أعلنت لجنة التحقيق الإسرائيلية، بعد مرور 42 عامًا على تفجير مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة صور اللبنانية عام 1982، النتائج التي توصلت إليها، ما أثار جدلاً واسعًا. ووفقًا للتقرير، فقد حدث التفجير بسيارة مفخخة تحتوي على قنبلة تزن 50 كيلوجرامًا واسطوانات غاز، وأوضحت اللجنة أنه تم التعرف على رفات عناصر غير إسرائيليين أو لبنانيين، مع العثور على أجزاء من السيارة المفخخة.
خلصت اللجنة إلى أن الهجوم نُفذ تحت إشراف طهران، وأن القيادي في حزب الله اللبناني، عماد مغنية، كان متورطًا في العملية. كما تم تحديد منفذ العملية وهو اللبناني أحمد قصير، الذي يُعتبر "الشهيد الأول" لحزب الله، وتم تكريمه بنصب تذكاري في لبنان وإطلاق اسمه على أحد شوارع طهران.
المثير في هذه النتائج تناقضها مع الرواية الرسمية الإسرائيلية السابقة، التي استمرت لعقود تؤكد أن سبب الانفجار كان تسربًا للغاز. إلا أن الإعلان الأخير، الذي جاء بعد عامين من تشكيل اللجنة، فاجأ الجميع وأحدث ضجة كبيرة بين عناصر الشاباك والجيش الإسرائيلي والشرطة.
توقيت إعلان النتائج يفتح باب التساؤلات حول النوايا الحقيقية لإسرائيل، خاصة في ظل التصعيد الأخير ضد حزب الله واستهداف قياداته في عدة غارات، كان آخرها مقتل أبو نعمة ناصر، قائد وحدة عزيز في الحزب، خلال غارة إسرائيلية على جنوب لبنان. وبينما يعتبر البعض أن هذا الإعلان يأتي في إطار محاولة إسرائيل لتصعيد التوتر مع حزب الله، يرى آخرون أن الكشف عن الحقيقة بعد هذه السنوات الطويلة يأتي في سياق مراجعة تاريخية للأحداث.
تظل التساؤلات قائمة حول الدوافع وراء هذا الإعلان المفاجئ، وتأثيره على العلاقات الإقليمية والأوضاع السياسية في المنطقة. هل تسعى إسرائيل لتبرير عملياتها العسكرية ضد حزب الله؟ أم أن هناك أسباب أخرى وراء هذه الخطوة غير المتوقعة؟ الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة على هذه التساؤلات.
مخاوف من حرب شاملة.. حزب الله يطلق 200 صاروخ على إسرائيل
أطلق حزب الله أكثر من 200 صاروخ على شمال إسرائيل، يوم الخميس، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مق.تل أحد كبار قادته، وذلك وفقا لما نشرته فاينانشال تايمز.
ويمثل هذا أحد أكبر الهجمات الصاروخية التي تشنها الجماعة اللبنانية منذ بداية الصراع بين حماس وغزة في أكتوبر الماضي، ويثير هذا التصعيد مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، أحد أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحا في العالم.
استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية
ذكر حزب الله أن صواريخه استهدفت عدة قواعد عسكرية في إسرائيل ردا على مق.تل محمد نعمة ناصر، الذي قاد إحدى الفرق الإقليمية للجماعة في جنوب لبنان.
أصابت الدفعة الأولى من الصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة مباشرة بعد وفاة محمد نعمة ناصر.
الرد العسكري الإسرائيلي
أكد الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق “حوالي 200 قذيفة” وأكثر من 20 طائرة مسيرة على إسرائيل، وردا على ذلك، قصفت القوات الإسرائيلية منشآت عسكرية في رامية وحولا في جنوب لبنان.
ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة في لبنان أن الغارة على الحولة أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات فورية في إسرائيل.