- طارق الخولى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى حواره لـ"صدى البلد":
- حركة تمرد كانت فكرة براقة فى كيفية وجود وسيلة للتعبير عن إرادة المصريين
- جبهة الإنقاذ مثلت حالة من التجمع الوطنى من الرموز السياسية قبل 30 ثورة يونيو
- ثورة 30 يونيو قامت ضد حكم فاشٍ استخدم كل وسائل التخويف والقتل والتعذيب تجاه المصريين
- بعض حكومات الدول بنت أساسا لمكتسبات سياسية خاصة بهم على بقاء حكم الإخوان
- بعض حكومات الدول أخذت وعودا من الإخوان بتقزيم دور مصر فى المنطقة
- جماعة الإخوان كانت تراهن عن جهل فى عدم تدخل القوات المسلحة وانتصارها للشعب المصرى
- الإخوان اغتالوا الحسينى أبو ضيف بشكل مباشر فى أحداث قصر الاتحادية
- الفترة من 30 يونيو حتى 3 يوليو قررت مصير مصر للقرون القادمة
- تعامل القوات المسلحة مع ثورة 30 يونيو كان فى غاية الحكمة
- ثورة 30 يونيو نجحت فى التمهيد لصناعة آليات الحوار
قالطارق الخولى، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن“أهم ما يميز ثورة 30 يونيو عن باقى الثورات المصرية هو أنها فى اعتقادى ثورة تجمعت فيها كل أسباب قيام الثورات الشعبية، حيث كنا أمام رئيس وصل إلى حكم مصر، ويعد وفقا لوقائع كثيرة أنه رئيس خائن وتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى فى قضايا ووقائع تعد خيانة للدولة المصرية”.
وأكد الخولى، خلال حواره لـ"صدى البلد"، أن الإخوان هددوا بقتله وأسامة ياسين قال له: "أنت على قوائم الاغتيال، ديتك رصاصة لو شوفناك فى أى مظاهرة"، حيث جاء هذا التهديد بعد رفضه تنفيذ ما تطلبه جماعة الإخوان أو القضاء على الحركات الشبابية.
وإلى نص الحوار...
فى البداية ماذا تمثل لك ثورة 30 يونيو؟
على الرغم من مرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو، إلا أننا نشعر بأن أحداثها محفورة فى الأذهان والقلوب وفى النفوس، لدرجة أننا نشعر بأنها كانت بالأمس.
وبالنسبة للمشاهد التى لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة كثيرة، ولكننى أخص مشهدين، يتمثل المشهد الأول فى اعتداء ميليشيات جماعة الإخوان على المتظاهرين السلميين المعتصمين فى محيط قصر الاتحادية، حيث كشرت جماعة الإخوان عن أنيابها كتنظيم إرهابى وكميليشيات تنكل بالمصريين، فكان مشهد جلل يعبر عن أن مصر قد انزلقت فى هذا الوقت إلى حكم بغيض لجماعة إرهابية، وأن أى معارضة من جانب المصريين ستقابل بالعنف الشديد وبالقتل وبسفك الدماء وبالاعتداء بكل أشكال التجاوز والإهانة وامتهان كرامة المصريين.
أما عن المشهد الآخر، فكان يتمثل فى مشهد انتصار ثورة 30 يونيو فى خطاب 3 يوليو عام 2013، والذى ألقاه فى وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، والذى تلا فيه إنفاذ إرادة المصريين وأعلن انتصار الثورة فى مواجهة حكم مرشد الإخوان البغيض، وبالتالى كانت هذه لحظة الانتصار، وكان هذا المشهد الذى لا يمكن أن يمحى من الذاكرة وهو مشهد انتصار الثورة وإنفاذ إرادة المصريين.
ما أهم مايميز ثورة 30 يونيو عن باقى الثورات المصرية؟
ونحن ننتبع تاريخ الثورات المصرية سنجد أن معظم الثورات قامت ضد الاحتلال عبر الأزمان، وأن هذه الثورات قامت أيضا ضد حكام انحرفوا عن المسار الوطنى.
