على الرغم من أن القدماء المصريين برعوا في نقل اسرار الحضارة لنا بكل الطرق من خلال أجسادهم المحنطة والنقش علي جدران المقابر والمعابد بالاضافة إليّ البرديات والاثار الثمينة التي لم تترك شيء إلا ودونته ولذلك سنظل أعظم حضارة في العالم لم ولن تندثر ابداً ، الا ان هناك أسرارا والغاز كثيرة مازال العلم والعلماء يقف حائراً أمامها ، ففك شفرة التاريخ والتعرف علي الحياة الفرعونية في مصر القديمة خلف القناع يثير فضول العالم بأسره قد لا نكون قادرين حقا علي عبور الزمان لمقابلتهم ولكننا نبحث باستمرار عن فرصاً لنعرف كيف كانت حياتهم بكامل اسرارها وألغازها ولطالما كانت الاهرامات لغزاً كبيراً حيرت علماء العالم واثارت فضولهم بشكل كبير كانت توابيت السيرابيوم ايضا لغز حير العلماء وآثار فضولهم ، و في عام 1848 عثر عالم المصريات أوجست مارييت على الاكتشاف الأهم في سقارة وهي التوابيت العجيبة داخل معبد السرابيوم حيث يحتوي معبد السيرابيوم، الموجود في منطقة آثار سقارة، على 26 تابوتًا ضخمًا مصنوعًا من الجرانيت بدقة عالية. الأمر المدهش هو أن وزن غطاء التابوت يصل إلى 30 طنًا، وجسم التابوت نفسه 70 طنًا، مما يعني أن وزن كل تابوت يبلغ تقريبًا 100 طن، وهذا يعني أنه يتطلب حوالي 500 رجل لتحريك كل صندوق. وهنا يطرح سؤال : لماذا صُنعت هذه التوابيت؟ .. ولمن؟ لماذا كل التوابيت فارغة ومغلقة ما عدا واحدة؟
وعلي الرغم من ذلك لم يتم العثور على أي مومياء أو جسم لعجل أبيس في هذه التوابيت ، كما أكد أوغست ماريت، مكتشف المقبرة، و إذا كانت أهرامات الجيزة هي أكبر وأضخم لغز في الآثار المصرية ، فإن السيرابيوم هو الأثر الأكثر إرباكًا وتعقيدًا في العالم.
وكانت كهوف السيرابيوم في حد ذاتها تمثل لغزًا، فهي باردة في الصيف، وحارة في الشتاء ويتعرق المرء فيها. بالاضافة إليّ الأنفاق التي تمتد لـ400 متر محفورة في قلب صخور هضبة سقارة وليس في وسط الرمال، وينحدر النفق إليها بعدد قليل من الدرجات.
وكان النفق الرئيسي في تلك الفضاءات المرئية على الخريطة هي صناديق، وهناك فروع أخرى ستراها أيضًا.
وإذا نظرنا إلى الممر الرئيسي، نجده في خط مستقيم، مما يجعلك تتساءل عن طريقة حفره، وأنفاق السيرابيوم لها باب واحد فقط هو مدخل ومخرج، و كانت الرؤية داخل تلك الأنفاق حتى مع الشمس مظلمة تمامًا، فكيف تم حفر كل تلك المسافة في الظلام العميق وإخراج الردم بالأطنان منها ؟
و إذا كان مصدر الضوء هو استخدام المشاعل، فمن الغريب أن لا يوجد أثر لمواقع المشاعل في جدران النفق، وأي مشعل من النار لهذا العمق مع الحشو والأرض سيكون صعبًا وخانقًا للعمل فيها.
وكانت هذه الأنفاق ليست محفورة في الرمال، بل هي محفورة في صخور سقارة، مما يتطلب جهدًا هائلاً يتضاعف ليتم فقط بالأيدي البشرية. و إذا نظرنا إلى حضارتنا المعاصرة، سنجد أن حفر نفق مثل هذا يحتاج إلى آلة حفر نفق حديثة قوية .
وكذلك توابيت السيرابيوم نفسها، التي تُعتبر معجزة علمية وهندسية حتى في زماننا هذا، حيث لم تُبنى هذه التوابيت، بل نُحتت، مثل أي تابوت، ولها أربع جوانب، قاعدة وغطاء. المواد المستخدمة في صنعها جُلبت من مناطق مختلفة في البلاد، من الأقصر، أسوان، سيناء، البحر الأحمر والفيوم.
ثم بعد خصم الكتلة المقدرة بحوالي 80 طن من المحجر، يتم حفرها وصقلها، وبعد ذلك يتم قطع الغطاء بأدوات قطع الماس.
فلا يعقل ان يقوم احد بنحتها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات وهي على التوالي (الحجارة – النحاس – البرونز – ثم الحديد في العصور المتأخرة) كلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات فضلا عن صقلها بهذا الشكل
الإعجاز في الأمر أن جميع زوايا الصندوق الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة، ليست 90.1 ولا 89.9 ، أيضا مُعامل التسطيح أو الـ Flatness بنسبة خطأ أقل من 0.02%، وهي درجة لا يُمكن بلوغها في العصر الحديث إلا باستخدام آلات عالية الدقة، أو تقنية بصرية ضوئية كالليزر، وذلك للحصول على التسطيح التام.
والصندوق نفسه مصقول بدرجة تجعل ذهنك يتطلع إلي أن هناك ماكينات أو تقينه ُمتقدمة قد قامت بحفره وصقله بهذا الشكل الدقيق ، ثم نأتي للسؤال المهم كيف تم وضع تلك التوابيت العملاقه داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا ؟
والمعلومه المذهلة أن الملك "فاروق" حاول اخراج احد التوابيت من النفق واستعان بالكثير من العمال والبغال ولم يستطع أن يحركه من مكانه سوى بضع أمتار قليلة ومتروك في مكانه حتى الآن .
المكان موجود في جبانه سقارة في عصر الدولة القديمة بجوار المجموعة الجنائزية للملك "زوسر" مؤسس الأسرة الثالثة في الدولة القديمة ، توجد سقارة في مركز ومدينة البدرشين محافظة الجيزة وتبعد عن منطقة أهرامات الجيزة بحوالي ٣٠ كيلو في الجنوب الغربي من المحافظة.