فى عز الحر تجدهم جالسين على الأرض يصنعون الطوب اللبن بكل حب وسعادة ، فهى من الحرف المعروفة لدى المواطنين بمحافظة الأقصر حيث يحرص العديد من البسطاء من أهالي قري المحافظة علي الاحتماء داخل غرف بنيت من الطوب اللبن والطين والتي تعتبر تكييف للغلابة .
يقول عم “ابراهيم انور” 70 عاما مقيم بمركز اسنا جنوب الأقصر من أقدم صانعى الطوب اللبن بالأقصر ، إن صناعة الطوب اللبن ورثها أبا عن جد، فهذه النوعية من الطوب يستخدمها الكثير من أهالى القرى فى البناء بسبب ارتفاع أسعار الأنواع الأخرى من الطوب، فمعظم المنازل في القرى والنجوع ما زالت تبنى من الطوب اللبن.
واشار عم ابراهيم : حتى فى عز الحر فى الصيف لا نقطع العمل ولكن نستمر فى الصناعة، فالحر لا يؤثر على عملنا أبدا قائلا : “ ربنا يجعلنا نتحمل علشان لقمة العيش لأولادنا ” .
وأوضح عم “ ابراهيم ” أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 60 عاما فهى مهنة الأجداد مشيرا بأنه فى هذه الأيام بدأت فى الاندثار بعد انتشار صناعة الطوب الابيض والطوب الاسمنتى
واردف عم " ابراهيم " أن جميع بيوت الفقراء في الماضي بنيت بالطوب اللبن، ولم يكن أحدا يعرف الطوب الأسمنتي، وكانت هناك مجموعات من الاهالى مخصصين فى صناعة الطوب اللبن، فجميع منازل القرية بنيت بالطوب اللبن.
وعن كيفية صناعة الطوب، أوضح أنه يجب قبل صناعته البحث عن مكان يكون قريب منه الماء ثم يقوم بعجن التراب مضاف إليه تبن، ثم يوضع فى قالب ثم يترك فى الشمس حتى يجف.
وذكر أن جميع المنازل في الماضي كانت تبنى بالطوب اللبن ولم يكن أحد يعرف الطوب الأسمنتي.
وتابع عم “ ابراهيم ” حديثه قائلا “ أن هناك فوائد كثيرة لبناء المنازل بالطوب اللبن، أهمها أن المنازل المشيدة بالطوب اللبن لها فوائد صحية كبيرة، فهي لا تدخلها الرطوبة، فضلا عن كونها دافئة في فصل الشتاء ورطبة في فصل الصيف دون أي تكييفات”
واضاف “ عم ابراهيم ” أن صناعة الطوب ليست من الصناعات التى فى نهاية صناعتها تعطى مبالغ كثيرة وانما رزقها قليل بالنسبة لتعبها .