أكد الكاتب الصحفي ماجد منير، رئيس تحرير جريدة الأهرام، أن مفهوم الثورة المتفق عليه بين خبراء السياسة، هي تغيير الواقع السياسي وإسقاط نظام حكم معين، مشيدا بالموقف الشجاع للبطل الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنقاذ مصر من حكم الجماعة الإرهابية.
وأوضح ماجد منير، في مقاله المنشور بجريدة الأهرام، أن ثورة 30 يونيو بقيادة الزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي، غيرت مجرى الحياة فى مصر بحماية الجيش العظيم، الذى جعل من مصالح الشعب، والوقوف على أمنه وأمانه دستورا لا يحيد عنه.
وإلي نص مقال رئيس تحرير جريدة الأهرام :
لم يتوصل خبراء السياسة إلى تعريف واضح، وصريح، وجامع، ونهائى للثورة، ولكنهم اتفقوا على مفهوم مشترك يرى أنها ــ أى الثورة ــ هى خروج معظم أفراد شعب ما بشكل مفاجئ طلبا لتغيير الواقع السياسي، أو الاقتصادى، أو الاجتماعي، وإسقاط نظام حكم معين.
وبمعنى أدق، لا يوجد نموذج موحد للثورات، إنما هى حالات انفجار، لا يمكن التحكم بها، وقوتها بحجم الطاقة المحتبسة بها، وهو ما حدث تفصيليا فى ثورة 30 يونيو 2013، عندما ضاق الشعب بحكم جماعة الإخوان الإرهابية ومرشدها، وانعزال الوطن عن كل ما حوله، وتدهور الأمور بشكل متسارع، والعودة إلى الوراء سنوات، وتعدد الأزمات، وسوء الأوضاع، فكان الخروج الكبير إلى الشوارع فى واحدة من أهم عشر ثورات فى تاريخ العالم؛ طلبا لاسترداد وطن كاد يضيع، والإبقاء على الهوية التى أوشكت أن تختفي، والأمن الذى صار حلما بعيد المنال.
ولم يجد القائد والزعيم عبدالفتاح السيسى مفرا لإنقاذ البلاد من ويلات حرب أهلية إلا أن ينتصر للشعب الثائر، الغاضب الذى يشارف على الانفجار، فطلب تفويضه لتحقيق مطالب الشعب، وهو ما تم فى ساعات، ليدعو الحارس الأمين المواطنين إلى الخروج، باعثا لهم رسالة أمان واطمئنان، ومتعهدا بحمايتهم ممن يريدون أن تضل البلاد الطريق، ويوجهونها بفعل فاعل، ومساعدة أعداء الخارج لمصالحهم المريضة، فانطلقت الثورة التى غيرت مجرى الحياة فى مصر بحماية الجيش العظيم، الذى جعل من مصالح الشعب، والوقوف على أمنه وأمانه دستورا لا يحيد عنه.
وإذا كانت ثورة 30 يونيو أخذت من ثورة 1919 معانى الخروج على الظلم، والوحدة بين كل أطراف الأمة وطوائفها، فإنها أخذت من ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة روائعها وإنجازاتها التى تصدت لانتشار الفقر والجهل، وأحدثت نقلة لن يغفلها التاريخ فى أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقضت على الظلم، ونشرت العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى المشـروعات الكبرى التى تمثلت فى زيادة الرقعة الزراعية، وتحقيق نهضة فى مجال صناعة الحديد والصلب والكيماويات والدواء والإنتاج الحربى، والتعدين والبتروكيماويات، مع مشروع عملاق، هو الأهم فى تاريخ مصر الحديث، وهو السد العالى، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية لأهل الريف.
وما تشهد مصر منذ 11 عاما من نهضة حقيقية أشبه بالإعجاز، برغم العراقيل العالمية والإقليمية الصعبة، يؤكد أن ثورة 30 يونيو ما هى إلا امتداد لثورة 23 يوليو فى هدفها الشريف، وهو بناء دولة حديثة وعصرية، لها مكانتها بين الأمم المتقدمة من خلال البناء والتنمية، وتحقيق آمال الشعب فى حياة كريمة، رغم تحديات ما بعد الثورة، ومحاولات كسر إرادتها.
لم يتوقف الرئيس السيسى، الذى قبل المهمة الصعبة، ونزل على رغبة الشعب فى ترشيح نفسه للرئاسة، عن العمل الجاد المستمر، متحديا كل الصعاب، ودارت عجلة الإنجاز بكل ركن فى بر مصر المحروسة من أجل غاية عظيمة، لم يكن يتخيلها أكثر المتفائلين، وهى تأسيس جمهورية جديدة، يعيش فيها المصريون فى أمان ورخاء حياة كريمة لا تقل أهمية عن مثيلتها فى الدول المتقدمة، وتأخذ بكل أسباب النقلة التكنولوجية التى سبقنا إليها كثيرون، ونحن لا نبالي، ونشغل أنفسنا بأمور فرعية لن تفيد فى شيء، بل تحيطنا بأضرار ما كان سيدفع ثمنها إلا أجيال المستقبل.