اشتعلت الأوضاع على حين غرة في ولاية قيصري التركية، بعدما اعتقلت الشرطة لاجئ سوري بتهمة التحرش بفتاة تحمل الجنسية السورية وتبلغ من العمر خمس سنوات، ما دعا الأتراك إلى الرد بالاعتداء على ممتلكات السوريين، لينعكس الأمر إلى شمال سوريا الذي شهد مواجهات دموية تسبب في مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين.
الاعتداء على السوريين في تركيا
وقالت وكالة "فرانس برس" إن الأزمة بدأت حينما اعتقل لاجئ سوريللاشتباه في تحرشه بقاصر، ليبدأ الاعتداء على ممتلكات السوريين في تركيا وتظهر مقاطع فيديو عدة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رجالا يحطمون نافذة محل بقالة يُزعم أنه بإدارة تجار سوريين، قبل إضرام النار فيه.
وفي أحد مقاطع الفيديو الذي تحققت من صحته وكالة فرانس برس، صاح رجل "لا نريد مزيدا من السوريين! لا نريد مزيدا من الأجانب!".
وفي جنوب ولاية قيصري رشق مواطنين أتراك بعض الشبانبالحجارة واعتدوا عليهم بأدوات معدنية إلى جانب تحطيم دراجات نارية ومركبات في المنطقة المعروفة باستضافة الكثير من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم.
وعقب اندلاع هذه الأحداث انتشرت الشرطة في قيصري، في محاولة للسيطرة على الوضع واعتقلت 67 شخصا، وخرج وزير الداخلية التركيعلي يرلي كايا عبر حسابه بمنصة "إكس" ليعلن أن مواطنين أتراك سلموا لاجئ سوري المشبته به في التحرش بقاصر سورية إلى الشرطة.
وأكدكايا أن الأتراك الذين تجمعوا في المنطقة تصرفوا بشكل "مخالف للقانون" و"لا يتناسب مع القيم الإنسانية"، إذ قاموا بتخريب منازل ومتاجر وسيارات تعود إلى مواطنين سوريين.
أردوغان يدين العنف
وفي السياق نفسه، أدان الرئيس أردوغان، موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، موضحا أنه "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي منازل السكان هو أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
ووجه أردوغان اتهاما للمعارضة التركيةبتأجيج كراهية الأجانب والعنصرية، لنشر الفوضى في البلاد.
اشتعال شمال سوريا
وامتد التوتر من جنوب تركيا إلى شمال سوريا، حيث اقتحم المتظاهرين الغاضبين مقر الوالي التركي في عفرين، وأطلق الحرسالرصاص الحي على المتظاهرين، وتطورت المواجهات بعد تدخل الشرطة العسكرية التابعة لأنقرة، ووقوع إصابات في صفوف المحتجين.
وفي مدينة أعزاز السورية أنزل المحتجين العلم التركي من فوق إحدى المؤسسات تزامنا مع طرد موظفي مركز البريد، ومهاجمة شاحنات تركية في مدينة الباب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المتظاهرين أنزلوا العلم التركي من على معبر باب السلام على الحدود السورية التركية.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، طالبت السلطات التركية، موظفيها بالخروج على وجه السرعة من الشمال السوري، بعدما قطعت الاتصالات والإنترنت عن المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة شمال سوريا.
اللاجئين السوريين في تركيا
وتستضيف تركيا ما يقرب من 3,2 ملايين لاجئ سوري، ودوما تجري اشتباكات بينهم وبين الأتراك، كان آخرها في أغسطس 2021، حينما استهدفت مجموعات من الرجال متاجر ومنازل يشغلها سوريون في أنقرة، عقب شجار أودى بحياة شاب تركي.
وكان إعادة مليون سوري إلى وطنهم وعدا قطعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نفسه حينما كان مرشحا في الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت في مايو من العام الماضي 2023، وتوعدت المعارضة التركية بإعادة كل اللاجئين السوريين.