع من قلبك.
وأصر "وحيد" علي نقد تصرفات بعض الأفراد بالمجتمع، من استغلالهم وتلاعبهم بالمشترين والنصب عليهم، فكان فيلم "غريب في بيتي" من أعظم الأفلام الاجتماعية التي لاحقت الملاك الذين يبيعون أملاكهم لأكثر من مشترٍ، ليقع المشتريان في حالة لا يحسدان عليها بسبب أفعال هذا البائع التي أوقع بها الكثيرين فطارت أحلامهم.

وليكن هذا بعض من جملة إسهامات وحيد حامد، بنظرة مشاهد لفت انتباهه حرص ذلك الكاتب علي وضع بصمة هادفة ومؤثرة، ففي ذكري ميلاده سيظل صاحب قلم وفكر، بل إنه المبدع المغرم بالكلمات والمؤمن بها.

ظل مجدداً لبنانه الفريد، لتكن خطواته من ذهب، وكان بريقها في لمساته وجمله، وجملة الصور التي كان يصدرها أو يحاربها، وأثبتت ذلك مقولته: "الجملة الحوارية الرشيقة تكتسبها من ثقافتك العامة وقراءتك للآداب وتذوق الشعر والمسرح، إضافة إلى مصداقية معايشتك للمجتمع.. أن تأخذ منه وتعطيه".
رحم الله الكاتب الكبير وحيد حامد.