ذكرت صحيفة الأهرام، أن نظام الثانوية العامة بات يطلب التطوير، والحقيقة أن الدولة تعترف بذلك، وقد بدأت جهوداً حثيثة لتغيير هذا النظام العتيق.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/ بعنوان (حتمية تطوير الثانوية العامة) - أن هناك بالفعل ثانوية عامة جديدة أعدتها الوزارة، وسيبدأ تطبيقها فور إقرارها تشريعياً، وبمقتضى كلام المسئولين، فإن نظام التشعيب أدبي وعلمي، المعمول به حالياً، سوف يتم إلغاؤه، ليحل محله نظام المسارات الأربعة أو القطاعات الأربعة، القطاع الطبي، والهندسي، والعلوم الإنسانية، ثم قطاع الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت أن العالم كله يتغير، وأنظمة التعليم تتطور بسرعة فائقة، نظراً إلى التطور التكنولوجي الرهيب، ولأن سوق العمل يحددها التطور التكنولوجي، فإن التعليم بدوره يجب أن يساير متطلبات سوق العمل، غير أن الناظر إلى نظام الثانوية العامة عندنا يجد أنه قائم على التلقين والحفظ، حتى في المواد العلمية البحتة، كالفيزياء مثلاً، وهكذا تأتي الامتحانات لتقيس القدرة على الحفظ وليس على الإبداع والفهم والتحليل، ولنا في امتحان الفيزياء الأخير المثال على ذلك.
وأشارت إلى أن تطوير نظام دراسة الثانوية العامة وامتحاناتها سيكون بمقتضى قانون خاص بالثانوية العامة، يقوم البرلمان بدراسته ثم إقراره، ولن يكون الأمر مجرد قرارات تصدر من هنا أو من هناك، ومن ثم فإن التطوير سيكون عملية محسوبة بمنتهى الدقة، حتى لا يتعرض أي طرف للضرر.
وتابعت أن من البديهي أن هذا التطوير سيكون أساسه تأهيل الطالب للدراسة الجامعية، التي بدورها ستؤهل الطالب لسوق العمل، وكما هو معلوم، فإن النظام الحالي للثانوية العامة عتيق، ومتعب للأعصاب، ولايجهز الدارس للحياة العملية أبدا، بدليل أن الحاصل على الثانوية العامة عندنا ليس له مكان في سوق العمل بناءً على دراسة، وإنما يعامله أصحاب العمل باعتباره لم يدرس شيئا أبدا، مثله مثل أي شخص أمي، وهكذا تكون كل سنوات المرحلة الثانوية قد ذهبت هباءً، وهو ما يجب أن يتوقف فورا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من الطبيعي أن النظام الجديد للثانوية العامة سيبدأ تطبيقه من الصف الأول الإعدادي، لأن التعليم عملية تراكمية، وبناء عليه فإن النظام الجديد سيقتضي عدة تعديلات جذرية، ليس في شكل الفصول المدرسية والتجهيزات والمعامل فحسب، وإنما في طريقة إعداد المدرسين أنفسهم.