ولكن ما يميز ثورة 30 يونيو عن باقى الثورات المصرية هو أنها فى اعتقادى ثورة تجمعت فيها كل أسباب قيام الثورات الشعبية، حيث إننا كنا أمام رئيس وصل إلى حكم مصر، ويعد وفقا لوقائع كثيرة أنه رئيس خائن وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى فى قضايا ووقائع تعد خيانة للدولة المصري ، كما أن هذه الثورة قامت فى مواجهة من تستروا خلف الدين واستخدموه لإحراز المكاسب السياسية، حيث إنه لأول مرة فى تاريخ مصر نجد حكاما يستخدمون الدين لاستهداف المصريين وللنيل منهم ونعتهم بالكفر، ولمحاولة القبض على زمام الأمور السياسية فى مصر من خلال استخدام الدين، وهذا كان خطأ شديدا لأن مصر دولة التسامح والتعايش كانت تندفع دفعا نحو التطرف والشرذمة والتصنيف والبعد عن المواطنة.
كما أن ثورة 30 يونيو قامت ضد حكم فاشٍ استخدم كل وسائل التخويف والترويع والقتل والتعذيب تجاه المصريين لإحباط حركتهم فى مواجهة ظلم جماعة الإخوان وفاشيتها، وهذا الحكم قام من أجل الحفاظ على مصير مصر لمئات السنوات، وفى ظل كل ذلك فإننى أعتقد أن باكورة ثورة 30 يونيو يمكن وصفها بأنها ثورة الهوية المصرية، وكل ذلك يندرج تحت الهوية المصرية، حيث انتفض المصريون من أجل الحفاظ على هويتهم، وبالتالى فإن ما يميز ثورة 30 يونيو أنها ثورة قامت بالأساس من أجل إستعادة والحفاظ على الهوية المصرية.
كيف كان دور جبهة الإنقاذ فى ثورة 30 يونيو؟
جبهة الإنقاذ كان لها دور محورى فى أنها مثلت حالة من التجمع الوطنى من الرموز السياسية الوطنية فى هذا التوقيت، حيث كان ذلك مهما جدا فى وجود حراك سياسى جامع وقوى ومؤثر فى مواجهة إجرام جماعة الإخوان وكل ما يمكن أن نوصفه بالبلطجة فى الممارسة السياسية من جانب جماعة الإخوان التى كان من أبرزها إصدار الإعلان الدستورى الذى وضع الرئيس المعزول محمد مرسى فوق كل السلطات وكل المؤسسات، وساعد من خلاله جماعة الإخوان لإرساء حالة من الإستبداد الكامل والسيطرة الكاملة على كل مؤسسات وسلطات الدولة المصرية.
وبالتالى، فإن جبهة الإنقاذ الوطنى لعبت دورا محوريا ورئيسيا وأساسيا بالتوازى مع الحراك الذى حدث فى الشارع من خلال حملة تمرد، حيث إنهما كملا بعضهما البعض سياسيا وشعبويا فى الوصول إلى الحراك نحو ثورة 30 يونيو.
ماذا عن حركة تمرد ودورها فى ثورة 30 يونيو؟
حركة تمرد كانت فكرة براقة للغاية فى كيفية وجود وسيلة للتعبير عن إرداة المصريين جميعا، وبالتالى تبقى حركة تمرد باستمارتها واحدة من الأفكار الملهمة فى التعبير عن إرادة المصريين بشكل جماعى، وتجمع المصريون حول هذه الاستمارة ليحدثوا حراكا ثوريا عظيما، وتكون الباكورة والشرارة لثورة 30 يونيو.
هل كنت تتوقع نجاح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية؟
على الرغم من اطمئنان الإخوان وتصريحاتهم الكثيرة عن الاستمرار فى الحكم، وحتى فى الغرف المغلقة كانوا يتحدثون عن البقاء فى حكم مصر لمئات السنوات، وعلى الرغم من محاولات تصدير حالة طمأنينة من جانب جماعة الإخوان لعدم انتصار الثورة وعدم انحياز القوات المسلحة المصرية للمصريين، إلا أن جماعة الإخوان باعتبارهم من أهل جهل ولايقرأوا التاريخ بأن هذا الجيش هو جيش الشعب، ودائما الشعب والجيش يد واحدة فى مواجهة أى طرف يطغى على المصريين.
