مع استمرار الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في القطاع الفلسطيني، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الاثنين أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بشكلها الحالي سيتم خلال 10 أيام.
فقد ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان.
وقف الحرب في قطاع غزة
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول قوله إن "الحرب لن تنتهي.. وسنتحرك حيثما توجد معلومات استخباراتية عن نشاط حماس".
كما أضاف المسؤول الإسرائيلي أن النشاط في غزة سيستمر من خلال غارات وضربات جوية.
في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ضرورة وقف إطلاق النار في غزة لما سيترتب عليه من تعزيز الجهود الدبلوماسية لمنع اتساع رقعة الحرب خاصة في شمال إسرائيل، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل منذ السابع من أكتوبر على منع توسع الحرب في المنطقة.
وقال بلينكن - في جلسة حوارية نظمتها مؤسسة بروكينغز بشأن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية أوردتها قناة الجزيرة - إن إسرائيل لا تريد خوض حرب مع حزب الله رغم قدرتها، وأن حزب الله وإيران أيضًا لا يريدون مثل هذه الحرب، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود زخم قوي يمكن أن يقود إلى هذه الحرب وأن بلاده عازمه على كبح هذا الزخم .
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ضرورة أن تنتهي الحرب في غزة بخطة واضحة قابلة للتحقيق تتعلق بحكم وإدارة القطاع، مشيرًا إلى أنه لم يجد من إسرائيل خططًا كافية تتعلق بمرحلة ما بعد الحرب.
وقال الدكتور باسل ناصر، وزير الدولة لشؤون الإغاثة الفلسطيني، إن الفلسطينيين مستمرون في المطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم قبل غد، بعد 9 شهور من حرب ممنهجة.
وأضاف ناصر، أن الحكومة الفلسطينية تكثف اتصالاتها مع الدول المانحة والمنظمات الأممية من أجل زيادة حجم المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، مشددًا على وجود تراجع تراجع كبير في حجم المساعدات بقطاع غزة منذ إغلاق الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وشدد الوزير الفلسطيني، على أن قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة بسبب نقص المياه والدواء والمساعدات الغذائية، ومن ثم، فإن الوضع في غزة وصل إلى حد المجاعة نتيجة لنقص المواد الغذائية، لافتًا إلى أن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح لا يتعدى 1200 شاحنة مساعدات طوال الشهر، رغم أن القطاع يحتاج إلى 50 شاحنة يوميا، أي أن ما دخل من مساعدات يمثل 10% من المساعدات التي يحتاجها القطاع.
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، باحث في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، إن تصريحات إسرائيل عن إمكانية إنهاء الحرب في غزة خلال 10 أيام، أمر يمكن أن يكون مشكوكًا فيه، لأن أولًا لم يحدد المسؤولون الإسرائيليون مفهوم إنهاء الحرب، وتسأل عن هل يعني ذلك إنهاء العمليات العسكرية تمامًا في قطاع غزة؟ وهل يشمل ذلك انسحاب إسرائيل من القطاع وإعلان وقف الحرب؟ أم أن ما يقصدونه هو إنهاء العمليات العسكرية الرئيسية فقط، مثل الاقتحامات والضربات الشاملة والتركيز على بعض العمليات النوعية مثل استهداف مناطق معينة أو قواعد حماس؟
وأضاف "سيد أحمد" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أننا على وشك بدأ المرحلة الثالثة من العمليات، التي أكد عليها وزير الدفاع، والتي تقوم على فكرة المعلومات والاستخبارات. لذلك يجب أن نتعامل بحذر مع هذا الإعلان الإسرائيلي، فالمقصود ليس إنهاء الحرب تمامًا، لإن نتنياهو لن يوقف الحرب دون تحقيق أهدافه مثل تحرير الأسرى أو القضاء على حماس في غزة، مؤكدا أنى استمرار الحرب أيضًا في مصلحته السياسية والشخصية للبقاء في السلطة لأن وقف الحرب وإنهاؤها دون تحقيق هذه الأهداف يعني محاكمة نتنياهو سياسيًا وقانونيًا، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار الحكومة الحالية التي تضم أيضًا المتطرفين.
