كانت المناظرة الرئاسية التي جرت مساء الخميس لحظة مهمة في السياسة الأمريكية، خاصة بالنسبة للرئيس جو بايدن. يقدم سيدني بلومنثال، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون وهيلاري كلينتون، تحليلاً ثاقبًا لأداء بايدن، ويسلط الضوء على المخاطر والآثار الأوسع على الانتخابات المقبلة.
كفاح بايدن وكشف ترامب
خلال المناظرة، بدا بايدن مستعدًا بشكل مبالغ فيه لكنه غير مركّز، وأضاع فرصة حاسمة لدحض ادعاءات دونالد ترامب بشأن محادثة مع فلاديمير بوتين.
أشار ترامب ضمنا إلى أن مناقشته مع بوتين حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان شجعت روسيا على غزو أوكرانيا. فشل بايدن، المنشغل في نقاط حديثه، في معالجة هذا الكشف الصادم بشكل كافٍ.
علاقة ترامب مع بوتين
كان إعجاب ترامب ببوتين وانسجامه مع طموحات بوتين واضحا. وأشارت فيونا هيل، الخبيرة السابقة في الشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي التابع لترامب، إلى اعتقاد ترامب بأن أوكرانيا يجب أن تكون جزءًا من روسيا.
تشكل حملة ترامب، وفقا لجون بولتون، جزءا لا يتجزأ من استراتيجية بوتين، حيث يعمل ترامب بمثابة "الأحمق المفيد الذي لا غنى عنه" لبوتين.
أداء بايدن تحت المجهر
اتسم أداء بايدن في المناظرة بالارتباك وضياع الفرص. ورغم أنه تمكن من مهاجمة شخصية ترامب، فإن عرضه العام كان يفتقر إلى الوضوح والتماسك اللازمين لإحداث تأثير قوي. زاد مظهره الجسدي ومظهره الشاغر في بعض الأحيان من المخاوف بشأن قدرته على البقاء كمرشح.
المخاطر لا تزال عالية
على الرغم من أدائه المتعثر في المناظرة، فإن فهم بايدن للسياسة العالمية وقيادته في الحفاظ على التحالف الغربي يظلان أمرين بالغي الأهمية. وكان قراره بالترشح لإعادة انتخابه مدفوعا بالحاجة إلى مواجهة التهديد الذي يشكله بوتين وترامب. لكن الجدل ألقى بظلاله على حملته الانتخابية.
الآفاق المستقبلية والحاجة إلى التغيير
يشير سيدني بلومنثال، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون إلى أن استراتيجية حملة بايدن قد تحتاج إلى إعادة تقييم. ويبدو احتمال إجراء مناظرة أخرى مع ترامب غير مرجح، ويجب على فريق بايدن أن يفكر فيما إذا كان ينبغي له التنحي لصالح مرشح في وضع أفضل يمكنه من هزيمة ترامب.
المخاطر التي تفرضها هذه الانتخابات أعلى من أي وقت مضى، حيث أصبح مستقبل الديمقراطية الأميركية والاستقرار العالمي على المحك.
لكن أداء بايدن في المناظرة، رغم ما يثير القلق، لا يقلل من الأهمية الحاسمة للانتخابات المقبلة. ويظل التركيز على الهدف الأوسع المتمثل في الحفاظ على الديمقراطية ومكافحة التهديدات الاستبدادية.