وفى الحقيقة أنا لم أشك لحظة فى نجاح المصريين فى ثورتهم، لأن المصريين دائما متفردون، على الرغم من أن حولنا دول لا تزال غارقة فى الفوضى ولم يستطيعوا مواجهة الكيانات المتطرفة داخل هذه الدول، وما زالت تعكر صفو وتقدم هذه الدول، إلا أن إرادة المصريين صلبة للغاية، فإذا عزم المصريون على شيىء فلن يستطيع أحد إيقافهم.
ومن هذا المنطلق كان لدى إيمان عميق بأن ثورة 30 يونيو ستنجح وأن المصريين سينتصرون على هذه الجماعة الفاشية ونستعيد مصرنا بعد ما سلبوها وحاولوا أن ينالوا من هويتها وعظمتها، إلا أن المصريين استطاعوا فى النهاية أن ينتصروا.
حدثنا عن دورك فى المشاركة فى ثورة 30 يونيو؟
من قبل ثورة 30 يونيو وكنت فى الشارع يوم 28 يونيو، حيث كانت جمعة الإنذار الأخير، وفى هذا اليوم أخذت علم مصر ونزلت إلى ميدان رابعة العدوية فى مدينة نصر وهتفت “تحيا مصر” و"يسقط حكم المرشد"، حيث بدأت جماعة الإخوان الاحتشاد فى مسجد رابعة العدوية، استعدادا لمواجهة ميدان التحرير ومواجهة المصريين فى محيط قصر الاتحادية.
وحينما هتفت “تحيا مصر” ويسقط حكم المرشد فى ميدان رابعة العدوية، وفى هذه اللحظة خرج بعض عناصر جماعة الإخوان من مسجد رابعة العدوية ونظروا إلى شذرا، وكانت أعينهم كلها تسعى للفتك بى، ولكنه كما يبدو لم يكن لديهم تعليمات حتى هذه اللحظة بالاشتباك مع أى أحد، ثم استمريت فى هذا اليوم مرورا بـ 30 يونيو ثم فى 3 يوليو كنت فى محيط قصر الاتحادية، واستمعت إلى الخطاب الذى عبر عن انتصار الثورة وما تلا ذلك من جمعة التفويض وغيرها من الدعوات والمشاركات التى كانت تهدف إلى مواجهة إرهاب الجماعة وإلى دعم المرحلة الانتقالية.
هل تلقيت أى تهديدات خلال فترة حكم جماعة الإخوان؟
الإخوان هددوا بقتلى وأسامة ياسين قال لى "أنت على قوائم الاغتيال، ديتك رصاصة لو شوفناك فى أى مظاهرة"، حيث جاء هذا التهديد بعد رفض تنفيذ ما تطلبه جماعة الإخوان أو القضاء على الحركات الشبابية، وبالفعل بدأ هناك شباب يتم اغتيالهم داخل المظاهرات مثل الصحفى الحسينى أبو ضيف والذى تم اغتياله بشكل مباشر، حيث كان معى بفترة قصيرة قبل أحداث الاتحادية وكان يشعر بالموت، حيث إنه كان مقبلا على الحياة ومتفائلا على الرغم من أن الوضع حوله لم يكن يدعو إلى التفاؤل، ولكن كان يرى أن غدا أفضل رغم أنه كان مهموم بالوضع داخل مصر.
ماذا تمثل لك الفترة من 30 يونيو وحتى 3 يوليو عام 2013 فى تاريخ مصر؟
أرى دائما أن الفترة من 30 يونيو حتى 3 يوليو قررت مصير مصر ليس للعقود القادمة فحسب، ولكن للقرون القادمة، وأنه لا قدر الله لو لم ينجح المصريون فى هذه الأيام القليلة فى انتصار ثورتهم، لظلت هذه الجماعة الفاشية جاثمة على أنفاس مصر وارتكبت المجازر فى مواجهة الثوار والمصريين وارتكبت أبشع الجرائم، وأعتقد أنه فى هذا الوقت ستكون مصر فى نفق الضياع.
وبالتالى فإن هذه الأيام المعدودة كانت أيام النصر وأيام استشراف المستقبل وأيام الحفاظ على مصر وأيام الانتصار لبلدنا الغالية وحمايتها من حكم فاشٍ ومظلم وظالم ومعتدٍ لا يعرف رحمة أو وطنية.
كيف ترى تعامل القوات المسلحة مع ثورة 30 يونيو؟
فى الحقيقة أن تعامل القوات المسلحة مع ثورة 30 يونيو كان فى غاية الحكمة، حيث إنه من قبل ثورة 30 يونيو كان المصريون ينظروا دائما إلى القوات المسلحة على أنها عامل الحسم فى الثورة فى إنفاذ إرادة المصريين، وبالتالى إذا لم تتدخل القوات المسلحة فى ثورة 30 يونيو فلم يكن ليتم إنفاذ إرادة المصريين.
كما أن جماعة الإخوان كانت تراهن عن جهل فى عدم تدخل القوات المسلحة وانتصارها للشعب المصرى ووقوفها بجوار الشعب المصرى، وحماية المتظاهرين والمصريين من بطش جماعة الإخوان، وهذا ينم عن الجهل الشديد من جماعة الإخوان بتاريخ مصر وبجهل شديد بتكوين القوات المسلحة التى هى جزء من الشعب المصرى.
كما أننى أنظر بإجلال شديد واحترام وتقدير لدور القوات المسلحة فى الانحياز للمصريين وحكمتها الشديدة فى التعامل مع الأمور فى هذا التوقيت واتخاذها كل التدابير والإجراءات التى أعطت لجماعة الإخوان كل الفرص لإمكانية الإصلاح ولكل الأطراف السياسية لإمكانية الحصول على فرص أخيرة فى إصلاح حقيقى بعيدا عن التطرف واللاوطنية وكل هذه الأمور.
وبالتالى فإن الإدارة والحكمة الشديدة للقوات المسلحة فى التعامل خلال هذه الفترة تدرس وذات فاعلية وحكمة واسعة، كما أن القوات المسلحة كانت عامل الحسم فى ثورة 30 يونيو بانحيازها لإرادة الجماهير وإنفاذها لإرادة المصريين.
ماذا تمثل لك دعوة يوم التفويض 26 يوليو عام 2013؟
دعوة 26 يوليو عام 2013 يوم التفويض كانت مهمة للغاية، وأعتقد أن هذا اليوم كان الأكثر عددا، حيث كان عدد الحضور فى ميادين الثورة ضخما للغاية، وكان يعبر عن إرادة المصريين فى أن يكونوا يد واحدة فى مواجهة الإرهاب، وكان مهما جدا أن تكون هناك رسالة معنوية وسياسية وشعبوية لتفويض القائد العام للقوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب.
وبالتالى كانت هذه رسالة قوية جدا بأنها رسالة وحدة فى مواجهة جماعة الإخوان ومواجهة إرهابهم والذى كان فى هذا التوقيت يحاول أن يحبط نجاح ثورة 30 يونيو، وأن يدخل مصر فى حروب واقتتال داخلى يفشل إنفاذ إرادة المصريين وانتصارهم فى هذه الثورة.
كيف رأيت دور الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى وقتها فى ثورة 30 يونيو؟
فى وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى قام بدور تاريخى بإدارته لهذه الأمور بشكل فيه حكمة شديدة، بالإضافة إلى انحيازه والقوات المسلحة واستماعهم إلى زئير وهتافات الشعب المصرى فى مواجهة جماعة الإخوان الفاشية، وبالتالى فإن هذا الدور لن ينساه التاريخ أبدا وسيظل محفورا فى التاريخ المصرى وذاكرة مصر كدور شجاع، حيث إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى وقتها لم يهب كل نعرات الإرهاب والوعيد التى مارسها الإخوان فى هذا التوقيت ومحاولات إرهاب كل الأطراف لمحاولة إبعادهم عن تأييد الشعب المصرى وعن الوقوف بجواره.