وتابع: ما يقصد بإنهاء الحرب في غزة خلال 10 أيام هو إنهاء العمليات العسكرية الرئيسية. الأسباب تشمل:
1. استنفاذ إسرائيل بالفعل جميع الأهداف على الأرض.
2. خسارة إسرائيل الكثير من العمليات العسكرية والقوات.
3. محاولة استيعاب الضغوط الأمريكية.
وأختتم أن السيناريو الأقرب هو أن تتحول إسرائيل إلى المرحلة الثالثة، وتوقف الحرب بمفهومها الشامل والاجتياح البري، وربما تسحب القوات إلى خارج المناطق السكنية. لكن إسرائيل لن تنسحب من قطاع غزة بسبب ما تحدث عنه نتنياهو بشأن ضرورة وجود القوات الإسرائيلية في القطاع لمنع عودة حماس إلى السلطة، لذلك هذا الإعلان الإسرائيلي هو تغير تكتيكي وليس إنهاء الحرب ووقفها، والسيناريو الأقرب هو استمرار العمليات.
يشار إلى أن وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الاثنين، أعلنتأن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ نحو 9 أشهر، ارتفعت إلى 37900 على الأقل.
حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية
وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان الاثنين، إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "23 شهيدًا و91 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الاثنين، اليوم 269 للحرب على القطاع.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين "بلغ 87060 إصابة منذ السابع من أكتوبر".
ونوهت إلى أن عددا من الضحايا، يقدر بالآلاف وغالبيتهم من النساء والأطفال، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، وأم طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
ونوهت إلى أن عددا من الضحايا، يقدر بالآلاف وغالبيتهم من النساء والأطفال، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، وأم طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
وقالت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير إعلام أونروا إن الأوضاع في قطاع غزة كارثية جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة.
وأضافت خلال مداخلة عبر برنامج "صباح جديد"، أن الطرق البرية هي الأكثر فاعلية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما أن ما يدخل من وقود إلى قطاع غزة يمثل 14% فقط مما تحتاج إليه الوكالة.
وتابعت أن هناك تعاونا مشتركا بين الوكالة والمنظمات الأممية الأخرى لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدة أن الوكالة لم تصل بعد إلى الحد المطلوب من المساعدات بقطاع غزة من مواد غذائية ووقود ومستلزمات طبية.
وأكدت أن إضعاف الوكالة وتفكيكها يعني تصفية قضية اللاجئين "لدينا 13 ألف موظف في قطاع غزة لأداء مهمة الوكالة الأممية بتقديم الخدمات للفلسطينيين".
في هذا الصدد، علق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على قرار إنهاء الحرب الحالية في غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للاستعداد لمرحلة جديدة من الحرب، تشمل تنفيذ عمليات مركزة كما حدث في الشجاعية وخان يونس، حيث طُلب من السكان مغادرة المناطق الشرقية للمدينة.
وأضاف "الرقب" لـ "صدى البلد"، أن المرحلة الثالثة من الحرب ستتضمن عمليات مركزة في غزة، حيث سيبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مثل محور صلاح الدين ونتساريم ومنطقة السودانية في الشمال الغربي للمدينة. بعدها، سيبدأ الجيش في تنفيذ عمليات مركزة تشمل اغتيالات واعتقالات وهدم منازل.
وأكد الرقب أن الحرب لم تنتهِ بعد، ولكن جيش الاحتلال يتحدث عن إنهاء العمليات البرية الواسعة بينما ستكون العمليات القادمة أكثر تركيزًا، وستقلل من استهداف المدنيين. ومع ذلك، أشار إلى أن المدنيين ما زالوا عرضة للخطر بسبب صعوبة القضاء على عناصر المقاومة الفلسطينية، موضحا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أهدافه بعد في غزة، ولم يتمكن من الوصول إلى قيادات الفصائل الفلسطينية أو تحرير أسراه، لذلك يصر على استمرار الحرب بطرق أخرى.
وتوقع عدم وجود رؤية واضحة لدى الاحتلال الإسرائيلي أو الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب على قطاع غزة، معتبرًا أن وقف الحرب مرتبط بموقف الفصائل الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، وكذلك بقدرة الاحتلال على الاستمرار في العمليات العسكرية.