يواجه اللاجئون السودانيين في إثيوبيا أوضاعا إنسانية مروعة، حيث ارتفع عدد القتلى ومعاناة الأطفال اللاجئين من سوء التغذية، إلى جانب إجهاض 20 امرأة وكشف عن إجهاض 20 امرأة بسبب تردي الأوضاع الطبية والطبيعية.
اللاجئين السودانيين في إثيوبيا
وفر ما يقرب من 6 آلاف لاجئ سوداني إلى إثيوبيا، بسبب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي 2024، بينهم نحو 2300 امرأة وطفل، يواجهون أوضاعًا قاسية داخل غابات “أولالا” في إقليم أمهرة غربي إثيوبيا.
واقترحت الحكومة الإثيوبية ومنظمات دولية، نقل اللاجئين السودانيين إلى مناطق أخرى في إقليم أمهرة، إلا أنهم رفضوا الانتقال من غابات “أولالا” غرب إثيوبيا، فيما تزايدت ارقام الوفيات وسط اللاجئين بشكل لافت في أعقاب تردي الوضع الإنساني حيث يقيمون باحدى الغابات، بحسب ما أوردته صحيفة "سودان تريبيون" السودانية.
وجاء رفض اللاجئين الانتقال إلى منطقة أخرى في إثيوبيا، رغبة منهم في الرحيل عنها إلى دولة ثالثة أو العودة إلى السودان بحسب ما أفصحوا به لـ"سودان تربيون"، وسط تنامي الغضب بين اللاجئين بسبب ويتزايد الاستياء والسخط إزاء تقاعس السفارة السودانية في أديس أبابا عن متابعة أزمتهم وتقديم المساعدة لهم.
وكشف أحد ممثلي اللاجئين السودانيين في إثيوبيا ويدعى عبد العزيز أحمد، أن هناك حالات تحتاج إلى علاج طارئ ولم يتم الحصول على إذن من السلطات لنقلهم إلى أقرب مستشفى، لافتا إلى أن السلطات منعت الزيارات، منوهًا إلى مبادرات السكان الإثيوبيين المقيمين في القرى القريبة من الغابة بتوفير الغذاء والدواء لهم بعد أن اشترطت السلطات عودتهم إلى المخيم للحصول على الطعام.
وأشار إلى أن الوضع سيء وسط غياب كامل للمنظمات، وهطول أمطار غزيرة، وتكاثر البعوض والذباب، مما جعل الوضع الصحي كارثيًا، محذرًا من تصاعد الإصابات بالأمراض خلال الأيام الأخيرة.
إجهاض النساء الإثيوبيات
وكشف تقرير للجنة تنسيق اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة، عن إجهاض 20 امرأة بسبب تردي الأوضاع الطبية والطبيعية في المخيم، وافتقاره لأبسط مقومات الحياة، وتوفر المساعدات، وسوء الأوضاع الأمنية.
ويتواجد 2000 طفل سوداني لاجئ في إقليم أمهرة إثيوبيا، تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و17 سنة يعانون من سوء التغذية والإسهال ونزلات البرد بسبب اعتمادهم على نوع واحد من الغذاء، توفي 45 طفلًا خلال الأشهر الماضية نتيجة سوء التغذية في نقطة استقبال اللاجئين في “ترانزيت- المتمة”.
وبحسبتقرير لجنة تنسيق اللاجئين السودانيين في أمهرة، فإن 1000 لاجئ أصيبوا بينهم أطفال ومسنون، بعدة أمراض مختلفة خلال الخمسين يومًا الماضية، بالإضافة إلى 2135 بحاجة إلى رعاية طبية طارئة، وأكثر من 30 شخصًا يعانون من أمراض مزمنة، بما في ذلك السرطان وضغط الدم وأمراض القلب، ويحتاجون إلى الدواء والفحص الطبي المستمر.
وأشار التقرير إلى أن 10 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بين 76 آخرين، بحاجة ماسة للعلاج والرعاية الصحية، خاصة بعد توقفهم عن الحركة كالمعتاد قبل موسم الأمطار، مما فاقم أزمتهم وجعل نقلهم إلى مكان آخر صعبًا في ظل الظروف الحالية.
ووفقًا للتقرير، يصاب 50 شخصًا بالملاريا كل أسبوع، في حين يصاب نحو 800 شخص بنزلات البرد، ويصاب 100 طفل بالإسهال بسبب تناول الأغذية والمياه الملوثة.
وتم نقل أكثر من 15 حالة خطيرة إلى مستشفى “كومر” بالقرب من منطقة “أولالا”، إلا أن 4 إصابات بنزيف حاد فقط تمكنت من تلقي العلاج نتيجة تعرضها للضرب بأداة حادة خلال الهجمات على اللاجئين من الجماعات المسلحة في محيط الغابة أثناء جلب الماء للشرب.
اعتداءات الميليشيات الإثيوبية
ولم تكن الأزمات الصحية والطبيعية هي التي تؤرق اللاجئين السودانيين في إثيوبيا، وإنما امتد الأمر إلى اعتداء الميليشيات الإثيوبية عليهم.
وأكد أحد ممثلي اللاجئين السودانيين محمد حامد، وقوع 1700 حادثة على اللاجئين من المليشيات الإثيوبية بين قتل ونهب وسرقة واختطاف وتعدي.
وقتلت امرأة سودانية، وهي أم لطفلين، برصاص مليشيا “الشفتة” الإثيوبية في المعسكر وأصيب ثمانية آخرين ونهبت هواتفهم في هجوم شنته المليشيا الإثيوبية التي تنشط على الحدود بين السودان وإثيوبيا.