شعب مصر العظيم صاحب الإرادة القوية والذي لا يعرف الاستسلام.. غيّر الأوضاع وفرض واقعاً جديداً عندما أراد التغيير.. ثورة 30 يونيو 2013 كانت حدثاً فارقاً في تاريخ الوطن وخطوة جادة اتخذها الشعب لتغيير واقع سلبي أثر عليه وعلى هوية وطنه.. كانت ثورة تصحيح المسار التي أعادت هيبة الدولة واستعادت أمنها واستقرارها وتماسكها.. كانت ثورة منظمة لها أهداف مرتبة على عكس ثورة يناير التي تحولت من مظاهرات سلمية مشروعة إلى انفلات أمني وفوضى.
الشعب المصري مستعد أن يتحمل أي أعباء اقتصادية وأي عراقيل وظروف، مستعد أن يصبر عليها حتى يجتازها.. لكنه لا يقبل بتغيير هوية وطنه، في زمن الإخوان بدأت الهوية المصرية تتغير وهذا الأمر لم ولن يقبله المصريون أبدًا لذلك قام الشعب بثورته، وانحاز الجيش لإرادة الشعب الذي بدأ أولًا في قول كلمته وإعلان مطالبه ثم تحرك الجيش بعد ذلك لينفذ مطالب الشعب ويضع خارطة الطريق التي تضمن أمن واستقرار الوطن.. كان الجيش حاميًا لإرادة الشعب ووسيطًا لحل الأزمة بين الرئيس والشعب.
لا يمكن أن يغفل التاريخ دور الرئيس السيسي آنذاك عندما كان وزيرا للدفاع.. كان رمزًا للبطل الشجاع الذي خاطر بنفسه وتحمل مسئولية الاستجابة لمطالب الشعب ومن ثم وضع خارطة الطريق التي تضمن انتقال السلطة وتغيير الواقع غير المرغوب فيه وأمن واستقرار الوطن وتماسكه.. كادت مصر أن تدخل في نفق مظلم وتضيع هويتها ومؤسساتها لولا حماية الجيش للأمن الداخلي والخارجي.. مصر آنذاك واجهت تهديدات بإثارة البلبلة والفوضى من جماعة الإخوان المسلمين.. لكن بفضل الله ثم بفضل وعي الشعب وقوة الجيش تم إنقاذ الوطن واستعادة الدولة المصرية وهويتها التي لن تتغير.
حتى أراد الشعب أن الذي أنقذه واستجاب لمطالبه أن يرشح نفسه كرئيس للجمهورية وبدأنا معًا مشوار التجديد والتطوير والبناء والتعمير لبناء جمهورية جديدة.. مازلنا نواجه الكثير من التحديات خاصة الاقتصادية ولكننا نسير للأمام.. نبني جمهورية جديدة لا تقتصر على تطوير طرق أو مدن جديدة وإنما تشمل تطويراً عاماً وشاملاً في كل مجالات الحياة، فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وزراعيًا وصناعيًا واقتصاديًا وعسكريًا وطبيًا وأكاديميًا.. التغيير الذي يحدث في مصر الآن يجعلها تلبس ثوبها الجديد.. لن نرى نتائج كل هذا التغيير الشامل بين ليلة وضحاها وإنما مع الصبر والمثابرة سنحصد ثمار ما زرعناه وستصبح مصر من أكثر الدول تقدمًا وتطويرًا.. تحيا مصر.