انقضى شهر ذي الحجة 1445 ويكثر مع الساعات الأخيرة منه البحث عن دعاء أول محرم 1446 واستقبال الشهر الحرام، حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، استطلاعها غدًا الجمعة هلال شهر محرم والعام الهجري الجديد، وفي السطور التالية نرصد ما جاء في دعاء شهر محرم واستقبال الشهر الحرام.
دعاء شهر محرم واستقبال الشهر الحرام
لـ الأشهر الحرم مكانة عظيمة عند الله سبحانه، وهي من أحبّ الأيام إليه سبحانه؛ لذلك اختارها وشرّفها على غيرها، يقول سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن كعب قال: «اختار الله الزمان، وأحبّ الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحبّ الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحبّ ذي الحجة إلى الله العشر الأُوَل».
وتعظيم هذه الأشهر من تعظيم شعائر الله ودليل على تقواه -عز وجل-، فقد قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30].
ويقول قتادة -رحمه الله-: «إنّ الله اصطفى صَفَايا من خَلقه، اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذِكْرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فَعَظِّموا ما عَظّم الله؛ فإنما تُعَظَّم الأمور بما عظّمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل». ولقد كان العرب في الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر ويحرّمون القتال فيها، حتى إنّ الرجل منهم كان إذا لقي قاتل أبيه في هذه الأشهر لم يتعرض له بأذى؛ نظرًا لحرمة هذه الأشهر وتعظيمها ومكانتها عندهم، يقول ابن كثير -رحمه الله-: «كان الرجلُ يلقَى قاتلَ أبيه في الأشهُر الحرم فلا يمُدُّ إليه يدَه»
والله -عز وجل- نهى عباده عن الظلم في الأشهر الحرم، ولا سيما ظُلم النفس الذي يكون بالتعدي على حرمات الله أو ترك أوامره، أو يكون بالتعدي على حقوق عباده سبحانه، وهو محرمٌ في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكانٍ، لكن الظلم قد يغلظ ويعظم في بعض الأزمنة أكثر من غيرها كالأشهر الحرم، يغلظ ويعظم في بعض الأماكن أكثر من غيرها كمكة والمدينة؛ من أجل ذلك نهى الله سبحانه عن ظلم النفس وخصّ بالذِّكْر هذه الأشهر الحرم، فقال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].
يقول الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: «لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب؛ لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظّمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعدّدة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيّئ كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإنّ مَن أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب مَن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال».
دعاء استقبال الشهر الحرام
1. اللهم في هذه الليلة أسألك يا رب بصالح أعمالي أن ترزقني زوجا صالحا يعينني في أمور ديني ودنياي فإنك على كل شيء قدير.
2. اللهم اغفر ذنبي واحصن فرجي، وطهر قلبي.
3. اللهم ارزقني بالزوج الذي هو خير لي وأنا خير له في ديننا ودنيانا ومعاشنا وعاقبة أمرنا عاجله وآجله.
4. اللهم إنّي أسألك بأنّي أشهد أنّك أنت الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اقضِ حاجتي، وآنس وحدتي، وفرّج كربتي، واجعل لي رفيقًا صالحًا كي نسبّحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا، فأنت بي بصيرًا.
5. يا مجيب المضطر إذا دعاك، احلل عقدتي، وآمن روعتي، يا إلهي من لي ألجأ إليه إذا لم ألجأ إلى الرّكن الشّديد الذي إذا دعي أجاب، هب لي من لدنك زوجًا صالحًا، واجعل بيننا المودّة والرّحمة والسّكن، فأنت على كلّ شيء قدير.
6. يا من قلت للشيء كن فيكون، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار، وصلّ اللهمّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
7. اللهم يا مسخّر القويّ للضّعيف ومسخر الجن والرّيح لنبيّنا سليمان، ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود، ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم، اللهمّ سخّر لي زوجًا يخافك يا ربّ العالمين بحولك وقوّتك وعزّتك وقدرتك، أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، اللهمّ يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض يا حيّ يا قيّوم.
8. اللهم إنّي أسألك بخوفي من أن أقع بالحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا ربّ بصالح أعمالي أن ترزقني زوجًا صالحًا يعينني في أمور ديني ودنياي فإنّك على كلّ شيء قدير.
9. اللهمّ إنّي أعوذ بك من بواري وتأخّر زواجي وبطئه وقعودي، وأسألك أن ترزقني خيرًا ممّا أستحقّ كزوج وممّا آمل، وأن تقنعه وأهله بي وتقنعني وأهلي به.
10. اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا ربّ العالمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت أرحم الرّاحمين، وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم عدو ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي غير أنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظّلمات، وصَلُح عليه أمر الدّنيا و الآخرة، أن يحلَّ عليّ غضبك، أو أن ينزل بي سخطك، لك العُتبى حتّى ترضى.
11. اللهم ازرقني زوجًا صالحًا ويسّر لي أمري بالزواج، اللهم ارزقني الصبر والفرج القريب لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوّة إلّا بك.
12. اللهمّ اجعلني من الشّاكرين، اللهم اجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين النّاس كبيرًا، اللهمّ يا دليل الحائرين ويا رجاء القاصدين.
13. يا كاشف الهموم يا فارج الغموم، اللهمّ زوّجنا وأغننا بحلالك عن حرامك يا الله يا كريم يا رب العرش المجيد، وارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
14. اللهمّ إني أعوذ بك من تأخّر الزواج وبطئه، وأسألك أن ترزقني خيرًا ممّا أستحق.
15. اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
16. اللهمّ زدني قربًا إليك، اللهم زدني قربًا إليك، اللهم زدني قربًا إليك، اللهمّ اجعلني من الصّابرين.
دعاء الرزق في استقبال الشهر الحرام
اللّهم ارزقني الرّضى وراحة البال، اللهم لا تكسر لي ظهرًا ولا تصعب لي حاجة ولا تعظّم عليّ أمرًا، اللهم لا تحني لي قامة ولا تكشف لي سترًا ولا تفضح لي سرًّا.
اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت.
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللهم لك الحمد على الإسلام.
اللهم لك الحمد على أن هديتنا-اللّهم أني أسألك بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الابتلاء أن لا تبقِ لي هما ولا حزنًا ولا ضيقًا ولا سقمًا إلّا فرجته وإن أصبحت بحزن فأمسيني بفرح، وإن نمت على ضيق فأيقظني على فرج، وإن كنت بحاجه فلا تكلني إلى سواك، وأن تحفظني بحفظك الجميل.
اللهم إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.
اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك أن يتخبّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبِرًا.
اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.