في ظل حرارة الصيف الحارقة في غزة، يخوض الأطفال الذين يرتدون الصنادل في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي وأكوام القمامة في مخيمات مكتظة. وتشكل هذه الظروف القاسية حقيقة صارخة بالنسبة للفلسطينيين النازحين، الذين يقولون إن القذارة لا مفر منها مثل الجوع والقصف.
الحرب تدمر البنية التحتية في غزة
وفقا لتقرير أسوشيتد برس، دمرت الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس البنية التحتية في غزة. وقد أصيبت قدرة المنطقة على التخلص من القمامة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير المياه النظيفة بالشلل، مما أدى إلى تفاقم الظروف المعيشية وزيادة المخاطر الصحية على مئات الآلاف من المحرومين من المأوى والغذاء والدواء المناسب.
أزمة صحية تلوح في الأفق
تتزايد حالات التهاب الكبد الوبائي (أ)، ويخشى الأطباء من أن يكون تفشي الكوليرا وشيكاً دون تحسين كبير في الظروف المعيشية. وتعمل مجموعات الإغاثة والأمم المتحدة والمسؤولون المحليون على بناء المراحيض وإصلاح خطوط المياه وتجديد محطات تحلية المياه.
وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تنسق المساعدات الإنسانية، إنها تعمل على تحسين ظروف النظافة في غزة. ومع ذلك، فإن جهود الإغاثة تكافح من أجل مواكبة الاحتياجات العاجلة.
صراع مع الاحتياجات الأساسية
يصف سكان مثل عادل دلول، الذي يعيش في مخيم على الشاطئ بالقرب من النصيرات، الانزعاج الشديد من الذباب والحشرات. وفر أكثر من مليون فلسطيني إلى مخيمات في رفح قبل الغزو الإسرائيلي في مايو. وانتقل الكثيرون منذ ذلك الحين إلى مناطق أكثر ازدحاما، والتي يقول الأطباء إنها أرض خصبة للأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة.
خسائر لظروف المعيشة
أنور الحركلي، من سكان مخيم دير البلح، يخشى على صحة أطفاله بسبب التلوث والبعوض. وقال: "لا يمكننا تحمل رائحة الصرف الصحي". "إنه يقتلنا."
انهيار الخدمات الأساسية
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 70% من مرافق المياه والصرف الصحي في غزة قد دمرت أو تضررت. ويشمل ذلك جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس ومحطات تحلية المياه ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي والآبار والخزانات. وقد تم تشريد أو قتل العديد من عمال البلدية، مما يزيد من عرقلة الجهود المبذولة لإدارة المياه والنفايات.
محدودية الوصول إلى المياه
خلص تقييم للأمم المتحدة إلى أن الناس في مخيمات دير البلح يستهلكون أقل من لترين من الماء يوميا، وهو أقل بكثير من الكمية الموصى بها البالغة 15 لترا. على الرغم من أن بعض محطات تحلية المياه تعمل، إلا أن نقص الوقود وتلف المعدات يعيق عملها.
مصادر المياه الملوثة
كثيراً ما ينتظر السكان ساعات للحصول على المياه، ليجدوها ملوثة. وروى دلول أن مياه الشرب كانت مالحة ومليئة بالجراثيم وتحتوي على ديدان، مما أدى إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.
مخاوف الصحة العامة
أفادت منظمة الصحة العالمية عن تفشي التهاب الكبد الوبائي أ، مع أكثر من 81.700 حالة من اليرقان. ويؤدي تسرب مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأرض والبحر الأبيض المتوسط إلى تفاقم المخاطر الصحية. تزعم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق أنها تعمل على تحسين إدارة النفايات ودراسة المقترحات الخاصة بمكبات النفايات الجديدة وزيادة إمكانية الوصول إلى شاحنات القمامة.
تراكم القمامة
أبو شادي عفانة، أحد سكان مخيم النصيرات، شبه أكوام القمامة المتزايدة بـ”الشلال”. وفي كثير من الأحيان، لا يكون أمام النازحين الفلسطينيين خيار سوى نصب الخيام بالقرب من هذه المكبات غير الرسمية.
الخوف من الكوليرا
تحذر منظمة أطباء بلا حدود ومسؤولو الصحة المحليون من أن الظروف المزدحمة وغير الصحية في غزة يمكن أن تؤدي إلى تفشي مرض الكوليرا. وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 485,000 حالة إسهال منذ بدء الحرب.
العيش مع اليأس
ومع عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق، يشعر العديد من سكان غزة بأنهم مهجورون. دلول، البالغ من العمر 21 عاماً، يأسف لخسارة مستقبله وسط المخيمات المليئة بالقمامة. وقال: "من المفترض أن أبدأ حياتي". "والآن أنا أعيش أمام القمامة."