منذ إطلاقها الأول في نوفمبر 2019، جذبت شاحنة تسلا سايبرترك (Cybertruck) الأنظار بتصميمها الفريد وميزاتها المتقدمة.
إلا أن الطريق إلى النجاح لم يكن سلسًا؛ فقد واجهت الشاحنة سلسلة من التحديات التقنية والإدارية التي أثرت على سمعتها ومسار تسليمها.
في هذا المقال، نستعرض أبرز المشاكل التي واجهتها سايبرترك ونقيّم مدى تأثيرها الفعلي على مستقبلها.
النوافذ "المضادة للكسر"
خلال حدث الإطلاق، كانت هناك لحظة حاسمة أثرت على التصور العام للسايبرترك؛ عندما فشلت النوافذ "المضادة للكسر" في اختبار كرة معدنية، حيث تحطمت النوافذ تحت ضغط الضربة.
هذا الحادث أثار تساؤلات حول موثوقية تقنيات الحماية في الشاحنة، رغم أنه لم يؤثر بشكل مباشر على الأداء العام للسيارة.
دواسة الوقود المعطلة
واحدة من أكثر المشكلات خطورة التي ظهرت كانت تتعلق بدواسة الوقود.
اكتشف أن مادة تشحيم صابونية استُخدمت أثناء التجميع، مما جعل غطاء الدواسة عرضة للخلع.
هذه المشكلة أثرت على تسليم الشاحنات الأولى، حيث تم تأجيل تسليم العديد من الوحدات لحين حل المشكلة.
المشكلة كانت تكمن في احتمالية تعطل دواسة الوقود في وضع التشغيل أو أن يعلق غطاء الدواسة أسفل دواسة الفرامل، مما يجعل من الصعب التباطؤ.
ونتيجة لذلك، اضطرت تسلا إلى استدعاء 3878 شاحنة Cybertruck لإجراء إصلاح شامل يتضمن استبدال مجموعة الدواسة بالكامل.
محرك مساحات الزجاج الأمامي
مؤخرًا، واجهت سايبرترك مشكلة في محرك مساحات الزجاج الأمامي، حيث أبلغ بعض المالكين عن تعطل المساحات في ظروف جوية سيئة.
تبيّن أن تيارًا زائدًا يتم تطبيقه على لوحة الدائرة لمحرك المساحات خلال التصنيع هو السبب في هذا الخلل.
وقد أدى ذلك إلى استدعاء أكثر من 11000 شاحنة Cybertruck لإصلاح هذه المشكلة، وهو إجراء ضروري لأن التحديثات اللاسلكية لم تكن كافية لحلها.
الصدأ الظاهر على الهيكل
إحدى المشاكل التي أثارت الجدل كانت ظهور بقع بنية على هيكل الشاحنة، وهو ما بدى وكأنه صدأ.
ومع أن الهيكل مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهو مصمم لمقاومة الصدأ، إلا أن تسلا تدخلت لتوضح أن هذه البقع ليست صدأً فعليًا، بل تفاعلات سطحية مؤقتة يمكن إزالتها بسهولة.
التحديات الإدارية والسياسات الجديدة
اتفاقية عدم إعادة البيع لسيارات تسلا
في خطوة مثيرة للجدل، بدأت تسلا بتطبيق اتفاقية عدم إعادة البيع على سايبرترك، تطالب فيها المالكين الأوائل بعدم بيع الشاحنة خلال السنة الأولى من الملكية.
هذا الإجراء كان يهدف إلى منع إعادة بيع الشاحنة بأسعار مرتفعة والاستفادة من الطلب العالي في السوق.
أحد المالكين الذين انتهكوا هذه الاتفاقية تلقى بريدًا إلكترونيًا من تسلا بإلغاء طلبات مستقبلية وإدراجهم في قائمة سوداء لمنعهم من شراء مركبات أخرى من تسلا.
وعلى الرغم من أن المالك لم يبيع الشاحنة بالفعل، بل قام بإدراجها على منصات البيع لاستطلاع السوق، إلا أن تسلا اتخذت إجراءات صارمة للحفاظ على سياستها.
التوسع في الإنتاج
مع بدء تسليم سايبرترك في نهاية عام 2023، تواجه تسلا تحديًا كبيرًا في زيادة الإنتاج لتلبية الطلب.
تسلا تعمل على زيادة الإنتاج في مصنعها Gigafactory في أوستن، تكساس، وتقدر أن الوصول إلى إنتاج كميات كبيرة سيستغرق ما بين 12 إلى 18 شهرًا بعد الحدث الأولي للتسليم.
رغم التحديات العديدة التي واجهتها شاحنة تسلا سايبرترك، تبقى هذه السيارة رمزًا للابتكار والطموح في عالم السيارات الكهربائية.
تمكنت تسلا من معالجة العديد من المشاكل التقنية التي ظهرت، وهي تعمل بجد على تعزيز الإنتاج وتلبية توقعات العملاء.
مستقبل سايبرترك لا يزال مشرقًا، طالما استمرت الشركة في التعلم من التحديات والتكيف معها بنجاح.