متى يوم عاشوراء 1446 وما حكم صيامه؟ سؤال يكثر البحث عنه مع اقتراب العام الهجري 1445 على نهايته والاستعداد لعام هجري جديد، وبداية شهر محرم 1446، وفي السطور التالية نرصد موعد يوم عاشوراء بالميلادي والهجري.
متى يوم عاشوراء 1446
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري. ويحتفل به في العالم الإسلامي وله أهمية كبيرة في الثقافة الإسلامية، فهو يوم نجا الله سبحانه وتعالى فيه الكليم موسى عليه السلام من فرعون، وصيامه سنة رفقة يوم تاسوعاء أو منفردا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فيما يصادف يوم عاشوراء بحسب المعتقد الشيعي يصادف الذكرى المؤلمة لاستشهاد الإمام الحسين بن علي، في معركة كربلاء في العراق عام 680م.
ويصادف يوم عاشوراء في التقويم الهجري اليوم العاشر من شهر محرم. وبشكل عام موعد يوم عاشوراء في التقويم الهجري يختلف من عام إلى آخر حيث يتأثر بحركة القمر. وبحسب التقويم الهجري فإن يوم عاشوراء لعام 2024 ميلادي سيوافق يوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، فوفقًا للحسابات الفلكية، من المتوقع أن يكون موعد السنة الهجرية الجديدة 1446 وغرة شهر محرم يوم الأحد 7 يوليو 2024 أو الاثنين 8 يوليو بالتقويم الميلادي.
فضل يوم عاشوراء
ثبت في فضائل عاشوراء أن الله تعالى جعله زمانًا لقبول التوبة وإجابتها؛ فعن علي رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ»، رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والترمذي في الجامع وحسنه، والدارمي في السنن، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا: «هَذَا يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ؛ فَاجْعَلُوهُ صَلَاةً وَصَوْمًا»، يعني يوم عاشوراء، أخرجه الحافظ أبو موسى المديني وحسَّنه.
وفيه تاب اللهُ تعالى على سيدنا آدم عليه السلام، وفيه أُهبِط إلى الأرض؛ كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعُبَيْد بن عُمَيْر، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم من السلف، مضيفة: وجاء في أحاديث وآثار أخرى أن عاشوراء هو اليوم الذي فيه تاب اللهُ على سيدنا يونس عليه السلام، وفيه تاب على قومه، وفيه أَمَر بني إسرائيل بالتوبة.
وكان الحنفاء يدلون أهل الجاهلية على التوبة من الذنوب العظام في يوم عاشوراء؛ فعن دَلْهَمِ بن صالح الكِنْدي قال: سألتُ عكرمة عن صوم يوم عاشوراء؛ ما أمرُه؟، قال: أذنَبَتْ قريشٌ ذنبًا في الجاهلية، فعَظُمَ في صدورهم، فسألوا: ما تبرئتهم منه؟ قالوا: صوم يوم عاشوراء؛ يوم عشر من المحرم.
وعن الأسود بن يزيد؛ قال: سألتُ عُبَيْدَ بن عُمَيرٍ عن صوم عاشوراء، فقال: إنَّ قومًا أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم، فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائمٌ فافعل.. أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار.
حكم صيام يوم عاشوراء 1446
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب السَّنَة التي قبله؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء". أخرجه مسلم في "صحيحه".
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم.