انطلقت اليوم الإثنين فعاليات المؤتمر الدولي العلمي الحادي عشر للهندسة الكيميائية الخضراء تحت عنوان "أثر تحولات الطاقة على حماية البيئة في ظل تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، والذي تنظمه جمعية المهندسين الكيميائيين بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، تحت رعاية عدد من وزارات التجارة والصناعة والبترول والتعدين والبيئة والإنتاج الحربي داخل مصر وبعض الدول العربية.
استثمارات الصكوك الخضراء
وأكد المهندس أسامة كمال، وزير البترول السابق ورئيس الجمعية، أهمية القضية التي تتناولها هذه النسخة من المؤتمر والتي لا تخص مهنة الهندسة فحسب، بل هي ضرورة تخص عالمنا الحديث الذي بات يضج بالتلوث والدمار جراء ما أقدم عليه الإنسان رغبة منه في التطور والتغول على حساب الطبيعية والبشرية، منوها إلى أن الإنسان لهث وراء التقدم وتملك أدوات القوة دون النظر إلى التأثيرات العكسية المتوقعة على البيئة.
أضاف "كمال"، أن التقدم الصناعي والاقتصادي أصبح غاية للتسلط وليس وسيلة للمعيشة، فتأثرت عوامل الطبيعة من حولنا "الهواء والماء" والموارد الطبيعية "البترول والغاز والمعادن" ، لافتا إلى أنه بات ما نشهده من تلوث وتحديات نقص الطاقة والاحتباس الحراري وتدوير النفايات موضوعات أساسية تستوجب الدراسة وإعادة النظر في طريقة تصميم وتنفيذ المشروعات بطريقة مختلفة لإصلاح ما أفسدناه على مدار سنوات طويلة مستخدمين الهندسة الخضراء والرقمنة لوضع حلول ونهايات للحد من تلك المخاطر .
من جانبه قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، إن التغيرات المناخية أثرت على التنمية المستدامة من خلال إهدار الموارد البشرية أربعة أضعاف ما كان عليه الأمر خلال السنوات السابقة وفق آخر التقارير العالمية، مشيرا إلى أن التغيرات العنيفة فى المناخ وصلت الى وضع مخيف وعلينا بذل كافة الجهود للتوجه للاقتصاد الاخضر والتنسيق بين كافة الجهات الرسمية والشعبية للحد من تلك التغيرات.
ونادى "محلب" بضرورة التوجه إلى التمويل الأخضر وتحسين كفاءة الموارد ورغم إصدار الصكوك الخضراء من 2018 فقط، إلا أن الاستثمارات فيها وصلت إلى 134 مليار دولار، كذلك أهمية العمارة الخضراء والمبانى الخضراء وإنشاء أسواق مالية متخصصة للأسهم والسندات الخضراء وتعزيز الوعي بالتنمية الخضراء وتوفير التشريعات للعمل على الاقتصاد الأخضر وتبني برامج تمويل وطنية لدعم المشروعات الصغيرة الخضراء.
وأوضح "رئيس الوزراء الأسبق"، أن الفرصة مازالت متاحة ووفق تقرير المفوضية الدولية للأمم المتحدة فإن توفير 62 تريليون دولار في العام 2030 بمجال الاقتصاد الأخضر يوفر 65 مليون فرصة عمل، وعلى القطاع الهندسي أن تكون له الريادة ويستطيع لعب دور هام لتحسين رفاهية الإنسان والحفاظ على البيئة والدخول بقوة إلى الاقتصاد الأخضر وفقا لمبادئ التنمية المستدامة واتفاق باريس.
وبدوره قال الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية إن المؤتمر يهدف إلى حماية الأرض من تدهور الموارد من طاقة ومياة وغيرها حماية للأجيال القادمة، مشيرا إلى تصارع وتيرة التغيرات المناخية وتعاظم الحاجة إلى مصادر الطاقة ومن بين الأهداف ضمان الوصول إلى مصادر طاقة نظيفة من خلال التوجه إلى الطاقة الحيوية ودعم التحول الأخضر نحو مستقبل مستدام روية وتاسيس مراكز بحثية متطورة بإنشاء شبكات ومنصات التواصل فى هذا المجال للعمل نحو مستقبل أكثر استدامة.
جدير بالذكر أن المؤتمر سيعقد على مدار ثلاثة أيام يتخلله أربع جلسات تدور حول التحديات وتحولات الطاقة، التنمية المستدامة وحماية البيئة، التنمية المستدامة وتغيرات المناخ، التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وسيناقش 19 بحثا.
وشهد فعاليات الافتتاح إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والمستشار السابق لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، حسن عبد العليم رئيس الهيئة العربية للتصنيع، فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية، شريف هدارة وزير البترول الأسبق، وائل لطفي رئيس شركة إنبي، مصطفى هدهود محافظ البحيرة الأسبق، ولفيف من المختصين والمهتمين بالمجال الهندسي.