أعلنت د. وفاء حجاج، المشرفة على مكتب اتصال براءات الاختراع بالمركز القومي للبحوث، أن المركز يعمل حالياً على تطوير وإنتاج مبيدات حيوية كبديل للمبيدات الكيماوية المستوردة، بهدف مكافحة الأمراض الوبائية التي تسبب مشكلات كبيرة في المحاصيل الاقتصادية المهمة. وأوضحت أن هذه المبيدات الحيوية لا تقتصر على مكافحة الأمراض فقط، بل تساعد أيضاً في مقاومة الإجهادات البيئية التي يتعرض لها النبات، مثل الملوحة والحرارة العالية، خاصة في مناطق الاستصلاح الجديدة.

وأوضحت د. حجاج خلال ظهورها في برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على قناة "الأولى"، أن المبيدات الحيوية التي يتم تطويرها تتميز بقدرتها على تحسين نمو النبات وتعمل كسماد حيوي متعدد الوظائف. فإلى جانب مكافحة الأمراض، تساعد هذه المبيدات النباتات على مقاومة الإجهادات البيئية، مما يعزز نموها ويحسن من إنتاجيتها. وأكدت أن هذه الكائنات الحيوية يتم عزلها من البيئة المحلية، مما يجعلها متأقلمة مع الظروف البيئية في مصر وليست مستوردة من الخارج.

وأضافت وفاء حجاج أنه في المناطق ذات الملوحة العالية، يتم عزل الكائنات المتأقلمة مع هذه البيئة، مما يساهم في تحقيق نتائج أفضل في مكافحة الأمراض. وأشارت إلى تسجيل 8 براءات اختراع في هذا المجال، بالإضافة إلى تسجيل براءتين أخريين، جميعها تهدف إلى مكافحة الأمراض الوبائية، مثل مشكلة التكتل في المانجو التي كانت تعتبر سابقاً مشكلة هرمونية، حيث تم عزل الممرضات والتأكد من فعاليتها في مكافحة المرض.

وأوضحت أن هناك أمراضاً أخرى مثل العفن الرمادي الذي يصيب الخيار والفلفل والفراولة، والبياض الدقيقي الذي يظهر في الزراعات المحمية ويؤدي إلى تغطية النباتات بلون أبيض يقلل من نموها. وقد تم تطبيق المبيدات الحيوية الجديدة في مزارع بالفعل وأظهرت نتائج هائلة، حيث نجحت في مقاومة التكتل والعفن الهبابي في المانجو، وكذلك الأمراض التي تصيب القمح والشعير في مناطق ذات نسبة ملوحة عالية.

وأشارت إلى أن هذه الابتكارات تساهم في تحسين الإنتاج الزراعي وتقديم حلول بيئية مستدامة لمشكلات الأمراض والإجهادات التي تواجه المحاصيل، مما يعزز من قدرة المزارعين على مواجهة التحديات الزراعية وزيادة إنتاجيتهم بطرق صديقة للبيئة.