يتخذ أكبر حزبين في الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية الأمريكية شعارين شهيرين هما الحمار للحزب الديمقراطي والفيل للحزب الجمهوري، ويبرز ذلك دائما مع فعاليات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يدخل الرئيس الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب في مناظرة علنية في تكرار للانتخابات الماضية التي جرت في نوفمبر 2020.
الفيل الجمهوري
في عام 1860 كانت الولايات المتحدة مقسمة بين الشمال والجنوب، بسبب تجارة العبيد وجرت في هذا العام الانتخابات الرئاسية، وقرر إبراهام لينكولن خوض غمار الانتخابات تلك السنة أملا في توحيد البلاد.
وظهر الفيل في منافسات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دعاية للينكولن، إلا أنه لم يتحول إلى شعار سياسي إلا بعد 10 سنوات في عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتور الأمريكي الشهير توماس ناست بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطأه قدماه كتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهوري) ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.
الحمار الديمقراطي
يتخذ الحزب الديمقراطي "الحمار" شعارا له وهوأيقونة سياسية وعلامة تجارية تدر مئات الملايين من الدولارات وتحول إلى رمز للثورة والتمرد منذ عقود طويلة.
وبدأت قصة الحمار مع الحزب الديمقراطي قبل حوالي مائتي عام وتحديدا في عام 1828عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار لنترك الشعب يحكم، وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي ورخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الإنتخابي الشعبوي ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس.
وبعد 42 عاما تحول "الحمار" إلىرمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق في سنة 1870، حينما عمد رسام الكاريكاتور توماس ناست الذي كان يعمل لصالح مجلة هاربر الأسبوعية إلى اختيار حمار أسود اللون كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور.
وكانت هذا الكاريكاتور علامة فارقة في المنافسة الانتخابية بين الحزبين الكبيرين، وأصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم.