أثارت قضية أحد الصيادين بجنوب سيناء يدعى " ط . س. س"، حالة من الجدل والحيرة بين مواطني المحافظة، لغرابة القضية وغياب دوافعها ، حيث أقدم صياد على قتل نجله يدعى " ع . ط . س . س" الذي لم يتجاوز الـ 12 عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الرويسات التابعة لمدينة شرم الشيخ.
جاء ذلك في 15 فبراير الماضي، عندما عثر أحد الحراس على شخص عاري تمامًا بمنطقة وادي زغرة التابعة لمدينة دهب تبين أنه الأب، و اعترف للحارس بأنه قام بقتل نجله داخل الصحراء، وعلى الفور قام الحارس بالاتصال بالنجدة، والتي وصلت على الفور للموقع، وقامت بتمشيط المنطقة حتى عثرت على جثة الطفل، وجرى نقلها إلى مستشفى دهب.
واعترف الأب بقتل نجله، وجرى تحرير محضر رقم 132 لسنة 2024 إداري دهب، وإحالة الأب للمحكمة في القضية رقم 947 لسنة 2024 جنيات قسم دهب، ومقيدة برقم 406 لسنة 2024 كلي جنوب سيناء.
وقضت محكمة جنايات جنوب سيناء في جلستها يوم الخميس الماضي، بتأجيل القضية إلى 1أغسطس المقبل لسماع الشهود .
وتبين أن المتهم متزوج مرتين وأب لـ 5 أبناء، بينهم 3 بنات وولد من الزوجة الأولى التي انفصل عنها منذ أربع سنوات، وتزوج منذ سنتين وأنجب ولد من الزوجة الثانية.
وكان المتهم قد اصطحب نجله يوم الجريمة بسيارته الخاصة إلى طريق يقع بين مدينتي دهب ونويبع بالقرب من وادي زغرة في تمام الساعة التاسعة مساءً بدون ابداء أي أسباب، وحينما وصل إلى الطريق الخارجي للوادي ترجل بصحبة نجله داخل وادي زغرة بنحو 3 كيلومترات سيرًا على الأقدام، ثم انقض على نجله وقيده بعد أن أوقعه على الأرض، وقام بوضع الرمل داخل فمه وأنفه وأذنه وعينيه، مع الضغط على الرقبة حتى أن فارق الحياة، ثم تركه بعدما خلع ملابسه كاملة وسار لأكثر من نحو 4 كيلو إلى أن وجد منزل مهجور وجلس أمامه يوم كامل.
وحينما مر غفير بالصدفة بتلك المنطقة رأى الأب عاريًا تمامًا من ملابسه فخشي أن يتقدم له بمفرده لغرابة الموقف، ولجا لأشخاص آخرين لمواجهته وحينما سألوه عن سر مكوثه بتلك المكان وهو عاري ادعى الجنون، قائلًا "أنا المهدي المنتظر ، وأقر بقتل نجله، وساعدوه على ارتداء الملابس حتى يمكنهم اصطحابه إلى الشرطة، وقاموا بالاتصال بالنجدة.
وكانت قد مرت دورية من الشرطة على الطريق ولاحظوا سيارة تقف على الطريق الخارجي للواد، وبها كافة المتعلقات الشخصية من أوراق لمالكها، و لكن لا يوجد بها أحد.
وبعد بلاغ الغفير توجه رجال المباحث على الفور لمكان الواقعة الذي دلهم عليه الجاني، و عثروا على جثة الطفل، وجرى نقل الجثمان لمستشفى دهب المركزي.
وقامت النيابة بتوجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للأب، حيث أنه عقد العزم وبيت النية على قتل نجله، و نفاذًا لذلك استدرج نجله لأحد الأودية الصحراوية النائية وقام بشل مقاومته و خنقه بيده حتى أفقده الوعي، ولم يرضعه ضعف قوته و قله حيلته، واضعًا الرمال في فمه وأنفه كاتمًا أنفاسه قاصدًا من تلك الأفعال قتله.
وخلال التحقيقات ادعى الأب الجنون، وهذي بكلمات غير مفهومة، مما جعل النيابة تقوم بتحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة، لبيان مدى صحة قواه العقلية، وجاء التقرير موضحًا بعدم وقوعه تحت أي مرض عقلي، وجرى حبسه على ذمة القضية للتحقيقات، وعرضه على محكمة شرم الشيخ بجلسة 1 يوليو الجاري التي أقرت بتأجيل المحاكمة إلى جلسة1 أغسطس المقبل لسماع الشهود.