شهدت الولايات المتحدة أول مواجهة شخصية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، في مناظرة نظمتها شبكة سي إن إن، مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من نوفمبر عام 2024.

توقعات لنوفمبر المقبل

وتُعد هذه المناظرة الأولى التي تُعقد دون تنظيم "لجنة المناظرات الرئاسية"، والتي كانت تُشرف على هذه الفعاليات منذ عام 1988.

كما تُعد هذه المناظرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق.

وفقا لموقع The Hollywood Reporter قال إريك شولتز، الذي عمل نائباً للسكرتير الصحفي للرئيس أوباما: "لنكن صادقين، كديمقراطي، الليلة الماضية لم تكن رائعة ...وأنا من مؤيدي جو بايدن بكل عظمة ولكن من الصعب القول إنها كانت ليلة سعيدة بالنسبة له... ".

وأضاف : لم أستطع أن أتذكر سوى ما حدث في ليلة أخرى: الثالث من أكتوبر 2012... كانت تلك ليلة المناظرة الأولى بين الرئيس أوباما وخصمه الحاكم آنذاك ميت رومني... وعلى غرار اليوم، كان الرأي السائد أن أوباما خسر المناظرة بالتأكيد، وربما خسر الرئاسة... كانت الأمور سيئة للغاية، حتى أن الديمقراطيين بدأوا يزعمون أن الارتفاع في دنفر ربما أثر على أداء أوباما (وهو ما لا يختلف كثيراً عن الحديث عن إصابة بايدن بنزلة برد الليلة الماضية)...".

وتابع: في الواقع، في عام 2012، كانت إعادة انتخاب الرئيس أوباما بعيدة كل البعد عن اليقين... لقد عملت في البيت الأبيض وأتذكر بوضوح التحديات التي واجهناها: كان الاقتصاد لا يزال يتعافى من الأزمة المالية، وكان قانون الرعاية الصحية الميسرة ــ الذي أطلقوا عليه اسم "أوباما كير" ــ قد استُخدِم كسلاح من قِبَل الجمهوريين، وكانت معدلات تأييد الرئيس تتراوح حول الأربعينيات. وكانت استطلاعات الرأي تشير إلى أننا نتخلف عن رومني..".

وأردف: " الآن بالطبع، تعد بيئة عام 2024 مختلفة تمامًا عن عام 2012، مع وجود مرشحين مختلفين تمامًا يزيد عمرهم بشكل جماعي عن 43 عامًا، وأعترف أنني كنت أتمنى أن تكون الليلة الماضية أفضل... لكن من باب الإنصاف، في عام 2016، أشادنا جميعًا، نحن الخبراء السياسيون اللامعون، بأداء الوزيرة كلينتون في المناظرة ضد دونالد ترامب... كان رد الفعل شبه عالمي داخل الطريق الدائري: ظهرت هيلاري كرئيسة؛ ترامب مضطرب... ونحن جميعا نعرف كيف تنتهي هذه القصة.

ومن المرجح أن يكون الفارق في نوفمبر المقبل متقاربا بنفس القدر... ".

انخفاض في نسبة المشاهدة

لقد استقطبت المواجهة الأولى في المناظرة ( في دورة انتخابات 2024 على الأقل) بين الرئيس جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب جمهورًا كبيرًا - ولكن ليس بنفس حجم مناظراتهم في عام 2020.

فقد بلغ متوسط مشاهدين المناظرة التي استمرت 99 دقيقة، والتي أنتجتها شبكة سي إن إن ولكن تم بثها على مجموعة من الشبكات الأخرى، 47.9 مليون مشاهد، وفقًا للتقييمات الوطنية السريعة من شركة نيلسن.

ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 34 بالمائة تقريبًا عن المناظرة الأولى للمرشحين في عام 2020، والتي اجتذبت 73.13 مليون مشاهد.

وقال معظم المعلقين إن المناظرة سارت بشكل سيئ بالنسبة لبايدن (مع بعض التحذيرات )، هي أول منتدى للانتخابات العامة منذ ظهور المناظرات المتلفزة لأول مرة في عام 1960، والتي جرت حتى قبل مؤتمري الحزب الرئيسيين.

وكانت أيضًا أول مناظرة انتخابية عامة منذ عام 1988 لم تنظمها لجنة المناظرات الرئاسية .

المرشحين لرئاسة أمريكا

وفقا لصحيفة the economist فسيكون جو بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، أكبر مرشح رئاسي على الإطلاق لحزب كبير، محطمًا الرقم القياسي الذي سجله في عام 2020، وفاز بايدن بمقعد في مجلس الشيوخ عن عمر يناهز 30 عامًا، واحتفظ به لأكثر من ثلاثة عقود، وقدم محاولات فاشلة للرئاسة في عامي 1988 و2008، وشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما، على الرغم من اعتباره ديمقراطيًا وسطيًا، فقد سعى أثناء توليه منصبه إلى توسيع الولاية وممارسة الضغط من أجل النقابات .

كما قاد تحالفًا دوليًا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وعلى الرغم من وعده "بإنهاء المهمة" إذا أعيد انتخابه، يعتقد العديد من الناخبين أن المهمة قد تقضي عليه.

وتأتي حملة دونالد ترامب غير العادية في أعقاب فترة ولايته التي لا تقل أهمية كرئيس للولايات المتحدة الخامس والأربعين، والتي انتهت بعد وقت قصير من قيام أنصاره بهجوم مسلح على مبنى الكابيتول أدى دوره المزعوم في التحريض على الهجوم وجهوده الأوسع لإلغاء نتائج انتخابات 2020 إلى توجيه لوائح اتهام جنائية له في المحكمة الفيدرالية ومحكمة ولاية جورجيا.