تحديات عديدة تنتظر وزير الثقافة الجديد الدكتور أحمد هنو، الذي أدى اليمن الدستورية أمس، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في التشكيل الوزاري الجديد، فالمتابع للوضع الثقافي المصري، يجد العديد من الملفات التي تحتاج إلى تطوير وتغيير منذ فترات طويلة مرت، وربما لم يعسف الوقت الوزير السابق لتغييرها.
وفي هذا التقرير نرصد أبرز الملفات التي تحتاج إلى نظرة من قبل الوزير الجديد، لإعادة الحياة إليها.
قيادات الوزارة
المتابع لوضع قطاع وزارة الثقافة، يجد أن هناك العديد من قيادات الوزارة عفى عليهم الزمن، ولم يقدموا ما يشفع لهم للاستمرار في مناصبهم، منهم من بلغ سن التقاعد، وتم التجديد له في منصبه بعد بلغوه السن القانوني، ومنهم من يتولى منصب في الوزارة ولم يقدم أي مشروعًا حقيقيا للثقافة المصرية، بل ساعد في تراجع دور القطاع الذي يرأسه، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تجديد دماء، واختيار أشخاص يملكون رؤية ثقافية قادرين على إدارة هذه الملفات، وتقديم مشروعات حقيقية تخدم الجمهور والمواطنين في كافة أقاليم مصر المختلفة.
قصور الثقافة
أيضا الهيئة العامة لقصور الثقافي، التي تحتاج إلى تغيير جذري، والتي يتولى تسيير أعمالها المحاسب عمرو بسيوني، منذ عدة شهور مضت، عقب تكليف الوزير السابق له بتسيير أعمال الهيئة خلفا للمخرج هشام عطوة الذي كان يتولى رئاستها، فضلا عن خدمتها الثقافية التي تقدم للجمهور في كافة محافظات الجمهورية، والتي أصبحت فعاليات تقليدية لا تغني ولا ثمن من جوع، هذا إلى جانب العديد من المواقع الثقافية المعطلة بالمحافظات، لحاجتها إلى إعادة تطوير وتجديد.
أيضا مؤتمر أدباء مصر، الذي تم تأجيله من العام الماضي، والأمر الذي أثر سخط العديد من الكتاب والمبدعين في محافظات الجمهورية، خاصة وأن الحفل السنوي الذي يجمع أكبر قدر من كتاب الأقاليم، في مكان واحد، لتبادل أعمالهم وإبداعاتهم، ومناقشة ما وصل إليه الساحة الثقافية والإبداعية.
الفنون التشكيلية والتنمية الثقافية
ويعتبر قطاع الفنون التشكيلية، أحد أهم القطاعات التي تحتاج إلى تجديد حيث أن الدكتور وليد قانوش، الذي تولى المنصب، لم يقدم أي تطوير أو مشروع يشفع له، لاستمراره في رئاسة القطاع، فضلا عن تكليف الوزير السابق له، بتسيير أعمال صندوق التنمية الثقافية، الذي بقى بدون رئيس منذ عدة شهور بعدما تم إنهاء تكليفه برئاسته، وهو الأمر الذي ربما يكون شتته وجعله غير قادر على إدارة الملفين، وجعل هناك كسور عديدة في القطاعين، وأثر بشكل كبيرة على الساحة التشكيلية، والمتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، والتي يتعطل العديد منها، وتحتاج لتطوير للافتتاح.
ومن بين الأزمات التي يواجهها قطاع الفنون التشكيلية مؤخرًا، أزمة خاصة بلوحات الفنان محمود سعيد، ضمن مقتنيات متاحف القطاع، والتي كان من المقرر أن يتم عرضها خلال الفترة المقبلة في مجمع الفنون، وتعرضت لأضرار كبيرة خلال تجهيزها، بعدما تم تكسير البراويز الخاصة باللوحات والتي تعد ضمن القيمة الفنية للوحة.
أزمة الأوبرا
تمر دار الأوبرا المصرية بالعديد من الأزمات، ولعل أبرزها أزمات الفنانين، والتي سعى الوزير السابق لحل حزء كبير منها، لعودة الأوبرا إلى مكانتها الثقافية والفنية التي عهدناها في السنوات السابقة، وإعادة مسارحها إلى تقديم حفلات كبيرة تنافس ما يتم تقديمه في دول أخرى، حيث أنه بسبب التراجع الكبير الذي شهدته دار الأوبرا عزف العديد من الفنانين عن تقديم حفلات بها، فضلا عن مسارحها التي تحتاج إلى تطوير، لأنها تعاني من نقص في الحماية المدنية، والتجهيزات الخاصة بها سواء على مستوى الصوت أو الإضاءة أو غيرها، ÷ذا إلى جانب لجان اختيار القيادات المؤجلة منذ عدة شهور، لاختيار بعض مدريين الإدارات الجدد نظرا لانتهاء المدد القانونية لمن كانوا يرأسوها.
المجلس الأعلى للثقافة
يعاني المجلس الأعلى للثقافة منذ سنوات من تراجع دوره، والقيام بمهامه المنوط بها، وأصبح الآن يشبه مكانا لإقامة الندوات والفعاليات الثقافية التقليدية، دون أي مردود حقيقي لها، فتعطلت فيه العديد من الملتقيات والمؤتمرات الدولية، والتي كانت تحدث إثراءً للساحة الثقافية، ومن بينها مؤتمر الرواية الذي يعد من أكب المؤتمرات التي ترسخ للتواصل الثقافي بين مصر والعالم العربي، ومبتقى الشعر العربي، وغيرها الكثير، فالمجلس يحتاج في الحقيقة إلى تجديد دماء بشكل كامل، وخاصة وأن الأمين العام له، بلغ السن القانوني منذ عدة سنوات.
ملف السينما
أيضا ملف السينما يحتاج إلى نظرة من قبل الوزير الجديد، وخاصة وأن هناك مشروع كان قد تم تقديمه من قبل الوزير السابق، لعمل قطاع مستقل بالسينما، وحسب معلوماتنا، أن هذا المشروع حصل على كافة الموافقات من قبل الجهات الرسمية، ومن المقرر أن يصدر قرارًا بإطلاقه عقب التعديل الوزاري، نأمل من الوزير الجديد عدم تجاهل هذا المشروع، لأنه سيعيد للسينما المصرية مكانتها، ويحافظ على تراثها، من خلال إقامة متحفًا للتراث، فضلا عن إقامة مشروع السينما تك.