تقوم الدولة منذ سنوات طويلة بعمل بنية تحتية في جميع المجالات وإصلاح منظومة الري كان على رأس أولوياتها.
تعاني مصر من أزمة كبيرة في المياه بسبب الزيادة السكانية، ولذلك هناك جهود كبيرة من وزارة الري للمحافظة على المياه وإعادة استخدامها أهمها تأهيل وتبطين الترع.
عانت الترع من مشاكل عديدة ، منها القطاع المائى والقاء القمامة من بعض المواطنين بها مما أثر على قدرة المجرى المائى على توصيل المياه للنهايات، والتأثير سلباً على نوعية المياه بالترع وبالتالى المحاصيل التى يتم ريها بإستخدام هذه المياه ، وتسببا ضرر كبير على صحة الانسان والحيوان .
وبدأت وزارة الري تنفيذ المشروع القومي لتأهيل الترع ، والذى يستهدف تأهيل حوالى ٢٠ ألف كيلومتر من الترع بتكلفة إجمالية ٨٠ مليار جنيه بحلول منتصف عام ٢٠٢٤.
وتشارك أعمال تأهيل الترع في مراكز مبادرة "حياه كريمة - المرحلة الاولى" بأطوال إجمالية حوالى ٤٠٠٠ كيلومتر ، حيث بلغت أطوال الترع التى تم نهو تأهيلها حوالى ٣٢٢٠ كيلومتر ، وجارى إستكمال تنفيذ ٧٨٠ كيلومتر .
كانت هناك شائعات بإيقاف العمل بمشروع تأهيل الترع لكن وزارة الموارد المائية والرى وضحت أنأعمال تأهيل الترع تعد جزءا رئيسيا من مهام الوزارة ، ولا يمكن بأى حال التوقف عن أعمال تأهيل الترع ، حيث تعد الترع مصدر الرى للأراضى الزراعية فى مصر وغيرها من الاستخدامات ، ووجود أى عوائق او إنسداد بالمجرى المائى أو إنهيار بالجسور بالشكل الذى يعيق إمرار المياه يستلزم تأهيل هذا المجرى لإمرار التصرفات المائية المطلوبة لاستخدامات الرى ، وبالتالى فإن تأهيل الترع والحفاظ على سلامة الجسور والقطاع المائى للترع يعد أمرا لا جدال فيه .
وقد ساهم تأهيل الترع في الفترات السابقة في إستعاده الترع للكفاءة المطلوبة لتوصيل المياه للنهايات ، الأمر الذى أسهم في زراعة آلاف الأفدنة التي تم تكن تزرع من قبل بالنهايات ، وبالتالى تحقيق عائد اقتصادى ايجابى .
ولا تقتصر أعمال تأهيل الترع على تبطين الترع ، حيث يمكن تأهيل الترع من خلال التطهير أو التدبيش أو الأرنكه (تشكيل الجسور ودمكها) أو من خلال التبطين الذى يعد أحد وسائل التأهيل وليس الوسيلة الوحيدة للتأهيل .
الدليل الإرشادي لتأهيل الترع
وتم التأكيد على أن أعمال تأهيل الترع لا تزال جارية بناءا على الإشتراطات والمعايير التى تم وضعها بالدليل الإرشادي لتأهيل الترع والذى تم إعداده من خلال العديد من المتخصصين بالوزارة والجامعات المصرية ، حيث سيمكن هذا الدليل الارشادى مهندسى الوزارة من تحديد أولوية التأهيل بين الترع المختلفة ، والطريقة المثلى للتأهيل.
وعن ذلك قال الدكتور نادر نور الدين ، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن مصر بدأت تطبيق سياسات لترشيد الاستهلاك وحماية المياه من الفقد، كما اتخذت قرارات أهمها تبطين الترع المسامية الطينية.
وأضاف "نور الدين" لصدى البلد أن هذه الترع قد بنيت منذ عهد محمد على و تفقد ما بين 25 الى 35% من اجمالى المياه التى تضخ خلالها وبالتالي تبطين الترع بالمواد الأسمنتية وتحويل بعضها إلى مواسير سيخفض هذا الرقم إلى النصف ويقلل تبخير المياه إلى 10% فقط .
وأكد أن مصر بدأت تعمل خطة بالإضافة إلى 20000 كم سيتم تبطينهم من الترع وتحويل الرى بالغمر للرى بالتنقيط وحتى الرى السطحى بدأت تطور فيه بأن يتم ادخال مقاييس الرطوبة متوصلة بجهاز الهاتف المحمول الخاص بالمزارع بحيث ترسل له رسالة فى حالة زيادة نسبة المياه أو احتياج الزرع للمياه .