اختتمت أمس الخميس الزيارة الرسمية التي قام بها السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى جمهورية لبنان، على مدار يومين، كان فيها موفدا رسميا من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لبحث تطورات الأوضاع في لبنان، والتباحث مع مختلف المسؤولين والقوى الوطنية اللبنانية بشأن العديد من الملفات.
وخلال زيارتهإلى لبنان أجرى السفير حسام زكي عددا من اللقاءات مع كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، بجانب العديد من المشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية شملت مختلف مكونات الطيف السياسي اللبناني، إضافة إلى لقاء مع قائد الجيش.
موقف ثابت للجامعة العربية في دعم لبنان
تأكيد أساسي شدد عليه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وهو التضامن الكامل لجامعة الدول العربية مع الشعب اللبناني والدولة اللبنانية فيما تواجهه من مخاطر في جنوب لبنان والحرب مع إسرائيل، مؤكدا أن الجامعة العربية تقف مع لبنان بشكل كامل.
وحملت زيارة السفير حسام زكي عددا من الملفات الهامة التي بحثها مع المسؤولين اللبنانيين ومختلف القوى اللبنانية،في مقدمتها ملف الشغور الرئاسي في لبنان وعدم توافق القوى السياسية على رئيس يتولى السلطة من أكثر من 19 شهرا، وكذلك ملف الأوضاع في جنوب لبنان في ظل زيادة التوترات بين حزب الله اللبناني إسرائيل.
وفيما يخص ملف الشغور الرئاسي أكد السفير حسام زكي في تصريح له عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري،أن الشغور الرئاسي في لبنان يعطل العديد من الملفات والأمور والموضوعات في الدولة اللبنانية، وأن حسم هذا الملف يحتاج للمزيد من التشاور بين السياسيين اللبنانيي، ولابد ان يكون هناك مساحة للسياسيين للتوصل إلى شخصيات أو شخصية واحدة لتولي هذا المنصب، وأن يكون لدى الجميع القدر المطلوب للمرونة كي تتقدم الأمور في لبنان.
تطورات الأوضاع في جنوب لبنان
الملف الثاني الذي ركزت عليه زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى لبنان، هو الأوضاع في جنوب لبنان، وما أكد عليه السفير حسام زكي من أن اللقاءات والحوار مع الجميع في لبنان تركز على مناقشة الأوضاع في جنوب لبنان نتيجة الحرب الدائرة وكيفية الوصول إلى نهاية لهذا الوضع، لافتا إلى أنه تتم اللقاءات مع مختلف الأطراف والسياسيين اللبنانيين ورؤساء الكتل اللبنانية حتى يستطيع في نهاية الزيارة الوصول إلى خلاصة إيجابية في هذين الملفين.
دعم أدبي وسياسي من الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة الصعبة وكل مراحلها
وشملت زيارة السفير حسام زكي إلى لبنان عقد لقاءات عدة من بينها لقائه مع رئيسحكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي،استمع منه الى تقديراته ورؤيته للوضع وناقشت معه الأوضاع الخاصة بالحرب في الجنوب، والمسائل الأخرى المرتبطة بالشغور الرئاسي في لبنان وبعض القضايا المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية والداخلية، مؤكدا أن الحديث بشأن هذه القضايا يأتي دائما من باب الدعم الأدبي والسياسي الذي توفره الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة وكل المراحل الصعبة التي نواجهها.
وعقب اللقاء صرح "زكي" أن هناك تحديات كبيرة تواجه البلد وحالة من عدم التوافق الشعبي بشأن عدة موضوعات وهي تعطّل البلد، وندعو دائما الى التوافق والوصول الى حلول وسط، داعيا جميع الفرقاء إلى وضع مصلحة لبنان فوق أي مصالح أخرى ضيقة.
زكي: حريصون على نقل الرؤى وتقديرات الموقف العربي والإقليمي للأطراف اللبنانية لإدراك التحديات
كما عقد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، تصدره الحديث عن مسألة الشغور الرئاسي في لبنان وتداعياته على العديد من الملفات، وكذلك الأوضاع في جنوب لبنان، مؤكدا أنه دائما ما تكون اللقاءات مع السياسي اللبناني المخضرم نبيه برييكون فيها تبادل الرأي الصريح وذلك بطبيعة منصبه ووجوده السياسي المخضرم على الساحة، فهو شخصية لديها الكثير من القدرة والحنكة السياسية، إضافة إلى أنه الجامعة العربية تحرص على تنقل للرئيس بري ومختلف الأطراف ما تراه من تقديره موقف عربي وإقليمي ودولي، لأن المشاركة في تلك الرؤى تفتح المجال أكثر للعمل الصحيح السليم المبني على أسس وإدراك كامل لمختلف التحديات التي تواجه لبنان.
ووفقا لوسائل إعلام لبنانية فإن زيارة السفير حسام زكي إلى لبنان قام خلالها بزيارة لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة، وقد تطرقا خلالها للتباحث في شؤون لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية للبنان.
أول لقاء بين الجامعة العربية وحزب الله
وبعد قطيعة نحو أكثر 10 سنوات بين جامعة الدول العربية وحزب الله اللبناني، شهدت الزيارة عقد لقاء بين الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أكد خلالها السفير حسام زكي على أهمية حل الشغور الرئاسي في لبنان، ومناقشة الأوضاع في الجنوب نتيجة الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل.
وكانت جامعة الدول العربية قد صنفت في مارس 2016 حزب الله منظمة إرهابية، وطالبته بـ التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي، حتى يعد هذا اللقاء هو الأول بين الجامعة العربية وحزب الله وسط تقارير صحفية تشير إلى أن وجود اتجاه لدى جامعة الدول العربية لرفع التصنيف الإرهابي عن حزب الله لما له من دور كبير في مستقبل لبنان.