قلعة القصير هي إحدى القلاع التاريخية الهامة التي بُنيت في العصر العثماني. شُيدت القلعة بناءً على أمر من السلطان سليم الثاني، بعد اقتراح من سنان باشا والي مصر، بهدف حماية قوافل الحجاج والتجارة والميناء وسكان المدينة. لقد كان الهدف من بناء القلعة هو توفير الحماية لهذه القوافل والميناء، وليس كما يُشاع بأنها قلعة محمد علي. يعود تاريخ القلعة إلى عهد السلطان العثماني سليم الثاني، وهو ما تأكده الوثائق العثمانية الخاصة بإنشائها.
الأهمية الاستراتيجية للقلعة
تُعَدُّ قلعة القصير جزءاً من سلسلة القلاع التي بُنيت لحماية الدولة العثمانية، حيث كانت مصر آنذاك جزءاً منها بين عامي 1710 و1797 ميلادياً. كان عدد أفراد الحامية العسكرية المقيمة في القلعة يبلغ حوالي 67 فرداً، وشهدت القلعة عدة أحداث هامة على مر العصور، مما جعلها محطة مهمة في التاريخ العثماني والمصري.
الأحداث التاريخية البارزة
شهدت قلعة القصير عدة محاولات غزو وأحداث تاريخية مهمة منها:
- محاولة الغزو البحري من قبل الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت في فبراير 1799، والتي باءت بالفشل.
- الغزو البري للقصير والاستيلاء عليها عبر قنا، حيث أمر نابليون الجنرال ديزيه باحتلال القصير، ووصلت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال بلبارد ومساعده الجنرال دونزيلو إلى القلعة في 29 مايو 1799.
- الهجوم البحري الإنجليزي على القصير في أغسطس 1799، والذي فشل أيضاً.
- نزول الجيش الإنجليزي الهندي في القصير في مايو 1801 بعد رحيل الفرنسيين.
- الحملة المصرية إلى الجزيرة العربية بقيادة إبراهيم باشا في سبتمبر 1816.
- مرابطة حامية مصرية في القلعة أثناء ثورة المهدي في السودان.
السبب وراء بناء القلعة
يرجع سبب بناء قلعة القصير إلى كثرة ثورات العربان والاعتداءات المتكررة على القوافل التجارية وقوافل الحجيج المارة بالطرق البرية بين وادي النيل وميناء القصير. كانت هذه الاعتداءات تُسبب هجر المدينة من قِبل أهلها، وتعطيل إرسال المؤن إلى الحجاز عبر ميناء القصير. دفع ذلك والي مصر، سنان باشا، إلى إرسال خطاب إلى السلطان العثماني سليم الثاني في ختام عام 979 هـ، يستأذنه في بناء قلعة بمدينة القصير لحماية القوافل التجارية وقوافل الحجاج وأهل المدينة.
أهمية القلعة اليوم
تُعتبر قلعة القصير اليوم معلماً تاريخياً هاماً يجذب العديد من الزوار والباحثين في التاريخ العثماني والمصري. تُعد القلعة رمزاً للتاريخ العريق والمراحل الهامة التي مرت بها مصر في العصر العثماني، مما يجعلها أحد أهم المعالم السياحية في مدينة القصير.