تستمر فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي في جذب الجمهور الأردني لمشاهدة نخبة من الأفلام العربية والعالمية والتي تعرض للمرة الأولى في العاصمة عمان.
الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد" للمخرج أمجد الرشيد حظي باقبال كبير خلال عرضه في الهيئة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ونفدت جميع تذاكر عرضه الأول والثاني بعد ساعات من طرحها، وعقب العرض تفاعل الحضور مع فريق العمل الذي أعرب عن فخره بهذا الاستقبال الحافل من الجمهور المحلي.
"إن شاء الله ولد" هو أول فيلم أردني يعرض رسميا بمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث شارك العام الماضي ضمن مسابقة اسبوع النقاد، يطرح خلاله المخرج رؤية جريئة عن حياة المرأة الأردنية والعربية بصورة مبتكرة، وبعض التساؤلات التي تحرك المياه الراكدة في مواجهة العادات والتقاليد السائدة.
على جانب أخر عرض المخرج الكبير يسري نصر الله فيلمه الملحمي “باب الشمس” في جزئيه الأول والثاني، وأدار نقاشا مع جمهور المهرجان عن الفكرة ودوافع الشخصيات وأهمية الفيلم في توقيته، وتفاصيل ادارته للممثلين فريق العمل.
الفيلم يجسد المعاناة التي عاشها ابناء فلسطين وقت النكبة مرورا بالتهجير القسري من خلال قصة حب بين يونس المناضل الفلسطيني في مخيم تل الزعتر في لبنان وزوجته نهيلة القابعة في بلدة دير الاسد تحت الاحتلال الإسرائيلي.
الفيلم مأخوذ عن رواية الاديب اللبناني الياس خوري التي صدرت عام 1998، وهو من بطولة ريم تركي ومحتسب عارف، وقد تم ترميمه مؤخرا من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي.
كما أقيمت مساء الخميس ندوة خاصة ضمن برنامج أيام عمان لصناع الأفلام تحدث خلالها كل من الممثلة والمنتجة بشرى، والممثل والكاتب والمخرج ظافر العابدين عن رحلاتهما في عالم التمثيل، كما تناول هذا الحوار المفتوح التحديات التي واجهاها في بداية مسيرتهما المهنية وكيف تعاملا مع الرفض وأهمية اختيار الأدوار التي تتوافق مع أهدافهما المهنية.
"لقت شعرت أنه تتم معاقبتي على كل نجاحات عملي، سواء كا ممثلة أو منتجة"، هكذا وصفت الفنانة بشرى الوسط المحيط بها عندما قررت دخول معترك الإنتاج السينمائي في سن مبكره، وقالت: البعض كان يسند أدوار تلائمني إلى زميلاتي بحجة أني أستطيع أن أنتج أعمالي وهو ما أضر بمسيرتي في بعض الأحيان.
كما تحدثت بشرى عن تنوعمسيرتها سواء في التمثيل أو الغناء، وقرارها بالعمل ضمن فريق مهرجان الجونة أو انتاجها لعدد من الأفلام تخطى الرقم 15، وكيف كان يروج البعض لهذا بأنه تشدد ولا يضعونه كميزة أو قيمة اضافية لمعرفتي وجهدي في تطوير أدواتي.
من جهته اتفق ظافر العابدين مع بشرى في أهمية بذل الممثلين الكثير من الجهد في تطوير الأداء، اللغة، وتأمل المحيط لصنع حكايات مثيرة وطازجة، تجعل من الفنان دوما صاحب هم وقضية فيما يقدم ويختار.
وصرح الممثل التونسي بانه انتهى مؤخرا من تصوير فيلم فلسطيني، ليكون بذلك قدم أعمالا في مصر وتونس والسعودية، بجانب بعض التاجرب الدولية، وأنه دائما يسعى للتنوع وطرق دروب جديدة تقدمه للجمهور في صورة غير مألوفة، وتضع عليه مزيد من التحدي في اكتشاف نفسه من جديد.
المهرجان يزخر بمجموعة من العروض والفعاليات تتركز على الإنجازات الأولى في مجال الأفلام من حول العالم، وعلى وجه الخصوص من المنطقة العربية، بالإضافة إلى العروض السينمائية التي تسلط الضوء على أصالة وقوة الشكل في استخدام الفيلم كأداة، يقدّم مهرجان عمَان السينمائي الدولي برنامجاً تحفيزياً متكاملاً لصنّاع الأفلام.
الميزة الأساسية لهذا المهرجان تركيزه على الأعمال الأولى، حيث إن المهرجان هو المهرجان السينمائي الأوَّل الذي يسلط الضوء على الإنجازات الأولى في صناعة الأفلام.