قال الشيخ الدكتور أحمد بن على الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي للمؤمن أن يستفتح عامه بتباشير التفاؤل والآمال، ويودع ما مضى من أيامه بما استودعها من صالح النيات والأقوال والأعمال.
يستفتح المؤمن عامه
وأوصى " الحذيفي" خلال خطبة الجمعة الرابعة في شهر ذي الحجة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بتقوى الله تعالى ، فإن التقوى خير زاد، وأوطأ مهاد، وأرفع عماد، فهي زينة لمن ارتدى أثوابها، وجُنَّة لمن تدرَّع بها.
واستشهد بقول الله سبحانه و تعالي: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، منوهًا بأننا حين نودع موسم الحج فإننا نودع معه عاماً هجرياً ونستقبل آخر، فهي أيامٌ تطوى وأيامٌ تنشر.
لا سرور دائم
وأوضح أنه ينبغي التفكر في هذه الدنيا، والاعتبار في ماضي الزمان وآتيه، وأن الأيام مراحل ورواحل، فلا سرور دائم ولا حزن ممتد، مشيرًا إلى أن مكة والمدينة مهبط الوحي ومشرق شمس الرسالة.
وأضاف: فهي الديار المباركة والأرض المقدسة التي تهوي إليها أفئدة المسلمين وتتحرك نحوها قلوبهم، مشددًا على وجوب تعظيمها ومعرفة حرمتها، فقد اجتمع فيها شرف الزمان وشرف المكان وشرف المقصد.
وتابع ، مهنئًا : حجاج بيت الله وقاصديه نعمةُ إتمام المناسك، وهنيئاً لولاة أمر هذه البلاد خدمةُ الحرمين ورعايةُ الحاج والناسك، فلله الحمد على سوابغ فضله وسوابقه، حمداً نعترف بالعجز عن الوفاء بحقه، ونُقِرّ بفضل مُسدِيه تعالى ومستحقِّه.
حرمة الزمان والمكان
وحذر من اجتراء العبد على حرمة الزمان والمكان، فكما يعظُم جزاء العمل الصالح فيهما، تعظم فيهما العقوبة ، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
واستند بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : (المدينة حَرَمٌ، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ)
وكانت قد تناولت خطبة الجمعة الماضية فضل ذكر الله سبحانه فهو أفضل الطاعات، وأشرف القربات، ومقصد العبادات، وهو الذي من أجله شرعت الشعائر، حيث إن المداومة على ذكر الله وتسبيحه وحمده دليل على تعظيم الله عز وجل ومحبته وخشيته ورجائه وابتغاء مرضاته ومغفرته.