وماذا عن دور المستشار عدلى منصور فى الحقبة ما بعد ثورة 30 يونيو خلال توليه رئاسة مصر بشكل مؤقت؟
المستشار عدلى منصور له دور تاريخى فى إدارة المرحلة الانتقالية الحساسة بمنتهى الاقتدار والحكمة والثبات والوطنية، حيث إنها كانت أيام صعبة للغاية وحساسة ومريرة، كما أن المستشار عدلى منصور هو فى الأساس رجل عدل وقضاء، وبالتالى فإن توليه هذه المسئولية الصعبة فى مرحلة حساسة للغاية كانت أيضا مهمة وطنية محفورة فى ذاكرة التاريخ المصرى، ولذلك فإنه له خالص الشكر والتقدير والتحية والامتنان.
لماذا رفض شباب الثورة الاستفتاء على بقاء جماعة الإخوان الإرهابية؟
بالتأكيد أن شباب الثورة فى هذا التوقيت والشعب المصرى رفض الاستفتاء على بقاء جماعة الإخوان الإرهابية، وأساس ذلك وسببه أن الاختلاف مع جماعة الإخوان ليس اختلافا سياسيا ولكنه اختلاف على أساس وطنى بحت، خاصة أن هذه الجماعة لا تؤمن بفكرة الوطن ولا تؤمن بفكرة مصر، وبالتالى فهى تخرج عن فكرة أنها فصيل وطنى مصرى، وبالتالى كان هذا السبب الذى على أساسه رفض شباب الثورة وفى القلب من الشعب المصرى وجود أى استفتاء على جماعة الإخوان وإنما وجوب رحيل محمد مرسى ورحيل حكم المرشد وجماعته الجاثمين على حكم مصر لأنها جماعة غير وطنية ولا تؤمن بفكرة الوطن المصرى، وإنما وطنهم هو الجماعة، ولا يكترثوا لفكرة ضياع مصر أو انهيارها أو المساس بها إذا كان ذلك أحد سبل نجاح جماعة الإخوان أو بقائها.
وفى الحقيقة هذا هو السبب الرئيسى الذى على أساسه رفض المصريون الاستفتاء على بقاء مرسى أو بقاء هذه الجماعة غير الوطنية.
لماذا لم تعترف الدول بثورة 30 يونيو رغم احتشاد ملايين المصريين فى الميادين؟
فى الحقيقة فى هذا التوقيت وعلى الرغم من احتشاد الملايين من المصريين فى الميادين، وعلى الرغم من انتقال الصور إلى العالم كله إلا أن هناك حكومات بعض الدول التى قاومت إنفاذ إرادة المصريين ولم تعترف بثورة 30 يونيو وغضت البصر عن الملايين من المصريين المحتشدين فى الميادين لإزاحة حكم الجماعة، فإن ذلك كله كان لأهداف سياسية، لأن بعض الحكومات بنت أساسا لمكتسبات سياسية خاصة بهم على بقاء حكم جماعة الإخوان، وأخذت بعضها وعودا من جماعة الإخوان بهدف تقزيم دور مصر فى المنطقة وتبعية مصر إلى بعض الدويلات سياسيا أو بعض الدول فى المنطقة أو على المستوى الدولى أو تقديم بعض التنازلات فى قضايا إقليمية معينة، وكل ذلك قدمته جماعة الإخوان فى محاولة للحفاظ على دعم بعض الدول وحكومات الدول الكبرى لها، وكان ذلك رهان الإخوان على بقاء هذه الحكومات لكى تدعمها فى مواجهة المصريين.
لكن من جانب الجهل الشديد لجماعة الإخوان وأعضائها، فإن الشعب المصرى كان قادرا على إنفاذ إرادته رغما عن أن أى طرف، وأنه لن يستطيع أحد أيا كان طرف دولى أو دولة كبرى أن تملى إرادتها على إرادة المصريين.
وبالتالى فإننى أعتقد أن ثورة 30 يونيو عبرت عن استقلال القرار الوطنى المصرى فى مواجهة كل الأطراف لدول إقليمية وكبرى فى العالم كانت تسعى بكل الطرق لإحباط إنفاذ إرادة المصريين ولدعم جماعة الإخوان من أجل خطط واستراتيجيات وضعت كمكتسبات على حساب السياسة الخارجية المصرية وعلى حساب دور ومكانة الدولة المصرية فى الإقليم والعالم.
