عملت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تقديم دعم كبير للطلاب الوافدين في مصر، وكان على رأس الطلاب الذين دعمتهم هم الطلاب الفلسطينون والسودانيون، خاصة في الآونة الأخيرة، بعد ما شهدته دولهم من أحداث.
واستطاعت الوزارة أن تحتوي هؤلاء الطلاب والطلاب الوافدين بشكل عام لكي يشعروا أنهم في دولتهم، حيث قدمت لهم العديد من التسهيلات والخدمات مثلهم مثل الطلاب المصريين.
وقد أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن الوزارة ستستمر في جذب أعداد كبيرة من الطلاب الوافدين للدراسة في الجامعات المصرية خلال الفترة القادمة، وذلك من خلال التعاون مع المكاتب والمراكز الثقافية المصرية بالخارج، ووضع المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية في مصاف نظيراتها الدولية، وجعل مصر مركزًا إقليميًا ودوليًا؛ لجذب الطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم، بما ينعكس على العملية التعليمية والقدرة التنافسية الدولية للتعليم المصري في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن الوزارة ستواصل جهودها في تسهيل إجراءات التقديم لهؤلاء الطلاب عبر منصة "ادرس في مصر"، ودعم جهود الدولة في أن تكون وجهة تعليمية رائدة بالقارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.
وحول استراتيجية الابتعاث التي تنتهجها الوزارة، أكد عاشور تطوير منظومة الابتعاث لإتاحة عدد كبير من الفرص لشباب أعضاء هيئة التدريس والباحثين من خلال بعثات علمية قصيرة المدة الزمنية للجامعات المرموقة دوليا، على مستوى جميع التخصصات العلمية، ولا سيما التخصصات التي تخدم قطاعات التنمية في الدولة، وتسهم هذه السياسة الجديدة للبعثات في تنمية معارف ومهارات أعداد كبيرة من هيئة التدريس والهيئة المعاونة.
جاء ذلك فى إطار جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو تقديم خدمة تعليمية متميزة، تناسب موقع مصر وأهميتها كقِبلة تعليمية بمنطقة الشرق الأوسط، والقارة الأفريقية، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتشجيع استقبال الطلاب الوافدين الراغبين فى الدراسة بالجامعات المصرية، ضمن استراتيجية الدولة ورؤية مصر 2030.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى التطوير الكبير الذي قامت به الوزارة في منظومة الخدمات الخاصة بالطلاب الراغبين فى الدراسة بالجامعات المصرية من كل الجنسيات، وتسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس فى مصر"، لافتًا إلى أن وزارة التعليم العالي تُنفذ الخطة الطموحة التى وضعتها الدولة لجعل مصر قبلة تعليمية فريدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وأن تكون وجهة جاذبة للراغبين في الدراسة والتعلم بالمنطقة العربية والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، استثمارًا لما تتمتع به الجامعات المصرية من قدرات بشرية متميزة وخبرات أكاديمية وبحثية عريقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد أيمن عاشور أن الاستثمار في التعليم تتمثل أهميته أيضًا فى تعزيز القوة الناعمة المصرية، وكذا دور مصر الحضاري والثقافي الرائد فى العالم العربي والإسلامي، لافتًا إلى أن الطلاب الوافدين يُعدون جسرًا للتواصل الثقافي وسفراء لمصر في بلادهم بعد عودتهم.
من جانبه، أوضح الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، أن مبادرة "ادرس في مصر "، والمنصة الخاصة بها توفر بيانات عن جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية والدولية، وكذا المعاهد العليا، والمعاهد التكنولوجية، والأكاديميات المُعتمدة والمُعترف بها من الوزارة، فضلًا عن توفير مجموعة واسعة من الخدمات للطلاب الوافدين خلال رحلتهم التعليمية بدءًا من التسجيل مرورًا بكل مراحل دراستهم فى مصر وحتى التخرج.
