قالت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، إنها تتوقع أن يفوز حزبها بالأغلبية المطلقة في الانتخابات العامة المقبلة.
وتعتقد لوبان أيضًا أن حزبها سيتولى الأدوار الرئيسية في صنع القرار في مجالي الدفاع والقوات المسلحة، بما في ذلك تلك المتعلقة بأوكرانيا.
النقاش الدستوري حول أدوار الدفاع
وفقا للدستور الفرنسي، فإن الرئيس هو قائد القوات المسلحة ويرأس لجان الدفاع الوطني. ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء "مسؤول أيضًا عن الدفاع الوطني"، مما يترك بعض الغموض حول الدور المحدد لرئيس الوزراء. لقد أصبح هذا التمييز نقطة محورية في النقاش السياسي الحالي.
المشهد السياسي لماكرون
سيظل إيمانويل ماكرون رئيسا بعد الانتخابات المبكرة التي ستجرى في 30 يونيو و7 يوليو. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيواجه برلمانا تهيمن عليه كتلتان متطرفتان: حزب الجبهة الوطنية وتحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري.
بينما من المتوقع أن يكون حزب الجبهة الوطنية أكبر قوة في البرلمان الجديد، إلا أنه ليس من المؤكد أنه سيحصل على أغلبية مطلقة. وتشير الاستطلاعات الحالية إلى أن حزب الجبهة الوطنية وحلفاءه قد يحصلون على ما بين 220 إلى 260 مقعدًا في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعدًا.
خطط لوبان للحكومة
في مقابلة مع صحيفة لو تيليجرام دي بريست، قالت لوبان إن ماكرون "لن يكون أمامه خيار كبير" سوى تعيين تلميذها، جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاما، رئيسا للوزراء بموجب تفويض من الشعب الفرنسي.
وقالت لوبان إن بارديلا، الذي ليس لديه خبرة في الحكومة، سيهدف إلى أن يكون حازما ولكن ليس معاديا لماكرون. كما أشارت إلى أن العمل كقائد أعلى للقوات المسلحة الفرنسية هو "لقب فخري" للرئيس، مؤكدة أن رئيس الوزراء يسيطر على الميزانية، وبالتالي يتمتع بسلطة كبيرة في اتخاذ القرار.
ردود الفعل على موقف ماكرون الدبلوماسي
أثار ماكرون ضجة دبلوماسية في مارس عندما حذر من إظهار الضعف تجاه روسيا واقترح أن يفكر حلفاء أوكرانيا في إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا. وقد قوبل هذا البيان برد فعل من الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، الذين أوضحوا أنه ليس لديهم خطط لإرسال قوات برية. وانتقد فرانسوا بايرو، الوزير السابق وحليف ماكرون، تصريحات لوبان ووصفها بأنها "تحدي عميق للدستور".
المخاوف الدولية
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يحضر قمة أوروبية في بروكسل، عن ثقته في أن الحكومة الفرنسية المقبلة ستواصل دعم أوكرانيا بغض النظر عن تركيبتها، والحفاظ على الاستقلال عن النفوذ الروسي.
صورة التجمع الوطني وسياساته
الآن يقدم حزب الجبهة الوطنية، بعد عملية "إزالة السموم" التي دامت سنوات بقيادة لوبان، نفسه باعتباره نصيراً للشعب الفرنسي العادي المضطهد، على الرغم من أنه خفف من بعض مقترحاته الأكثر تكلفة لمعالجة المخاوف الاقتصادية.
أكدت لوبان أن حزبها عقلاني وحثت الناس على التوقف عن الخوف من النتائج المتطرفة. ومع ذلك، لا يزال حزب الجبهة الوطنية مناهضًا بشدة للمهاجرين، ويقترح قطع أو إلغاء الوصول إلى الرعاية الاجتماعية لغير المواطنين وتشديد قواعد المواطنة.
معارضة المشاهير
تحدث نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما، إلى جانب لاعب كرة القدم كيليان مبابي، ضد التصويت لصالح المتطرفين في الانتخابات. وشدد ويمبانياما على أهمية تجنب الخيارات السياسية المتطرفة، في حين سلط مبابي الضوء على حاجة فرنسا إلى احتضان قيم التنوع والتسامح.
المخاوف الاقتصادية
في انعكاس للمخاوف بشأن التأثير الاقتصادي المحتمل للحكومة الجديدة، كشفت دراسة استقصائية أن 36% من الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة الحجم قد تؤخر الاستثمارات والتوظيف إذا فاز حزب الجبهة الوطنية بالأغلبية، مع 58% يحملون نفس الرأي إذا فاز حزب الجبهة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، عارض أكثر من 80% من رؤساء الشركات المقترحات المقدمة من كلا الطرفين لخفض سن التقاعد، وحذر 78% من أن زيادة الإنفاق العام قد يؤدي إلى خطر دفع البلاد إلى الإفلاس.