قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إبراهيم شعبان يكتب: "كلاهما كارثة".. مناظرة بايدن وترامب

×

تابعت الكثير مما نشر عن المناظرة الأولى بين بايدن وترامب للانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر 2024. والحقيقة أن كلا العجوزين بايدن وترامب، المرشح أحدهما لقيادة الولايات المتحدة لأربع سنوات قادمة كارثة على العالم والمنطقة العربية بالخصوص.


والحاصل، إنه لا يمكن لنا ولا لغيرنا أن يتجاهل نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ،ولا الرئيس الأمريكي المقبل، فأمريكا هى القوة الأعظم في العالم وهى محركة الأحداث، ولم يتغير شىء حقيقي جذري بخصوص قوة أمريكا العسكرية والسياسية والاقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية.


صحيح أن هناك حديث متواتر، عن صعود الصين اقتصاديا وآخر عن الاتحاد الأوروبي، وقوة عسكرية لروسيا، لكن تبقى الولايات المتحدة هى القوة الأعظم الوحيدة في العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن مشكلتنا نحن في المنطقة العربية، أننا وطوال ما يزيد عن الثلاثة عقود الأخيرة منذ حرب الخليج الأولى 1991

نتعامل مع رؤساء أمريكان كارهون للعرب، أو بالأحرى لا يضعونهم على سلم أولوياتهم. فقد اختصروا العلاقة مع الدول العربية في ضمان استمرار الحصول على النفط وضمان أمن إسرائيل الأبدي، وضمان استمرار مشكلة احتلالها للأراضي الفلسطينية المؤرقة للدول العربية دون حل، وتنفيذ أجندات سافرة تتساقط بموجبها "قطع الشطرنج" أو الدول العربية الكبرى واحدة تلو الأخرى، لقد تدخلوا لإسقاط العراق ولا يزال يعاني في الجحيم منذ 2003، داخل مشاكل سياسية وطائفية واقتصادية، واتخذوا موقفا عدائيا من سوريا عام 2011 وأصروا على تفتيتها وتقسيمها بحرب أهلية مريرة، وتركوها فريسة لأجندات إيرانية وروسية وتركية كذلك، واليمن سبقها في صراع دامٍ حتى اللحظة.


وفي السودان الآن، يشاهدون مسرحية دموية يخرج بموجبها السودان من التاريخ حرفيا، وليس هناك موقف أمريكي قوي للمتحاربين في السودان لوقف الحرب ووقف تمويل الطرفين، ووضع نهاية لكارثة ومجاعة تضرب ملايين السودانيين.


وبالعودة لمناظرة بايدن وترامب، فأحدهما متهم جنائي بنص قول بايدن لترامب خلال المناظرة، ولم يبرىء بعد من عشرات القضايا التي لاحقته، ومنها إقامة علاقة جنسية مع ممثلة إباحية شهدت ضده.
والآخر جو بايدن 81 عاما، ضعيف وعنده مشاكل ويبدو منصب الرئاسة حملا ثقيلا عليه بحكم عمره لو فاز بالولاية الثانية، وتكفيه بالفعل ولاية واحدة في هذا المكان.


أزمة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة، أنها ومنذ إدارات أوباما وكلينتون وكذلك جورج بوش الابن، لم يستطع الحزبان الجمهوري والديمقراطي أن يفرزا مرشحين أصغر سنا، في الأربعينيات أوالخمسينيات من العمر على غرار ما هو موجود في الاتحاد الأوروبي، يدركون مشاكل العصر ويقدرون على إدارة أمريكا ومصالحها وطرح رؤية جديدة لعلاقاتها الخارجية وخصوصا في المنطقة العربية.


ما أحزنني، أن بايدن وترامب وخلال المناظرة الأولى، ليس لديهما شىء ملموس لوضع حد للحرب في غزة، وفيما تفاخر بايدن أن إدارته أكبر منقذ لإسرائيل، فإن ترامب وصفه بأنه مثل "الفلسطيني السيء"، ومع هذا وذاك، فيس لدى العجوزان أي حل للقضية الفلسطينية أو الحرب أو لوقف أجندات الحكومة المتطرفة في إسرائيل، ولا الحرب التي تحلق في سماء لبنان بسبب تصرفات حزب الله.


أمام بخصوص أوكرانيا، فإن الرئيس الروسي بوتين لا يزال يمثل عقدة للرجلين، وخلال الفترة الرئاسية الأولى اتهم بأنه يتدخل لصالح نجاح ترامب، وفي الثانية يعد ترامب، بأنه قادر على وقف الحرب في أوكرانيا بمجرد فوزه بالرئاسة دون خطة واضحة اللهم إلا إذا كان سيعتمد على علاقاته الشخصية ببوتين.


النهاية.. نجاح بايدن مجددا يعني خسارة جديدة للمنطقة العربية وفترة غياب لمدة 4 سنوات، أما نجاح ترامب فيعني انهيارا حقيقيا وأزمات كارثية وخصوصا على الصعيد الأوروبي، وعلاقاته مع دول الاتحاد الأوروبي وقد تحدث في عهده مواجهة مع ايران بسبب برنامجها النووي.


وفي المجمل لا ناقة ولا جمل للعرب في نجاح بايدن أو ترامب، بعدما افتقدنا تأثيرا حقيقيا في برامجهم، أو وجود لوبي عربي قوى يضغط، لضمان أن يكون للعرب مكان جيد في السياسة الخارجية الأمريكية السنوات القادمة.