عبر الإسرائيليون عن قلقهم المتزايد اليوم الأحد من أن الأداء المهتز للرئيس الأمريكي جو بايدن في مناظرته الأخيرة أمام منافسه دونالد ترامب، قد يشجع إيران ووكلائها، مما يشكل تهديدا كبيرا في وقت حرج للقيادة الأمريكية في الشرق الأوسط.
مخاوف من إيران
وحذر المعلقون الإسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية من أن إيران ووكلائها قد يحاولون استغلال ضعف بايدن الواضح، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حربها مع حماس في غزة وتفكر في إمكانية خوض حرب شاملة مع حزب الله في لبنان.
الجهود الدبلوماسية الأمريكية
ويسعى المسؤولون الأمريكيون جاهدين للتوسط من أجل حل دبلوماسي للتوترات بين إسرائيل وحزب الله، بهدف منع نشوب صراع إقليمي أوسع يمكن أن يشمل إيران والولايات المتحدة.
وتشارك إدارة بايدن أيضًا في جهود التفاوض على هدنة في غزة، قد تتضمن تبادل الرهائن المتبقين مع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ضغوط من نتنياهو
وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً إدارة بايدن على تسريع توريد الذخائر قبل أي صراع محتمل مع حزب الله في لبنان.
رد فعل وسائل الإعلام
وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في رد متأخر بسبب توقيت المناظرة، الضوء على الحدث بشكل بارز على صفحاتها الأولى يوم الأحد.
وأثار محللون من صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية و"هآرتس" ذات الميول اليسارية مخاوف بشأن قيام خصوم إسرائيل باختبار عزم إدارة بايدن.
وجهات نظر مختلفة
وتساءل عاموس هاريل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، عما إذا كان حزب الله وإيران قد ينظران إلى بايدن على أنه منشغل للغاية بحيث لا يستطيع دعم إسرائيل في حالة نشوب حرب واسعة النطاق في لبنان. وانتقد بعض الإسرائيليين اليمينيين لسخريتهم من أداء بايدن، وسلط الضوء على دعم الرئيس الأمريكي الثابت لإسرائيل على الرغم من السخرية.
انتقادات ترامب
خلال المناظرة، اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب بايدن بعدم رغبته في أن تنهي إسرائيل "المهمة" في غزة، مستخدما كلمة "الفلسطيني" كإهانة. وكان رد بايدن ضئيلا. تاريخياً، كان ترامب مؤيداً قوياً لإسرائيل، حيث قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو مطلب إسرائيلي طويل الأمد.
العلاقات بين نتنياهو وبايدن
وحافظ بايدن على دعم قوي لإسرائيل طوال فترة الصراع، لكنه انتقد بعض الإجراءات، وحث إسرائيل في كثير من الأحيان على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة. لقد اختلف موقف بايدن في بعض الأحيان عن موقف نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بشحن القنابل الثقيلة وهدف نتنياهو المتمثل في تحقيق "النصر الكامل" على حماس.
استراتيجيات متباينة
وشهدت علاقة ترامب مع نتنياهو فتورا، حيث انتقد ترامب استعداد نتنياهو للهجوم الذي تقوده حماس وأشاد بحزب الله. وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" في مارس، نصح ترامب إسرائيل بإنهاء الحرب في غزة لتجنب فقدان الدعم العالمي.
مخاوف بشأن القيادة الأمريكية
وقال أمنون لورد، الكاتب في صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن أداء بايدن في المناظرة أكد المخاوف من أن "مجموعة تقدمية متطرفة" من المساعدين هي التي توجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأكد أن ضعف بايدن الملحوظ يمكن أن يشجع القوى العدوانية على استغلال الفرص، مما يعكس تراجع سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بإيران ووكلائها.
تحليل وسائل الإعلام
ووصف نداف إيال، الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أداء بايدن في المناظرة بالكارثي، مؤكدا أن إظهار الضعف أمر غير مقبول لرئيس أمريكي. وشدد على المسؤولية الجسيمة التي يتحملها الديمقراطيون وحلفاؤهم، نظرا لاحتمال فوز ترامب برئاسة أخرى.