قال الدكتور باسل عادل، رئيس كتلة الحوار، وعضو مجلس النواب السابق، إن ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من حكم جماعة الإخوان، لذلك تفاعل المصريين معها وعملوا جاهدين على نجاحها من أجل التخلص من حكم هذه الجماعة الظلامية التي لم تعرف سوى مصالحها الشخصية.
وسرد عادل في حواره لـ صدى البلد تفاصيل التخلص من جماعة الإخوان بعد توليهم مقاليد الحكم، موضحا أن ثورة 30 يونيو ستظل خالدة في وجدان المصريين لأن جماعة الاخوان كانوا يقودون البلاد نحو الهاوية والتخلص منهم كان بمثابة واجب وطني.
وأكد باسل عادل أنه خلال مشاركته في ثورة 25 يناير كان هناك حالة ركوب للميدان من جماعات الاخوان متابعا:" كان هناك حالة من حالات ركوب الميدان من خلال مشاركة عناصرهم بعد انتهاء مقاومة الداخلية واستنزاف قواها بالكامل في الثورة".
وأشار إلى أن الاخوان لم يدفعوا ثمن المشاركة في ثورة يناير بعد تعرض الثوار لمواجهات العنف والضرب فهم لم يصلحوا أن يكونوا شركاء من أول لحظة في يناير، لأن لديهم حالة من الكره والبغض، لكل من يختلف معهم وقاموا بسرقة النضال العلني ليتصدروا المشهد.
برلمان الإخوان
وأكمل عضو مجلس النواب السابق، أنه كان عضوا في مجلس النواب فترة الإخوان وكان لدي تصور تم تكوينه يوم 28 يناير 2011 ان البلاد في خطر وكانت قناعتي حينها بعدم مواجهة الإخوان سياسيا لأخذهم مراكز القوة، وهو ما دفعني لاتخاذ قرار لمواجهة الإخوان شعبيا، وكان حينها الوفد حزب هاديء نسبيا، لذلك شاركت في حزب المصريين الأحرار أولى لحظات المواجهة مع الإخوان وتحالفنا مع الحزب المصري الديمقراطي والتجمع قبل الانتخابات البرلمانية، وخضنا المواجهة ودخلنا البرلمان وفي هذه اللحظة كان ما يوجد ما يقرب من 235 نائب اخواني اضافة الى النواب السلفيين، وكان الامر اقرب بمثابة تنظيم وليس برلمان فهو لم يمثل الشعب في أي من طباعه.
وأردف أن الدكتور سعد الكتاتني كان رئيسا للبرلمان، وكان يسعى لاعطاء الكلمة للمعارضة حتى يتضح ان البرلمان جامع يعطي فرصة للمعارضة ، ومجرد اخذ الكلمة كان نواب الاخوان والجماعات الاسلامية يثور على المتحدث ويتخطى الأمر ويصل الى مرحلة " الشتيمة" فهو لم يكن يمتلك التصور السياسي للأعراف البرلمانية وكان هناك حالة عدائية شديدة.
مواجهات باسل عادل مع الإخوان تحت القبة
وواصل عادل : "كان لدي 3 مواجهات مع الإخوان في البرلمان، الاول كان قانون عزل الفلول، وكنت ضد هذا الأمر لأنه يفرغ مصر من كوادر وكفاءات هامة، في وقت كان هناك احتياج لهم، ورأيت ان هذا الامر ضد مصلحة البلد، وهوجمت على موقفي بشكل كبير، وكانوا يريدون اقصائنا من البرلمان،والمواجهة الثانية كانت بشأن ملف تثبيت العمالة المؤقتة، وكانوا حينها يريدون تثبيت كل العمالة المؤقتة في البلاد، والذي وصل عددهم لما يقارب مليون ومئتي الف، رغم ان قدرة البلاد لم تكن تتحمل ذلك، ولكنه كان قرار شعبوي في الاول والاخير، لنيل دعم هذه الفئات واسرهم، وعارضت هذا القرار لانهم لم يقوموا بعمل دراسات لكيفية تسديد هذه الرواتب، والمواجهة الثالثة كانت بشأن لجنة الخمسين لتشكيل الدستور".
