جرح غزة لا يندمل، وأثارت الحرب الإسرائيلية على القطاع تعاطف جميع المصريين في شتى المجالات، فبات الرسامون يعبرون عن مشاعر الحزن والضيق بريشاتهم وألوانهم، وبات المطربون يغنون الأغانى التي تعبر عن وقوفهم بجانب أشقائهم بغزة، وكذلك ساد اتجاه الشال الفلسطيني وأصبح يرتديه كل شخص ليعبر عن مساندته لأشقائه بفلسطين.
ومنذ إعلان الحرب على قطاع غزة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، يتسابق المصريون في فعل الخير وتقديم المساعدات للأشقاء في القطاع.
يسعى المصريون للمساعدة بكل ما في استطاعتهم، سواء عبر الانضمام إلى المبادرات الجماعية أو بشكل فردي، منهم من يدفع المال، وآخرون يقدمون مبادرات تعليمية، بالإضافة إلى تقديم الطعام والتبرع بالدم.
تخلوا عن الفان داي من أجل غزة
كان آخر تلك المواقف المشرفة، ما فعله طلاب الفرقة الرابعة من كلية التمريض بجامعة المنوفية، إذ تخلوا عن إقامة حفل “fun day” ليتبرعوا بالمال لأهل غزة، وظهروا في فيديو وهم يبعثون رسائل الدعم لأهل غزة الأبطال كجزء من مبادرة دعمية.
وقال طالب في الفرقة الرابعة بكلية التمريض بجامعة المنوفية وأحد المسئولين عن المبادرة، حلمي شوالي،إنهم قرروا إلغاء حفل الفان داي منذ مدة بسبب ما يجري خلاله، وكانوا في حيرة بخصوص توجيه أموال الحفل.
وبدأوا في جمع التبرعات وخصصوا فريقًا لجمعها من الشباب وآخر من الفتيات، دون تحديد وجهة الأموال حتى استقروا على توجيهها لصالح إطعام أهل غزة.
وتمكن الفريق المختص في جمع التبرعات من جمع مبلغ قدره 11,250 جنيه من حوالي 300 طالب وطالبة في الفرقة الرابعة، الذين يبلغ عددهم 1232 طالبًا وطالبة.
وأضاف شوالي، في تصريحات له: "نثق في أحد الشيوخ الذي قمنا بتسليمه المبلغ كاملاً، وقام بتوصيله لأهلنا في شمال غزة، حيث وثق الشيخ مراحل طهي الطعام وتوزيعه على الأطفال والأسر بحالة من الفرحة الكبيرة".
وانتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع العديد من الجامعات إلى التواصل مع طلاب كلية التمريض بالمنوفية للمشاركة في التبرع لصالح أهل غزة".
شهامة المصريين
ولم يكن ما فعله طلاب الفرقة الرابعة من كلية التمريض بجامعة المنوفية هو أول موقف من المصريين لدعم أهل غزة، وربما لن يكون الأخير في سباق تقديم المساعدات.
1- عم ربيع
ومن بين تلك المواقف المشرفة كان ما فعله عم ربيع، الرجل الصعيدي ابن محافظة بني سويف والمقيم في الحوامدية، الذي رشق حبات البرتقال التي يبيعها ويحصل منها على رزقه، فوق قوافل المساعدات المتوجهة إلى غزة دعماً للأهالي.
صوّر أحد المواطنين المشهد ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما لاقى رواجًا كبيرًا وإشادات واسعة من المصريين والعرب حول العالم.
وحصل الفيديو على آلاف المشاركات والمشاهدات، تفاعلاً مع هذا الرجل البسيط الذي قرر المساعدة والدعم للأهالي في غزة بطريقته البسيطة.
2- 400 جرام ذهب
نصرة طاحون، سيدة من قرية شاما بمحافظة المنوفية، دفعتها مشاهد الحرب والدمار وموت الأطفال إلى بيع ذهبها الذي يصل وزنه إلى 400 جرام، ويقدر بنحو مليون جنيه مصري لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
تبرعت السيدة أيضًا بقطعة أرض ورثتها عن أبيها لصالح الضحايا.
بعد علمها بأن شيخ الأزهر أطلق مبادرة للتبرع، توجهت فورًا إلى الأزهر وقابلت الإمام أحمد الطيب، وقامت بالتبرع بالذهب والأرض.
3- إنشاء مدرسة أونلاين
توقف نظام التعليم في غزة دفع الشاب المصري تامر أنور إلى إنشاء مدرسة أونلاين للطلاب الفلسطينيين.
وتعتمد فكرته على شرح المناهج الفلسطينية من الصف الأول وحتى الثانوي في فيديوهات تعد من أساتذة مختصين في كل المواد، ويجري إعدادها بأفضل صورة لتسهل على الطلاب مشاهدتها لاحقًا.
تطوع أكثر من ألف مدرس من جميع المحافظات المصرية للمساعدة في تقديم الخدمات للطلاب الفلسطينيين.
كما قام تامر بتقديم منحة للمدرسين لتعليمهم كيفية التعليم عن بُعد بعد البحث المكثف على المناهج الفلسطينية.
4- التبرع بالأكفان
فيما تبرع الأهالي من مختلف المحافظات المصرية بالأكفان للهلال الأحمر المصري لتكفين شهداء العدوان الإسرائيلي وتسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني.
حضرت عبير شاهين من العريش مع زوجها إلى مقر الهلال الأحمر لتسليم كميات كبيرة من الأكفان، لتضاف إلى شحنات المساعدات الذاهبة إلى غزة.
5- أهالي قرية جوجر
في مبادرة إنسانية توضح أصالة الشعب المصري وتضامنه مع الأشقاء الفلسطينيين، تبرع أهالي قرية جوجر بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية بست شاحنات تتضمن مواد غذائية وبطاطين وألحفة للفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن حملة "أغيثوا غزة" لبيت الزكاة والصدقات.