EN
أجاب الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال يقول (ما هي المدة التي يسمح للحاج المكث بها بمكة بعد طواف الوداع ؟
وقال فتحي عثمان الفقهي، في فتوى له منشورة على صفحته الرسمية على فيس بوك، إنه قد اتفق الفقهاء الذين أوجبوا طواف الوداع – وهم غير المالكية – على الحاج دون المعتمر اتفقوا على جواز أن يمكث بعد طواف الوداع الزمن اليسير لشراء بعض أغراض سفره , أو انتظار رفقة أو حزم حقائبه ونحو ذلك إلا أنهم اختلفوا فيما عدا ذلك وكانوا في هذا على قولين :
* القول الأول: أنه لا يجوز لمن طاف طواف الوداع أن يمكث بعده بمكة، وإلا أعاده مرة أخرى، وقال بهذا الشافعية والحنابلة وعامة الفقهاء المعاصرين.
واستدلوا على ذلك بما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال كان الناس ينصرفون من كل وجه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت " (رواه مسلم برقم 1327).
ووجه الاستدلال منه أن الأمر في الحديث صريح بأن يكون آخر عهد الحاج الطواف بالبيت، ومن تشاغل بأمر آخر بعد الطواف بالبيت لم يكن البيت آخر عهده بل يكون آخر عهده ما تشاغل به.
كما استدلوا بأن طواف الوداع كاسمه للوداع والارتحال ويجزئ إذا أداه في وقته، فإن وجد قبل وقته فلا يجزئه كما لو طاف قبل حل النفر.
القول الثاني: يجوز للحاج المكث بمكة بعد طواف الوداع ما شاء أن يمكث، وإن كان الأفضل الارتحال والنفر بعده مباشرة.
واستدلوا على ذلك: بأن الحاج إنما قدم مكة لأداء الحج , فإذا فرغ منه كان وقت الوداع فطوافه يكون لوداع النسك (الحج ا وداع مكة فلا يعيده إذا مكث بمكة بعض الوقت.
وأشار إلى أن هذا هو المختار من القولين وخاصة إذا كان للحاج حاجة دعته إلى المكث بمكة بعد طواف الوداع تجعله في حرج ومشقة إذا ألزمناه الارتحال مباشرة بعد طواف الوداع , أو إعادته والدين يسر، وهذه هي الحنيفية السمحة.
