أدت الأحداث الأخيرة، بما في ذلك المناظرة الرئاسية الأميركية والانتخابات المبكرة المقبلة في فرنسا، إلى زيادة جرأة القوى القومية التي تهدد حلف شمال الأطلسي والدفاع عن أوكرانيا.
ووفقا لتحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يبدو أن الرئيس جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكلاهما من الشخصيات الرئيسية في هذه الجهود الدولية، معرضان للخطر بشكل متزايد.
أداء بايدن في المناظرة يثير ذعر الديمقراطيين
أثار أداء بايدن في المناظرة الأخيرة، حيث تنافس ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، قلق الديمقراطيين. وتتزايد المخاوف بشأن قدرته على مواصلة قيادة الهجوم ضد ترامب، وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر. وتمتد حالة عدم اليقين هذه إلى ما هو أبعد من الولايات المتحدة، فتؤثر على الاستقرار الدولي.
ماكرون يواجه تحدياً سياسياً داخلياً
في فرنسا، دعا ماكرون إلى إجراء انتخابات برلمانية، وهو ما فاجأ الكثيرين. وتأتي هذه الخطوة في وقت من المحتمل أن يكتسب فيه حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة مارين لوبان، قوة كبيرة.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب لوبان يستعد لتحقيق أداء قوي، مما قد يؤدي إلى سيطرة التجمع الوطني على مكتب رئيس الوزراء والمناصب الوزارية الرئيسية.
الآثار المترتبة على حلف شمال الأطلسي والوحدة الأوروبية
يشكل الصعود المحتمل لحزب التجمع الوطني تهديدا خطيرا لرؤية ماكرون لأوروبا الموحدة القادرة على الدفاع عن نفسها. ولم يستبعد ترامب خلال المناظرة إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي في حال إعادة انتخابه.
قد أكد ماكرون على الحاجة إلى أوروبا أكثر استقلالية وسيادة، وخاصة في ضوء حالة عدم اليقين المحيطة بالتزامات أميركا في المستقبل.
آراء الخبراء والتحليل السياسي
وصف آلان دوهاميل، الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي البارز، قرار ماكرون بأنه "رهان خطير" يبدو الآن أنه يتجه نحو الفشل. وقد يؤدي صعود حزب لوبان المتشكك في أوروبا إلى الحد بشدة من قدرة ماكرون على تعزيز أجندته الدولية.
يُظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Ifop-Fiducial أن حزب ماكرون يتخلف بشكل كبير عن حزب التجمع الوطني.
الزخم القومي في أوروبا
حذرت مجموعة من الدبلوماسيين الفرنسيين تحدثت معهم نيويورك تايمز، من أن انتصار اليمين المتطرف سيشير إلى إضعاف فرنسا ويدعو إلى العدوان على أوروبا، بما في ذلك من روسيا. وقد أعرب الكرملين عن اهتمامه بصعود اليمين المتطرف في فرنسا، وسلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية.
سياق أوروبي أوسع
يواجه المستشار الألماني أولاف شولتز أيضًا تحديات مع الاقتصاد المتعثر وحزب اليمين المتطرف الصاعد. إن الضغوط المشتركة على فرنسا وألمانيا، حجر الزاوية في الاتحاد الأوروبي، تهدد استقرار الاتحاد برمته. وإذا انقلبت فرنسا ضد الوحدة الأوروبية، فإن احتمال حدوث تفكك أوسع للكتلة المكونة من 27 دولة سيزداد.
الموقف الدولي للتجمع الوطني
أكد جوردان بارديلا، تلميذ لوبان والمرشح المحتمل لمنصب رئيس الوزراء، أن فرنسا سوف تحافظ على التزاماتها الدولية، بما في ذلك دعم أوكرانيا. ومع ذلك فإن الموقف القومي الذي يتسم بكراهية الأجانب والذي يتبناه حزب التجمع الوطني، إلى جانب علاقاته التاريخية مع زعماء مستبدين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، يثير الشكوك حول هذه الضمانات.