وقال صالح إن الاهتمام الذي توليه به الوزارة مُمثلة في قطاع الشئون الثقافية والبعثات من خلال الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين لتهيئة بيئة تعليمية مناسبة للطلاب الوافدين، تساعدهم على التعلم والابتكار واكتساب الخبرة عبر التدريب العملي والاندماج داخل سوق العمل، مشيرًا إلى تقديم العديد من المنح للطلاب الوافدين وكذا منح أوائل الخريجين - من غير الحاصلين على المنح - تخفيضات على الرسوم الدراسية سواء فى المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا.
وأضاف أن إطلاق المبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية EGYAID للطلاب الوافدين تضمن 7 مبادئ رئيسية وهي: “الكل يتعلم سويُا، نحن نرعاك، العالم لدينا، أنت في بلدك الثاني، أنت متكامل، أنت مُبتكر، أنت سفير”.
وأوضح الدكتور أحمد عبد الغني، رئيس الإدارة المركزية للطلاب الوافدين، أن المنصة الرقمية تعُد البوابة الوحيدة والرسمية لدراسة الطلاب الوافدين في مصر للمرحلتين الجامعية، والدراسات العليا، وتضم كذلك المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وقال إن المنصة مميكنة بالكامل وتتيح للطالب الوافد التقدم للدراسة بأي من الجامعات داخل منظومة التعليم العالي المصرية بمختلف روافدها، والمنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، والتى تتمثل في “27 جامعة حكومية، و32 جامعة خاصة، 20 جامعة أهلية، و10 جامعات تكنولوجية، بالإضافة إلى المعاهد”.
من جانبه، أكد الدكتور عادل عبد الغفار، المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة، أن الفترة الحالية شهدت تزايدًا مستمرًا فى أعداد المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية، لافتًا إلى أن ذلك يأتي انعكاسًا للمزايا الكبيرة التي تُقدمها منظومة التعليم العالي ومنها البرامج الدراسية التي يُجرى تحديثها باستمرار لمتابعة التوجهات العالمية في إدخال التخصصات العلمية المُواكبة للعصر، بالإضافة إلى إنشاء الجامعات المصرية الجديدة، وتوفير اختيارات مُتعددة للدراسة ما بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما كان له أثر كبير على تنشيط السياحة التعليمية.
دعم الطلاب الفلسطينيين
دعمت الوزارة الطلاب الفلسطينين من خلال إعفاء الطلبة الفلسطينيين من حملة الثانوية العامة، من 50% من الرسوم والمصروفات الجامعية، لتشمل الجامعات الحكومية، حيث أن ذلك ساري على الطلاب هذا العام، حيث يشمل الجامعات الحكومية.
وهذا الدعم يشمل جميع الطلاب الوافدين في الجامعات، حيث إن هناك دعما للطلاب الوافدين بشكل عام خلال السنوات الماضية من بينهم الفلسطينيون، ويتمثل في خدمات وخصومات تصل إلى 20%.
كما أن الجامعات سمحت للطلاب الفلسطينيين منذ بدء الأحداث في قطاع غزة بتأجيل الامتحانات لهم، دون عذر، وذلك مراعاة للأحداث وعدم القدرة على الانتظام في الحضور بالمراحل الجامعية المختلفة.
دعم الطلاب السودانيين
وأكد الدكتور أيمن عاشور دعمه للطلاب السودانيين، ومساندتهم فى ظل الظروف الراهنة التى تشهدها دولة السودان، وتيسير إجراءات التحاقهم للدراسة بالجامعات المصرية؛ حفاظًا على مستقبلهم وفقًا للقواعد والضوابط المعمول بها في مصر.
بينما وجه السفير السوداني الشكر لمصر على دعمها للسودان فى شتى المجالات، خاصة فى مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مشيدًا بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط بين مصر والسودان، مثمنًا موقف مصر من استقبال السودانيين القادمين من السودان بسبب الأزمة الراهنة، ومعاملتهم بكل حب واحترام.