تعتقد الحكومة الأمريكية أن هناك "فرصة كبيرة" لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب المستمرة منذ 9 أشهر في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تحدث لـ"فاينانشال تايمز".
ويأتي هذا التفاؤل؛ بعد مكالمة هاتفية مدتها 30 دقيقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، حيث وصف المسؤول، الوضع، بأنه "اختراق في مأزق حرج"، لكنه حذر من أن الاتفاق لن يتم التوصل إليه في مجرد أيام.
الوسطاء يسعون للتوصل إلى اتفاق على 3 مراحل
يتفاوض وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر على اتفاق من 3 مراحل لوقف الحرب.
وتتضمن الخطة المقترحة، وقفًا مبدئيًا لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى الأسرى في غزة.
وسيعقب ذلك، وقف إطلاق نار ممتد، يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، ووقف الحرب.
وينص الاتفاق أيضًا على إطلاق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، والسماح لسكان غزة النازحين بالعودة إلى ديارهم، بما في ذلك المناطق الشمالية من القطاع.
التداعيات الإقليمية والدولية
تنظر الولايات المتحدة وشركاؤها الوسطاء إلى صفقة الرهائن باعتبارها الحل الأكثر قابلية للتطبيق لتهدئة التوترات الإقليمية، وخاصة الاشتباكات المتكررة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية المدعومة من إيران.
والتقى زعيم حزب الله حسن نصر الله، يوم الجمعة، بالمسؤول الكبير في حماس خليل الحية في لبنان لمناقشة المفاوضات الجارية والحلول المحتملة.
انتكاسات سابقة وتحديات مستمرة
بالرغم من التفاؤل الحالي، إلا أن المفاوضات السابقة تعثرت بسبب الخلافات حول الشروط الأساسية.
وفي مايو، تعثرت المحادثات عندما طالبت حماس بضمانات لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
ورفض نتنياهو، تحت ضغط من حلفائه اليمينيين المتطرفين، استمرار فكرة أن صفقة الرهائن وحدها من شأنها أن تنهي الصراع، مؤكدا ضرورة تحقيق أهداف الحرب الأوسع لإسرائيل، بما في ذلك القضاء على حماس.
الديناميكيات العسكرية والسياسية
أيد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون علناً التوصل إلى اتفاق مع حماس باعتباره أفضل وسيلة لضمان العودة الآمنة لحوالي 120 رهينة متبقين.
وأعربوا عن شكوكهم بشأن تعهد نتنياهو بتدمير حماس، مستشهدين بإيديولوجية الجماعة المتشددة العميقة الجذور والدعم الكبير الذي تحظى به داخل المجتمع الفلسطيني.
وأعلنت إسرائيل، الخميس، عن خطط لإرسال مفاوضين إلى قطر لاستئناف المحادثات، ومع ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي مجددا أن الصراع لن ينتهي حتى تتحقق أهداف الحرب الإسرائيلية.
مقارنة باتفاق وقف إطلاق النار السابق
قارن المسؤول الأمريكي المفاوضات الحالية بـ "اللعبة النهائية" الناجحة التي أدت إلى وقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع في نوفمبر، ومع ذلك، فقد أقروا بأن هذه الصفقة أكثر تعقيدًا وطموحًا، لأنها تشمل جنودًا إسرائيليين تحتجزهم حماس، والذين لديهم قيمة أعلى للجماعة المسلحة.