قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نجاة عبد الرحمن تكتب: وصلة ردح أمريكاني

×

نظمت أول أمسِ شبكة CNN مناظرة بين الرئيسين الأمريكيين السابق والحالي، دونالد ترامب وجو بايدين، تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر المقبل، وتعد تلك أول مناظرة من نوعها تتم بين رئيسين حالي وسابق فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وتنظمها شبكة إخبارية.

بعد مشاهدتي تلك المناظرة ومعرفة الديمقراطية الأمريكاني على أصولها حمدت الله على ما يطلق عليه القمع والقهر العربي، أتضح أننا كمصريين قمعيين من وجهة نظر بلد الردح اقصد بلد الديمقراطية وجدت إننا أكثر تحضرا ورقيا من الديمقراطية الأمريكاني، أكتشفت المعنى الحقيقي للديمقراطية الأمريكاني التي تنادي بها أمريكا و تهدد دول العالم من أجل الامتثال لها لتتبع نفس نهجها واتضح أننا غير مدركين للمعنى الحقيقي لتلك الديمقراطية و أتضح أننا كنّا نطبقها بشكل خاطىء جدا وكان يجب علينا إتباع أسلوب الردح و الشرشحة و فرش الملايا كما يقال بأحياء مصر القديمة منطقة تحت الربع، بالرغم من أن تلك الأحياء لم تصل بعد لمستوى الردح الأمريكاني.

كشفت وصلة الردح الأمريكاني أقصد المناظرة عن قيام جو بايدين بدعم إسرائيل دعم مطلق وغير مشروط وتزويدها بقنابل إبادة جماعية تجرمها القوانين الدولية من أجل إفناء الشعب الفلسطيني ومحو اسم فلسطين من خريطة الوطن العربي، تحت زعم القضاء على حماس.

تبادل زعيما الدولة العظمى الاتهامات فيما بينهم في صورة توضح مدى التحضر الذي تنعم به الولايات الأمريكية على طريقة حي بولاق، وجه دونالد ترامب الاتهامات لجو بايدين بأنه وقف خلف نشوب الحرب الاوكرانية الروسية وتوقف سلاسل الإمداد و ارتفاع معدل التضخم و أدخل العالم لشبح حرب عالمية ثالثة بسبب دعمه لاسرئيل على حساب غزة و دعم أوكرانيا على حساب روسيا.

وفى المقابل قام جوبايدين بفرش الملايا و تنظيم وصلة ردح لترامب و تحدث حول علاقاته النسائية بسيدة سيئة السمعة على طريقة الردح في الأفلام العربية القديمة عندما تقوم خناقة بين سيدة و أخر فتقول له يا فلاتي يا بتاع ال..... "

وصلة ردح لم تشهد دول العالم مثلها في آى سباق انتخابي ولا حتى انتخابات رئيس مراجيح المولد النبوي، و قام الرئيسان بتحقيق المثل الشعبي الذي يقول "إذا اختلف اللصوص ظهرت المسروقات، ومشفوهمش وهما بيسرقوا سمعوهم و هما بيتحاسبوا "

الحقيقة انه علينا كمصريين وعلى كل بلاد العرب الفخر بأخلاقهم و تقاليدهم و احترام قادتهم لتاريخ بلادهم و الظهور دوما بمظهر متحضر من أجل الارتقاء بأوطانهم.

بالرغم من جهود الحملة الانتخابية الخاصة به ومحاولاتهم إعداده وتحضيره لهذه اللحظة، ظهر جوبايدين خلال المناظرة مع دونالدترامب ضعيف و هزيل و يعاني أمراض الشيخوخة و ضعف في الصوت والأداء والسير وعدم قدرته على الوقوف مدة، بجانب عدم قدرته على التركيز والتفرقه بين إجابات الأسئلة، حيث كان يقوم بالإجابة على السؤال إجابة سؤال آخر، في صورة تفضح الديمقراطية الأمريكية وسعيها لتمكين الشباب، كما سبق نادت وطالبت الدول العربية وتدخلت في شئونهم الداخلية تحت زعم تمكين الشباب، فيما يبدوا أن تمكين الشباب لدى أمريكا داخل أراضيها يبدأ بعد الثمانين عاما، بينما داخل الدول العربية يبدأ منذ لحظة كتابة شهادة ميلاد الرضيع.

فالحقيقة أنا معجبة جدا بتمكين الشباب الأمريكاني جوبايدين البالغ من العمر 81 عاما ودونالدترامب البالغ من العمر 79 عاما وتشجيعهم على خوض سباق الانتخابات الرئاسية، حقا الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتمكين الشباب و تفسح المجال أمام الشباب و رفعت شعار لا لدولة العواجيز، فمن و جهة النظر الشباب الأمريكاني يبدأ بعد التسعين.

اعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن تلك المناظرة لم تكن فى صالح جوبايدين ولا دونالد ترامب بل أظهرت حقيقة الوضع والمأساة التي يعيشها الشعب الأمريكي بأنه أصبح مجبرا على الإختيار بين عجوز مخرف وبين مجرم مسن ولا خيار ثالث.

وأتوقع أن تحدث مصادمات بين أنصار المرشحين قد تصل لحد استخدام " الشوم " و السنج و المطاوي على غرار ما يحدث في أي مشاجرة في أصغر حارة في حي شعبي بين مجموعة من البلطجية، لان ما حدث بالمناظرة أظهر الوجه الحقيقي لأمريكا و طريقة تفكير حكامها سواء السابق و الحالي و لا تبعد كثيرا عن أى مشاجرة في حارة شعبية، لأتطهر أي نوع من التحضر و الرقي و الديمقراطية التي صدعتنا بها جهارا نهارا ونصبت نفسها وصية على العالم و مارسوا البلطجة ضد الوطن العربي و خربوا بعض دواله تحت زعم محاربة الديكتاتورية و ترسيخ قواعد الديمقراطية.

علينا جميعا أن نحمد الله على نعمة الديكتاتورية العربية بعد مشاهدة الديمقراطية الأمريكية.