ألم أقل لكم إني متفائل؟.. وها هي الأخبار تتري تأتي بنسائم البشري.. الأخبار تقول إن الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات والمنسق العام للحوار الوطني سوف يتم تعيينه رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. كما سيتم تعيين نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ طارق سعدة رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام وتتضمن القرارات استمرار المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة.

أخبار مفرحة وسعيدة بلا شك، لأن هذا معناه أن البيت الإعلامي سيعاد ترتيبه من جديد على نمط رئيسه الجديد الذي أحبه وأحترمه على المستوى الشخصي، وأظن أن الإعلام سيربح كثيراً برجل له مثل خبرات وعقلية ضياء رشوان..
تاريخ حافل بالعطاء
الكاتب الصحفي ضياء رشوان من مواليد 1960بمدينة أرمنت التابعة سابقاً لمحافظة قنا وحالياً لمحافظة الأقصر، وقد حصل على بكالوريوس فى العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1981، وماجستير فى التاريخ السياسي من جامعة السوربون بباريس عام 1985. ليصبح فور قدومه من فرنسا باحثاً وخبيراً بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وباحثاً زائراً بالعديد من المعاهد الأكاديمية فى فرنسا واليابان وفنلندا وأمريكا خلال التسعينيات.

عام 2009 تم تعيينه نائباً لمدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ثم مديراً له بعد عامين. وقبيل عام 2011 خاض رشوان تجربتي انتخابات نقابة الصحفيين ومجلس الشعب، إلا أن مرشحي الحزب الوطني فازوا بها بدلاً منه. ثم أعاد ترشيح نفسه لمنصب نقيب الصحفيين عام 2013 ليفوز بالمنصب، ويتم اختياره ليكون عضواً بلجنة الخمسين لوضع الدستور عام 2014.
عام 2017 حمل لضياء رشوان بشريات جديدة؛ إذ تم اختياره فى إبريل من ذلك العام ليصبح عضواً بالهيئة الوطنية للصحافة، ثم يتم تعيينه فى يونيو من نفس العام رئيساً للهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.

شارك ضياء رشوان فى عشرات المؤتمرات والندوات العلمية فى عديد من دول العالم، وألف وشارك فى تأليف أكثر من خمسة وعشرين كتاباً، وعشرات الدراسات العلمية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية واليابانية والإيطالية، كما كتب مئات المقالات فى عديد من الصحف المصرية والعربية والعالمية.
عاد ضياء رشوان نقيباً للصحفيين عام 2019 ، وتم التجديد له عام 2021 قبل أن يتركها لخلفه خالد البلشي عام 2023. وعندما أقيم الحوار الوطني عام 2022 تم اختيار ضياء رشوان ليصبح منسقاً عاماً له، وهو الانتقاء الذي لاقَي ترحيباً واسعاً من القوي السياسية المختلفة. وهو ما يشير لمدي الاحترام والتقدير الذي يحظي به رشوان من كافة الأطياف.
ضياء الصديق

أسعدتني كثيرًا الأنباء حول تولي الصديق الغالي والزميل الراقي ضياء رشوان رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وكذلك تعيين نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ طارق سعدة، رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام، وأنباء استمرار المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة وهذه التعيينات صادفت أهلها وأشاعت حالة من الارتياح في الأوساط الصحفية والإعلامية بسبب نزاهتهم وكفاءتهم في العمل الصحفي والإعلامي وهو أمر إيجابى ويدعو للتفاؤل.
أما ضياء رشوان فقد عرفته منذ عقود مع بدايات عملي الصحفي بجريدتنا الغراء الأهرام، ووجدته على الدوام دمث الخلق ومهنيّ وبشوش فهو ابن الأصول الشهم والوطني الصميم. عرفناه زميلاً ونقيباً للصحفيين، وقد نجح مراراً في اجتذاب ثقة أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين لكفاءته وجدارته؛ فهو سليل عائلة سياسية عريقة بمحافظة قنا وهو ما انعكس عليه إيجابًا في حياته المهنية الطويلة في مجالات البحث العلمي وبلاط صاحبة الجلالة.

خلال السنوات السابقة لم ألتقيه إلا قليلاً، فهو الرجل المشغول دائماً بهموم تنوء بحامليها من العصبة أولي القوة، بينما هو كما عهدته صلباً راسخ القدمين أمام المسئوليات شأن أبناء الصعيد وأبناء جريدة الأهرام.
تجديد الثقة
المهندس عبد الصادق الشوربجي باقٍ فى منصبه كرئيس للهيئة الوطنية للصحافة، وهو أمر ذو دلالة عميقة، خاصةً مع ترحيب الأوساط الصحفية بهذا القرار؛ فالرجل يتمتع بالجدية والحسم وسعة الاطلاع والقدرة على الإنجاز.

