استقر سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم، الخميس، بالقرب من أعلى مستوى سجله يوم أمس، الأربعاء، وذلك بعد أن أدت البيانات الأمريكية الضعيفة إلى زيادة رهانات الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت قريب من العام.
وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي بشكل طفيف خلال تداولات اليوم، الخميس، لتسجل أعلى مستوى عند 2362 دولارا للأونصة، حيث يتداول السعر حالياً عند المستوى 2358 دولارا للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2356 دولارا للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 1.2% ليسجل أعلى مستوى في 10 جلسات عند 2365 دولارا للأونصة ويغلق فوق منطقة المقاومة 2340 – 2350 دولارا للأونصة مما يزيد من زخم الصعود للمعدن النفيس، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
يوم أمس صدرت بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يونيو لتظهر تراجع أعداد الوظائف الجديدة بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، هذا بالإضافة إلى بيانات أعداد طلبات إعانات البطالة الأمريكية التي أظهرت ارتفاعا بأعلى من القراءة السابقة.
بالإضافة إلى هذا انخفض مقياس نشاط قطاع الخدمات الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات في يونيو وسط انخفاض حاد في الطلبيات، مما قد يشير إلى فقدان الزخم في الاقتصاد في نهاية الربع الثاني.
وتسببت البيانات الأمريكية الضعيفة في انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوعين، الأمر الذي ساعد على دعم أسعار الذهب الذي ارتفع يوم أمس ليتجاوز منطقة المقاومة التي حدت من صعود السعر منذ الأسبوع الماضي.
وقرب نهاية جلسة الأمس صدر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، حيث اعترف أعضاء البنك بأن الاقتصاد الأمريكي يبدو أنه يتباطأ وأن ضغوط الأسعار تتضاءل، لكنهم ما زالوا ينصحون باتباع نهج الانتظار والترقب قبل الالتزام بتخفيضات أسعار الفائدة.
وأظهر محضر اجتماع الفيدرالي أن الأعضاء لم يتوقعوا أنه سيكون من المناسب أسعار الفائدة حتى ظهور معلومات إضافية لمنحهم ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدف البنك عند 2%.
وترى الأسواق المالية الآن نسبة تقترب من 70% أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض الفائدة مرتين هذا العام بداية من شهر سبتمبر القادم، بالخلاف مع توقعات أعضاء البنك الفيدرالي الذين يشيرون إلى خفض الفائدة مرة واحدة فقد قد تكون في شهر ديسمبر.
خفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب، وبالتالي عملت هذه التوقعات على دعم أسعار الذهب لمزيد من الارتفاع خلال جلسة الأمس.
واليوم تغيب الأسواق المالية الأمريكية بسبب عطلة وهو ما قد يقلل من أحجام التداول، وبالتالي قد يشهد الذهب المزيد من التذبذب حول مستويات إغلاق الأمس ليستمر في تجميع الزخم الكافي للصعود.
يتبقى من الأخبار الهامة هذا الأسبوع صدور تقرير الوظائف الأمريكي للقطاع غير الزراعي يوم الجمعة الماضي، وبعد بيانات الوظائف الضعيفة التي صدرت عن الولايات المتحدة يتوقع البعض أن تقرير الوظائف سيشهد تباطؤا في أداء قطاع العمالة خلال الشهر الماضي، وبالتالي سيكون له تأثير سلبي على مستويات الدولار الأمريكي، لينعكس هذا بالإيجاب أعلى أسعار الذهب.
أسعار الذهب في مصر
استقر سعر الذهب بمصر مع بداية تداولات اليوم، الخميس، وذلك بعد محاولات ارتفاع السعر يوم أمس محاولا الاستفادة من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، ولكن تراجع سعر صرف الدولار في البنوك مع بداية جلسة اليوم قد يحد من قدرة السعر المحلي للذهب على الارتفاع اليوم.
وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم، الخميس، عند المستوى 3175 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، وذلك بعد أن افتتح وأغلق جلسة الأمس عند نفس المستوى أيضاً ولكن سجل السعر أعلى مستوى عند 3180 جنيها للجرام.
وحاول سعر الذهب المحلي الارتفاع يوم أمس بدعم من صعود سعر أونصة الذهب المحلي، ولكن فشل في ذلك ليستمر التذبذب في نطاق ضيق، واليوم يتداول عند نفس المستويات مع توقعات بعدم قدرة الذهب على الارتفاع خلال جلسة اليوم بسبب تراجع سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية مع بداية الجلسة.
من جهة أخرى، تشهد الأسواق المالية في الولايات المتحدة عطلة اليوم، مما يقلل من أحجام التداول، وبالتالي يحد من فرص حركة السعر العالمي.
وأظهرت بيانات أنه خلال أول 5 أشهر من عام 2024 تزايدت صادرات مصر من الذهب والمجوهرات بنسبة 142% عن نفس الفترة من العام الماضي، ليصل حجم الصادرات إلى 1.046 مبار دولار، ويرجع هذا إلى ارتفاع سعر الذهب المحلي والعالمي بالإضافة إلى تزايد الإقبال على التصدير خلال الأشهر الأخيرة بعد قيام البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف، ما ساعد على اختفاء السوق الموازية وانتهاء المضاربات في سعر الذهب المحلي، تراجع الطلب المحلي على الذهب بشكل كبير مما نتج عن هذا اتجاه التجار إلى تصدير الذهب لتعويض غياب الطلب المحلي.
وساهم هذا في الحفاظ على أسعار الذهب بدون تغيرات حادة، خاصة مع استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية في التحرك بشكل تدريجي ونطاقات محدودة دون تغيرات مفاجئة أو حادة في سعره.
من جهة أخرى، صدرت اليوم تقارير تفيد بارتفاع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخاص المصري غير النفطي إلى المستوى 49.9 نقطة في شهر يونيو مسجلاً أعلى مستوى منذ 3 سنوات مقارنة مع 49.6 نقطة في مايو، ليقترب القطاع من تحقيق النمو، حيث يعد المستوى 50 نقطة هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش في هذا المؤشر.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استقر سعر أونصة الذهب العالمي بالقرب من مستويات الأمس، وذلك بدعم من ضعف البيانات الأمريكية التي صدرت يوم أمس والتي عملت على زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض الفائدة في وقت مبكر، بينما تترقب الأسواق تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي يصدر يوم الجمعة القادم.
واستقر سعر الذهب المحلي مع بداية تداولات اليوم، الخميس، وذلك بعد التذبذب الذي شهده يوم أمس ومحاولة الارتفاع بدعم من ارتفاع سعر الذهب المحلي، ولكن تراجع سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بداية جلسة اليوم قد يحد من فرص صعود السعر المحلي.
واستطاع سعر الذهب العالمي اختراق منطقة المقاومة عند 2340 - 2350 دولارا للأونصة والتي عملت على الحد من فرص صعود الذهب خلال الفترة الماضية ليغلق السعر تداولات الأمس فوق هذه المنطقة، الأمر الذي يزيد من فرص صعود الذهب.
ويحاول الذهب تجميع الزخم الكافي لاختراق المنطقة المستوى 2365 دولارا للأونصة والتي تفتح الباب إلى المستهدف الأول عند 2380 دولارا ثم 2400 دولار للأونصة، وذلك بشرط بقاء الذهب فوق المستوى 2350 دولارا للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استقر سعر الذهب المحلي عيار 21 خلال جلسة الأمس حول المستوى 3170 جنيها للجرام ليسجل أعلى مستوى عند 3180 دولارا للأونصة، ولكنه فشل في اختراق هذه المنطقة ليغلق التداولات عند 3175 دولارا دون تغير عن سعر افتتاح الأمس، ليتداول اليوم أيضاً مع بداية الجلسة عند نفس المستوى.