مرّ 4 سنوات على بداية جائحة كورونا، لكن تأثيراتها ما زالت تلقي بظلالها على العديد من القطاعات، بما في ذلك سوق السيارات.
بدأت الآن تظهر إحدى العواقب غير المتوقعة: السيارات المسجلة خلال فترة الوباء التي لا تتوافق مستويات تجهيزاتها مع مواصفاتها الرسمية تدخل سوق السيارات المستعملة بشكل غير صحيح وبأسعار لا تعكس حقيقتها.
هذه المركبات، التي تعرف باسم "سيارات كورونا"، هي نتيجة النقص العالمي في الأجزاء الناجم عن الوباء، وخاصة أشباه الموصلات، التي تعد جوهرية لكل شيء بدءًا من المقاعد المدفأة وحتى شواحن الهواتف اللاسلكية.
في ذروة الأزمة، كان هناك طلب هائل على الأجهزة الإلكترونية من قبل الأشخاص المحصورين في منازلهم، مما أدى إلى صعوبة في تزويد قطاع السيارات بهذه الأجزاء الضرورية.
كيف أثرت أزمة سيارات كورونا على صناعة السيارات؟
في عامي 2020 و2021، اضطرت شركات السيارات إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن كيفية التعامل مع النقص في أشباه الموصلات.
بعض هذه الشركات قررت حذف ميزات معينة من سياراتها الجديدة، مما أدى إلى تسليم سيارات بدون مجموعة كاملة من المواصفات المعلنة.
نتيجة لذلك، شهدنا تزايد عدد السيارات الجديدة التي تم تسليمها في عام 2022 وهي تفتقر إلى ميزات عديدة مثل:
- شواحن الهواتف اللاسلكية التي أصبحت ميزة شائعة في السيارات الحديثة.
- شاشات المعلومات والترفيه: تمثل مركز التحكم والتفاعل داخل السيارة.
- شاشات العرض الأمامية (HUD): توفر معلومات القيادة على الزجاج الأمامي.
- أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية: تعتبر أساسية للعديد من السائقين.
- الإضاءة المزاجية: تضيف لمسة من الفخامة داخل المقصورة.
- تعديل المقاعد كهربائيًا: يوفر راحة إضافية للسائق والركاب.
التحديات التي تواجه سوق السيارات المستعملة
مع دخول هذه السيارات الآن إلى سوق السيارات المستعملة، يواجه التجار صعوبات كبيرة في تقييمها بدقة.
يقول ماركوس بلاكمور من جمعية إعادة تسويق المركبات: "قد تشمل هذه الأشياء المقاعد المدفأة، وشاشات العرض الأمامية، والمرايا الكهربائية، والمقاعد الكهربائية، والمفاتيح المكررة، كما تم تصنيع بعض السيارات بمجموعات أدوات قياس وساعات تناظرية وتزويدها بعجلات أصغر".
يتعين على التجار الآن أن يتعاملوا مع السيارات التي تظهر أمامهم بميزات مختلفة عما هو مسجل في مواصفات الشركات المصنعة.
وفي غياب بيانات دقيقة من شركات التصنيع، يصبح من الصعب للغاية على تجار السيارات تقييم هذه المركبات بشكل صحيح.
للتعامل مع هذه المشكلة، شكلت جمعية إعادة تسويق المركبات فرق عمل للتحقيق في القضية وإيجاد حلول مناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات مثل Cap HPI على تحديث معرفات السيارات لضمان توافر معلومات دقيقة حول التغييرات في مواصفات السيارات.
وقال ديلان سيترفيلد، رئيس استراتيجية التنبؤ في Cap HPI: “كان فريق بيانات المركبات الجديدة لدينا يتلقى أسئلة كل يوم من قبل الشركات المصنعة حول إنشاء معرفات بمواصفات منقحة أو مخفضة. في كل مناسبة، تم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان التغيير المطلوب من المرجح أن يؤثر على تقييم السيارة، وفي هذه الحالات، تم إنشاء معرفات جديدة”.
على الرغم من هذه الجهود، تظل هناك تحديات كبيرة في المستقبل.
يبدو أن بعض السيارات التي كانت متاحة لفترة قصيرة فقط لم تحتفظ الشركات المصنعة بسجلات مفصلة حول كيفية تقليص تجهيزاتها.
هذا يعني أن بعض "سيارات كورونا" قد تدخل سوق السيارات المستعملة دون أن يكون للتجار أو المشترين وعي كامل بحالتها الحقيقية.
إذا كنت تبحث عن شراء سيارة مستعملة تم تسجيلها خلال فترة الوباء،
فمن المهم أن تكون على دراية بأن هذه السيارات قد تفتقر إلى ميزات معينة كانت موجودة في المواصفات الأصلية.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ قرار شراء مستنير:
1. التحقق من السيارة شخصيًا: قم بفحص السيارة بنفسك أو بواسطة خبير للتأكد من وجود الميزات التي ترغب فيها.
2. الاستفسار من التاجر: اسأل التاجر عن أي تعديلات أو نقص في التجهيزات.
3. مراجعة الوثائق: تحقق من الأوراق والمواصفات الرسمية للسيارة ومقارنتها بالحالة الفعلية.
4. استخدام أدوات التقييم الحديثة: استخدم منصات تقييم السيارات التي قد تكون لديها معلومات محدثة حول "سيارات كورونا".
تُظهر قضية "سيارات كورونا" كيف أن الاضطرابات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 يمكن أن تترك آثارًا طويلة الأمد على قطاعات مختلفة.
بينما نتحرك نحو مستقبل ما بعد الجائحة، يجب على كل من التجار والمشترين أن يكونوا يقظين ومدركين لهذه التحديات لضمان الحصول على أفضل قيمة للسيارات المستعملة.