وأوضح أن الإخوان قالوا أنهم سيحكمون البلاد 500 سنة، وهذا الأمر كان إقرار منهم بالسقوط، لأن الشعب من ثار وجاء بهم وايضا هو من أطاح بهم من على كرسي الحكم، وبالنسبة لحل البرلمان فلم يكن لدي أي مانع من هذا الأمر رغم اني كنت عضو فيه.
وعبر مؤسس كتلة الحوار عن صعوبة الاوضاع الامنية ايام فترة الاخوان، مفيدا:" الوضع ايام الاخوان دفعني لترخيص سلاح، وكان هناك حالة من حالات الخوف، والأمر لم يكن مجرد اختلاف في وجهات النظر السياسيسة، ولكن كان هناك خوف على حياتنا وحياة أسرنا".
وأضاف :" كنت عضوا في جبهة الانقاذ، ومع بداية تمرد تفاعلت معها بشكل مبير، وشاركت في أمور طباعة الورق وتفاعل معنا المواطنين، وتفاعلنا معهم، وكانوا يعملون ان مصر تتعرض للاختطاف، والعدد كان في تزايد، لان الجميع كان يشعر اننا في خطر، والجميع تحرك حتى " حزب الكنبة" من منطلق عدم الرضا على حكم جماعات الإخوان.
حراك على الارض
وأوضح أن الظهير الشعبي في 30 يونيو كان كبير جدا، لانها كانت قضية وجود دولة، وحركة تمرد وضعت الجميع على خط واحد، وفكرتها لاقت قبول لانها مناسبة للتكوين السياسي للشعب المصري، والجميع كان حينها يتعلق بقشاية للانقاذ، وورقة تمرد كانت تمثل هذا الامر.
وأشار :" منهجي كان التعامل من خلال الشارع وليس المنابر السياسية، وكان هناك مسيرات واعتراضات ضدهم، حتى جاءت 30 يونيو، وهذا اليوم كان له فرحة خاصة، والجميع كان متواجد ومحب لبعضه لان الهدف كان واحد وهو التخلص من الاخوان، ثم جاء يوم 3 يوليو، والذي يعد أكثر الأيام فرحا بالنسبة لي في حياتي، بعد القاء الرئيس السيسي البيان، والذي اثلج قلوب الجميع".
وعن مطالب ثورة 30 يونيو قال عادل: "مطالبنا في ثورة يونيو كان بهدف الرجوع لما كنا عليه سابقا، وهذا امر غريب ان تأتي ثورة ليعود الناس كما كان، وهذه كانت لفتة ربما لم يشهدها العالم".
موقف الجيش
أكد عادل أن الجيش ادى دور بطولي ووقف في ظهر المواطن، وبالفعل أخرج المحتل " الإخوان " وليس شرط ان يكون المحتل غريب، والجيش أدى وظيفته الرسمية بالحفاظ على البلد ، والثورة على الإخوان كان واجب على الجميع، شعب وسياسيين وجيش، والجميع أدوا دورهم على اكمل وجه
اعتصام رابعة
واستطرد عادل أن الإخوان اقتحموا الوحدات السكنية واحتلوها أثناء تجمعهم في رابعة، لافتًا إلى أن المنازل التي لم تكن مسكونة من أهاليها كانوا يكسرون أبوابها ويجلسون في الشقق، مشيرا إلى ان عتصام رابعة كان بمثابة احتلال وجيتو واضح.
وأوضح أن ممتلكات الناس تم استباحتها، لأن الإخوان كانوا في معركة عن الإسلام فاستباحوا الممتلكات وأخذوها من المواطنين المالكين، معقبًا:" كانوا هياخدوا شركتك، بيتك، عربيتك، أي حاجة".
وتابع: "المشهد كان واضحًا ولا يحتاج لأي شرح والذين شاهدوه بوضوح جدًا هم سكان مدينة نصر، خاصة السكان الملاصقين للبؤرة الأساسية للميدان، معقبًا:" عندما قيل للإخوان اخرجوا وتم عمل ممرات آمنة لهم، لم يخرجوا، واستخدموا سلاحًا وكان يوجد مقاومة ".
واختتم ان إنهاء حكم جماعة الإخوان يتطلب ان يكون هناك تذكرة للشعب دائما بما فعلوه لعدم وجود اي امكانية لرجوعهم، مطالبا أيضا بمد جذور الثقة للجميع وفتح المجال أمام الأحزاب والتيارات السياسية من أجل سماع الاراء، وهو ما حققه الحوار الوطني الفترة الأخيرة.