اعتبرت صحيفة بوليتيكو أن الانتخابات التشريعية الفرنسية قد تكون الأكثر تدميراً في تاريخ المشروع الأوروبي الممتد على مدى 70 عاماً.
وقالت صحيفة بوليتيكو إن مخاطرة ماكرون بالدعوة للانتخابات قد تفتح الباب أمام حكومة لوبان التي تريد إحياء الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي.
وتخلت لوبان عن النبرة المتطرفة في انتقاد بروكسل والتي زرعها والدها جان ماري لوبان، الذي كان ينكر الهولوكوست وكان مؤسس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
كما لم تعد تدافع عن خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي أو العودة إلى عملة الفرنك الفرنسي بدلا من اليورو.
وتمكنت من تحقيق النصر في الانتخابات الأوروبية من خلال استغلال خوف المواطنين في أوروبا بين أمور أخرى.
واعتبرت الصحيفة أن هناك خوف من التيار المتطرف يشبه الخوف والقلق في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي بعدما مهدت الصحافة الشعبية البريطانية والجناح اليميني من حزب المحافظين الطريق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل ثماني سنوات بحملة مماثلة من التشويه والأكاذيب والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة بأن بريطانيا ستزدهر إذا تحررت من ثقل القانون الأوروبي.
وبعد مرور ثماني سنوات على التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعتقد 55% من البريطانيين أنهم ارتكبوا خطأ بينما لا يزال 31% فقط يعتقدون أن المملكة المتحدة أفضل حالاً خارج الاتحاد الأوروبي .
ومن الغريب أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - الذي أشادت به لوبان باعتباره حركة حرية في ذلك الوقت - لم يذكر التجمع الوطني عنه شيئ خلال الانتخابات الأوروبية.
ويشير بعض المسؤولين في بروكسل إلى أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة يعد بمثابة "خروج فرنسي كبير عن التوقعات".
وقالوا إن قرار ماكرون الخطير بمواجهة لوبان لا يقل حماقة عن محاولة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون مواجهة أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء في يونيو 2016.
ومثل الاستفتاء في المملكة المتحدة سوف تؤدي الانتخابات في فرنسا إذا ما فاز المعكسر المتطرف إلى إشعال شرارة الفوضى السياسية والاقتصادية.