ما هى أهم مكاسب ثورة 30 يونيو؟
ثورة 30 يونيو وما بعدها ساهمت بما قدمه المصريون من تضحيات من المدنيين وأبناء الجيش والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم فى الحرب ضد الإرهاب، واستطاع المصريون بعد عدة سنوات إرساء الاستقرار والأمان داخل ربوع مصر بالكامل والقضاء على الإرهاب، وتجسد ذلك فى توقف كل العمليات الإرهابية وقدرة المصريين على بسط حالة من الأمان الكامل على ربوع مصر.
والحقيقة أن ثورة 30 يونيو وما تبعها من تضحيات ساهمت بشكل كبير جدا فى القضاء على جماعة الإخوات وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، لكننى أعتقد أننا ما زلنا فى حاجة إلى تجديد الخطاب الدينى بهدف القضاء تماما على أى نبت أو جذور لهذه الجماعة الإرهابية أو أى تنظيم إرهابى من خلال المواجهة الفكرية وبالقدرة على تجديد الخطاب الدينى، وهو أمر هام للغاية للقدرة على القضاء على الإرهاب تماما وكل أشكال التطرف وكل أشكال استغلال الدين لإحراز المكاسب السياسية.
وخلال 11 عاما، استطاع المصريون أن يصنعوا الكثير بتثبيت مؤسسات الدولة فى وجود أكثر من استحقاق انتخابى وبناء المؤسسات وتثبيتها وتثبيت أركان الدولة المصرية، وبالتالى نجح المصريون فى استعادة دولتهم والحفاظ عليها فى ظل منطقة وعالم يموج بالصراعات والانقسامات.
ولذلك فإننى أوجه التحية للشعب المصرى الذى استطاع عبر كل زمان أن يصنع المعجزات وأن يحافظ على دولته وبلده وأرضه ضد أى معتدٍ.
كيف تم توثيق أحداث ثورة 30 يونيو؟
أعتقد أن ثورة 30 يونيو تم توثيقها من خلال كتابات الكثيرين والعديد من المقالات واللقاءات الحوارية ومن خلال اللقاءات الخاصة ببعض الأفلام الوثائقية، وسنجد أن مجلة “المصور” أجرت العديد من الحوارات عبر 11 عاما من الثورة، وأعتقد أن لديها أرشيفا كبيرا من التأريخ لهذه الثورة العظيمة، بالإضافة إلى أنه كان هناك دور كبير للعديد من القنوات ووسائل الإعلام.
وأرى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لديها دور كبير من خلال إطلاق قناة الوثائقية وغيرها من القنوات فى التركيز على التأريخ لثورة 30 يونيو، ولذلك فإننى أرى أن هناك مواد كثيرة متاحة من العديد من الشخصيات ومن شهود العيان ومن المشاركين فى هذه الثورة.
وأعتقد أن هناك دورا على كبار المؤرخين والكتاب أن يصيغوا كتابات مجمعة أو من خلال بعض الوثائقيات المجمعة لكل تفاصيل ثورة 30 يونيو، وأرى أن هناك جهود كثيرة تمت فى التأريخ لثورة 30 يونيو، لكننا ننتظر دائما المزيد من التوثيق والكتابات والمواد الفيلمية والوثائقية.
فى النهاية كيف مهدت ثورة 30 يونيو لصناعة آليات الحوار؟
أرى أن ثورة 30 يونيو كان لها تبعيات من تثبيت مؤسسات الدولة وبعد ذلك صناعة آليات الحوار، والتى بدأت بإطلاق المؤتمر الوطنى للشباب وما تلاه من إطلاق منتدى شباب العالم، وكل هذه كانت وسائل مختلفة للحوار، ثم الوصول إلى إطلاق الحوار الوطنى.
وبالتالى فإن اتخاذ الجمهورية الجديد الحوار الوطنى كالية لمعالجة جميع التحديات والقضايا فهو شىء مهم للغاية فى إدارة المصريين لأنفسهم فى القدرة على صناعة حاضر ومستقبل يسوده مساحات مشتركة من التفاهم والتعايش ومن تقرير المصير.