فال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ان الاستقامة تبدأ بالصدق، ونحن نرى في عصرنا من يريد أن يتمسك بالدين لكنّه مع ذلك لا يريد الصدق، ويرى أنه يكذب لله ولرسوله، وأنه يكذب في سبيل الدعوى إلى الله وإلى رسوله، وأنه يكذب من أجل فعل الخير، هكذا يسوِّل له شيطانه، والنبي ﷺ قطع عليهم كل ذلك فقال : أيكذب المؤمن؟ -عندما سُئل- قال: «لا». لا يكذب المؤمن.
الصدق أول الطريق فإذا كنت صادقًا مع نفسك، وإذا كنت صادقًا مع ربك فإنك تمتثل له ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
ورأينا أولئك الذين يفترون على الناس وهم يتعمدون، ويحكي لي الشباب في مجال التواصل الاجتماعي أن شخصًا يقوم بالافتراء على شخصٍ آخر عن طريق إنشاء الصفحات المتتالية على الفيس بوك، الذي يفعل هذا يفعلها ظانًّا من عند نفسه أنه يعبد الله، وأنه يفعل هذا في سبيل الله، وأنه يفعل هذا حتى يصل إلى الخير، وهذا أمرٌ عجيب لا يعرفه الإسلام ، أبدًا لا يمكن أن تتوصَّل إلى الخير عن طريق المعصية.
ومن هذا المعنى حدث أن امرأة كانت تزني -والعياذ بالله تعالى- فقالوا لها: لما تفعلين هذا؟ فقالت: حتّى أربي أيتامًا فآخذ فيهم الثواب.
فقالوا .. قال الحكيم الشاعر: ومطعمةُ الأيتامِ من كَدِّ فرجها ... لعلها لم تزني ولم تتصدق
لعلك لم تزني ولم تتصدقي، ما كلفك الله سبحانه وتعالى وأنتِ ليس معكِ أموال أن تراعي الأيتام، تراعي الأيتام من مالك، وليس من الفاحشة، فيا ليتك امتنعتي عما حرّم الله واكتفيتي بنفسك، ولم تفعلي هذه الفاحشة، ولم تربي هؤلاء الأيتام، فإن الأيتام لهم الله وسوف يرزقهم بمن يقوم بهم.