استطاع المهندس عبد الصادق الشوربجي خلال فترة قصيرة أن يقود الهيئة الوطنية للصحافة بحكمة واقتدار، وتمكن من إنجاز العديد من الأمور العالقة، منها تحديد آليات العمل في المؤسسات الصحفية القومية وتطوير البوابات الإلكترونية والسوشيال ميديا، مع تحديد سياسات تحريرية متوازنة تخدم أهداف الدولة المصرية وأطر العمل الوطني.

المهندس عبد الصادق الشوربجي من مواليد محافظة الغربية عام ١٩٦١م، التحق بكلية الهندسة بجامعة حلوان وتخرج منها عام ١٩٨٤م. اشتغل فى بداية عمله كبير المهندسين بالهيئة العامة المطابع الأميرية ثم انتقل للعمل نائباً للمدير العام لشئون المطابع ورئيساً للجنة الاحتياجات بالمؤسسة حتى عام ٢٠١٠ م. ثم تولى وظيفة المدير العام لمؤسسة روز اليوسف ثم رئاسة مجلس الإدارة عام ٢٠١٢ م حتى تم تعيينه رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة عام 2020.

أما الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ فهو غني عن التعريف بما له من خبرة إعلامية دامت نحو ربع قرن. وهو أقل عمراً من الشوربجي بنحو عشرة أعوام، وقد حصل على ليسانس آداب قسم اللغة العربية عام 1993 وتمهيدى ماجستير من جامعة عين شمس ثم ماجستير الإعلام، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الإدارية والاقتصادية.

عمل د. طارق سعدة بإذاعة القرآن الكريم عام 1998 ومذيعاً بقنوات النيل المتخصصة خلال الفترة منن 1999 حتى 2020 ومراسلاً للتليفزيون السعودى بالقاهرة عام 2005. كما شغل عدداً من المناصب من بينها وكيل نقابة الإعلاميين من عام 2017 حتى عام 2019 ونقيباً لإعلاميي مصر من عام 2019 حتى تاريخه وعضواً بمجلس الشيوخ منذ عام 2020 وعضواً بلجنة السياحة والآثار والثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ منذ عام 2020 حتى تاريخه، كما عين عضواً بمجلس كلية الإعلام جامعة الأزهر منذ عام 2020 ومحاضراً بالعديد من الجامعات المصرية الرسمية والخاصة. وقد اشتهر لسعدة عدد من البرامج التي قدمها، مثل ستوديو بكين، وستوديو النيل والطريق إلى لندن، وغيرها.
عهد من الرخاء
تفاؤلي بهؤلاء الفرسان الثلاثة على رأس المجلس الأعلي للإعلام وهيئتي الإعلام والصحافة ليس من فراغ إذن، بل لتاريخهم وخبراتهم وقدرتهم على الإنجاز وثقة المسئولين والمرؤوسين فيهم، ومن قبل هذا وذاك يقينٌ فى أنهم سيحركون الدفة نحو التطوير والأفضلية.

نعم لدينا كصحفيين طموحات كبيرة أن الإعلام والصحافة فى مصر سوف يصلان إلى العالمية، ويستعيدان قدرتهما على الريادة والقيادة والتنافس إقليمياً وعالمياً. ومن حقنا أن نطمح ونحلم، لاسيما وقد بات الآن لدينا ثلاثة من المسئولين القادرين على تحويل هذه الطموحات العالية إلى حقيقة ملموسة.

لطالما أكدتُ أن مصر ذاخرة بعقولها وأبنائها القادرين فى كل وقت على تجاوز المحن والمصاعب وتحقيق المستحيل فى أحلك الظروف. وفي ظنى أننا مقدمون على عهد ازدهار إعلامي وصحفي، ولعل السنوات القادمة تثبت أنني كنت على حق عندما تفاءلت وعندما استشرفت مستقبلاً أفضل لصحافتنا وإعلامنا، مادام فى وطننا عقول وأيادي تتكاتف من أجل غد مزدهر ينمو باطراد ويتطور باستمرار، ويواكب التقدم التقني يوماً بيوم ، ويحسن استغلال موارده البشرية والطبيعية أفضل استغلال.