قدّم الشيخ أحمد حسين الأزهري الداعية الإسلامي محاضرة مفصلة حول "مصادر المعرفة عند المسلمين"، في مؤسسة طابة للابحاث التي يترأسها الداعية الحبيب علي الجفري، تطرق خلالها إلى تعريف العلم وأبرز أقسامه.

كما استعرض الشيخ أحمد حسين الأزهري الأسس التي تقوم عليها المعرفة في الفكر الإسلامي مثل الحس، الخبر الصادق، والعقل و ألقى الضوء على أهمية هذه المصادر في تشكيل منظومة المعرفة الإسلامية.

واستكشف الشيخ نظرية المعرفة عند المسلمين من خلال تفسير الإمام فخر الدين الرازي، وكيف أنها تبرز دور الحواس والعقل في اكتساب العلوم وأظهر قدرة الرازي البارعة على توضيح نظرية المعرفة بطريقة دقيقة، حيث ربط بين الإبستمولوجيا وعلم النفس التطوري قبل أكثر من 800 عام.

وخلال المحاضرة، أشار إلى أن "العلوم البديهية"، مثل مقولة "الإثبات والنفي لا يجتمعان"، تشكل الأساس للعلوم والنظريات، وبيّن كيفية تفاعل العلوم البديهية مع العلوم الكسبية، وكيف تسهم هذه العلوم في بناء الفكر الإنساني.

وختم الشيخ أحمد الأزهري المحاضرة بفتح باب النقاش حول تأثيرات الفلسفات الحديثة على الابستمولوجيا الإسلامية، مؤكدًا على ضرورة التعمق في فهم هذه النظريات للحفاظ على الهوية الإسلامية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة.

كما تحدث عن "هرم العلوم" في التراث الإسلامي وفي التعليم الكلاسيكي المسيحي، مؤكدًا أن الميتافيزيقا أساس هذا الهرم وقاعدته.

وبيّن كيف أن الميتافيزيقا قبل عصر التنوير وظهور فلسلفات الحداثة وما بعد الحداثة كانت تُعد مصدرًا لجميع العلوم، وأن أي مسألة في أي علم كان يمكن تتبعها إلى جذورها الميتافيزيقية، موضحًا كيف ترتبط جميع العلوم بأصولها الفلسفية.