صدر كتاب "مقالات الاسلاميين في العصر الحديث: دراسة نقدية لبعض الجماعات الاسلامية المتطرفة الموافقة لمنهج الخوارج في ضوء معتمد المدرسة الازهرية"تأليف الدكتور مصطفي حسن الاقفهصي أمين الفتوي بدار الافتاء المصرية.

وتعرض فيه مؤلفه لذكر بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة الموافقة لمنهج الخوارج (مُبيِّنًا نشأتها، وتطورها، وعلاقتها بغيرها من الجماعات، وأهم أُطروحاتها)، وكذلك أهم المسائل الأصوليَّة التي قامت عليها هذه الجماعات؛ من مكونات علمية، وأصول فكرية، وسمات وأمراض سلوكيَّة.

وبين أن جوهر الخلاف مع هذه الجماعات لا يكمنُ في فكرةٍ أو أُخرى، أو تَصَرُّفٍ أو آخر، أو جيلٍ قديمٍ أو جيلٍ حديثٍ، بل جَوهَر الخلاف في الأصل هو (المنهج المتطرف والمضطرب): منهج هدم الأمة الإسلامية بأكملها والعمل على إعادة تشكيلها مرة أخرى؛ حيث لم يَعد هذا المنهج -في نظرهم- يَشمل كلَّ من يَشهد الشهادتين، بل يقتصر على مَن يعتنق أفكارهم ويعتقد معتقدهم.

واضاف: منهج إقامة حزبٍ أو جماعة على أساس ديني، تستخدم الدين كسلاح في ساحة السياسة، والعمل على إقامة دولة دينية لم يقل بها قرآنٌ أو سُنَّة، واعتبار أنهم وحدهم (المسلمون)، وما يقولونه وما يفعلونه في الماضي والآن وغدًا، كله من صحيح الإسلام؛ بل هو صحيح الإسلام وسيقودهم حتمًا إلى فراديس الجِنان.

واكمل: جَوهَر الخلاف مع هذه الجماعات يَنْصَبُّ على مقولات وردَت في خطابات قادات هذه الجماعة ومؤسسيها؛ حكمت بها بالكفر على الموحِّدين من أهل القبله (حكامًا ومحكومين)، واعتبرت أنها وحدها الإسلام دون غيرها.

و جاء الكتاب محاولة جادة لحماية الدين ممن شوهوا صورته في العالمين، وصدَّرُوه على أنه دينُ عُنفٍ وإرهاب، ولتصحيح المفاهيم الإسلامية التي شوهتها الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولدحض المقولات المتطرفة، والفتاوى التكفيرية، والتفسيرات المنحرفة التي روَّجت لها التنظيمات المتشددة، ولإنقاذ ضحايا هذا الفكر المتطرف من الشباب المسلم المُغرَّر بهم من قِبَلِ هذه الجماعات، ولتعريف الناس برسالة الأزهر الوسطية التي تدعو إلى بناء الحضارات، وصيانة المجتمعات، وحب الأوطان، وعمارة الأكوان.

وأكد أن الانتصار في الحروب الفكرية ضد هذه الجماعة الإرهابية، إنَّما هو انتصارٌ لمعاني الإنسانية، وتحقيقٌ لِقِيَم الوسطية.