حث الشرع الحنيف على تزكية النفس وتخليصها من أمراض النفوس ومن كل ما يشوبها أو يعكر صفوها وسلامها بحيث يعيش الإنسان في سلام وطمأنينة في حياته، وبالرغم من ذلك قد يصيب الإنسان بعض من أمراض النفوس والتي نتحدث عنها في هذا التقرير.

ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يحث على استحضار الدار الآخرة في النفوس

دعاء حفظ النفس والأولاد.. الحسد مذكور والعين حق

أمراض النفوس

ومن أمراض النفوس التي قد تصيب الإنسان، الحزن وضيق الصدر، كما ورد في قوله تعالى (وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) وقوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

كما ورد الحزن وضيق الصدر في قوله تعالى (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) وقوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ۝ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ۝ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).

كما يعتبر من أمراض النفوس، الهلع والخوف المستمر، مصداقا لقوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ).

كذلك من أمراض النفوس التي قد تصيب الإنسان الجذع وعدم الصبر، لقوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ).

كما أن من أمراض النفوس التي قد تصيب الإنسان، الشح والبخل، لقوله تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).

وأخيرا فإن خامس أمراض النفوس هو الرياء والنفاق، لقوله تعالى (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

علاج أمراض النفوس

ويكون علاج أمراض النفوس يكون باتباع هدي النبي من الذكر والدعاء والصلاة، ويمكن كذلك التخلص من أمراض النفس المُتمثلة في: «الحقد، الكراهية، التسلُط، التكبر، والكذب»، بقوله تعالى:«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا» الآيتين 9،10 من سورة الشمس.

ويمكن تحقيق هذه التزكية بأربع وسائل، هي: «كثرة الذكر، الإقبال على الله، قيام الليل، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-».